سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي على الجزء الشمالي من مدينة تدمر الأثرية. حسبما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان. تقدم التنظيم يأتي بعد أن تعالت أصوات محلية ودولية تطالب بحماية المدينة الأثرية من السقوط بيد "داعش".
إعلان
تمكن مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي اليوم السبت (16 أيار/ مايو 2015) من السيطرة على مساحة كبيرة من الجزء الشمالي من مدينة تدمر الأثرية الواقعة في وسط سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "تنظيم الدولة الإسلامية تمكن من التقدم والسيطرة على معظم الأحياء الواقعة في الجزء الشمالي من مدينة تدمر"، مشيرا إلى "اشتباكات عنيفة تدور حاليا بين مقاتلي التنظيم وقوات النظام" في شمال تدمر.
ويخوض مسلحو التنظيم المعروف إعلاميا باسم طداعش" اشتباكات عنيفة في المنطقة، بعد تمكنهم الأربعاء من السيطرة على بلدة السخنة التي تبعد ثمانين كيلومترا من تدمر وعلى جميع النقاط العسكرية الواقعة على الطريق بين المنطقتين. وأشار عبد الرحمن إلى اشتباكات بين الطرفين تدور قرب القلعة الإسلامية في غرب المدينة، أسفرت عن مقتل 13 مسلحا فيما لم يتضح عدد القتلى في صفوف قوات النظام.
ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" من جهتها عن مصدر عسكري قوله إن "وحدة من قواتنا أحبطت محاولات تسلل واعتداء من مجموعات إرهابيي داعش على قمة البث الإذاعي جنوب غرب القلعة الأثرية في تدمر وقضت على عدد كبير من الإرهابيين".
"داعش".. حرب مدمرة على الأرث الثقافي العالمي
يواصل تنظيم "داعش" حربه على الإرث الثقافي العالمي، سواء في ليبيا أو العراق أو سوريا، ومنذ سيطرته على مدينة تدمر الغنية بالمواقع الأثرية والمدرجة على قائمة التراث العالمي، يستهدف التنظيم الإرهابي تلك المواقع واحدة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
معبد بعل شمين يعد من أهم كنوز المدينة الأثرية في تدمر السورية، هو أحدث المواقع الأثرية التي يستهدفها التنظيم الإرهابي، وهي أول مرة يقوم فيها بتدمير آثار تعود للعصر الروماني. وذلك بعد أقل من أسبوع على إعدام عالم الآثار المعروف خالد الأسعد مدير آثار المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
أقدم تنظيم"داعش" وبشكل وحشي على إعدام عالم الآثار السوري المعروف خالد الأسعد(82 عاما). الأسعد عمل طيلة أربعة عقود مديرا للآثار في تدمر، ونال عدة أوسمة من بلدان مختلفة، وله حوالي 40 مؤلفا عن الآثار في تدمر وسورية والعالم. وقد خلفت الجريمة ردود فعل دولية غاضبة.
صورة من: picture alliance/AP Photo
قال تنظيم "داعش" في بيان إنه بات يسيطر بالكامل على مدينة تدمر السورية بما في ذلك المطار العسكري والسجن بعد "انهيار" القوات الموالية للحكومة هناك، ما يثير المخاوف من قيام المتطرفين بتدمير الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي.
صورة من: Fotolia/bbbar
تعد آثار مدينة تدمر واحدة من ستة مواقع سورية أدرجت على لائحة التراث العالمي في عام 2006، أبرزها قلعة الحصن في حمص والاحياء القديمة في دمشق وحلب.
صورة من: Joseph Eid/AFP/Getty Images
مدينة تدمر مدرجة على لائحة تراث اليونيسكو، وتضم آثارا قديمة بهندسة تمزج بين الحضارتين الرومانية واليونانية مع تأثير فارسي.
صورة من: Fotolia/waj
يشتهر الموقع الاثري القائم في جنوب مدينة تدمر بأعمدته الرومانية ومعابده ومدافنه الملكية. وتعتبر مدينة تدمر من أهم الممالك السورية القديمة التي ازدهرت بشكل خاص في عهد ملكتها زنوبيا
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/F. Neukirchen
تعرض أكثر من 300 موقع ذي قيمة إنسانية في سوريا للدمار خلال أكثر من أربع سنوات من النزاع، حسب ما أعلنت الامم المتحدة.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
دمر تنظيم داعش الإرهابي في بداية شهر آذار/ مارس الماضي عدة مواقع أثرية في مدينة الحضرالأثرية في محافظة نينوي شمال غرب العراق. مدينة الحضر مصنفة هي الأخرى ضمن مواقع التراث العالمي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Militant video
قام مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي بتحطيم العديد من المنحوتات والمجسمات الأثرية في متحف نينوي بمدينة الموصل شمالي العراق. وكانت منظمة اليونسكو قد أدانت الحملة وصفتها بأنها جريمة حرب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي في 11 أبريل/نيسان شريطا مصورا لعناصره وهم يدمرون مدينة نمرود الآشورية الأثرية في شمال العراق، والتي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
صورة من: YouTube/WorldBreakingNews2015
استهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" العديد من القبور التاريخية ومن بينها قبر النبي يونس، الذي دمره التنظيم في منتصف السنة الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
11 صورة1 | 11
وتضم مدينة تدمر في الجزء الجنوبي الغربي مواقع أثرية مصنفة على لائحة التراث العالمي وتعرف بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة. وقال المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم السبت لوكالة فرانس برس "أعيش حالة رعب" لافتا إلى اشتباكات عنيفة في الأطراف الشمالية من المدينة.
وأضاف أن "حجم الخسارة إذا سقطت تدمر بيد داعش سيكون أسوأ من سقوط المدينة في عهد الملكة زنوبيا"، في إشارة إلى مراحل تاريخية سابقة حين تمكن الرومان من السيطرة على تدمر واقتادوا ملكتها زنوبيا إلى روما. وأوضح عبد الكريم أنه في حال وصول مقاتلي التنظيم إلى المواقع الأثرية فإنهم "سيفجرون ويدمرون كل شيء"، لافتا إلى أنه "من الصعب جدا اتخاذ أي إجراءات وقائية لحماية هذه المواقع وآثارها التاريخية".
وقالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" ايرينا بوكوفا الجمعة "نحن قلقون للغاية ونتابع الوضع نظرا للقيمة الكبيرة لهذا الموقع الروماني الأثري". وأضافت في مؤتمر صحافي خلال زيارتها بيروت "مسؤوليتنا أن ننبه مجلس الأمن الدولي ليتخذ قرارات حازمة".