فيما غادر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى واشنطن طلبا للدعم الأمريكي من تسليح وضربات جوية لمساعدة العراق في حربه ضد "داعش"، شن التنظيم الإرهابلي هجوما على مصفاة بيجي لتكرير النفط.
إعلان
شن تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف باسم "داعش" اليوم الاثنين (13 نيسان/ أبريل 2015) هجوما واسع النطاق بهدف السيطرة على مصفاة تكرير النفط في بيجي التي تبلغ طاقتها التكريرية 300 ألف برميل يوميا. وأبلغت مصادر في الشرطة العراقية وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن "عناصر داعش شنوا اليوم هجوما واسع النطاق" على المصفاة.
وحسب هذه المصادر فإن التنظيم "تمكن من اختراق دفاعات المصفاة الخارجية والسيطرة على أبراج الحماية الشرقية". وأوضحت هذه المصادر أن "القوات العراقية المكلفة بحماية المصفاة تخوض الآن قتالا عنيفا لمنع وصول عناصر التنظيم إلى أسوار المصفاة أو اقتحامها حيث شرع الطيران العراقي بقصف قوات داعش وقطع طرق إمداداته".
في غضون ذلك أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنه سيطلب من الولايات المتحدة المزيد من التسليح والضربات الجوية في مواجهة "داعش"، وذلك قبيل مغادرته إلى واشنطن للقاء الرئيس اوباما. وقال العبادي "نريد المزيد من الدعم خصوصا أن لدينا معركتين أساسيتين لإخراج داعش من العراق، هما معركة الأنبار ومعركة نينوى (الموصل) لإنهاء وجوده في العراق، ونأمل أن ننهي وجوده في المنطقة كلها".
"داعش" تواصل تدمير التراث الحضاري للشرق
صورة من: picture-alliance/dpa/IS/Internet
قامت عناصر داعش السبت 7 مارس/ آذار بتدمير مدينة الحضر الأثرية بشمال العراق. ونددت اليونسكو بالـ"الاستراتيجية المروعة للتطهير الثقافي التي تجري حالياً في العراق."
صورة من: picture-alliance/N. Tondini/Robert Harding
نشأت مملكة الحضر في القرن الثاني الميلادي ودامت حوالي مائة عام. واشتهرت بهندستها المعمارية وفنونها وصناعاتها، كما كان بها نقوش منحوته وتماثيل.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Tips Images
مدينة "النمرود" هو الاسم الحديث للمدينة الآشورية الواقعة على بعد 30 كيلومتر جنوب شرق الموصل، التي كانت تسمى أيضا كالح وكالخو وتأسست في 13 قبل الميلاد. والآن دمرها داعش.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Baldwin
قالت الحكومة العراقية الأسبوع الماضي إن مقاتلي "داعش" نهبوا النمرود ودمروها بالجرافات. وكانت المدينة عاصمة للدولة الآشورية الحديثة في القرن الـ 9 قبل الميلاد.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Tips Images
وكان التنظيم المتطرف قد نشر قبل أسبوع من تدميره لمدينة النمرود فيديو يبين تدميره للآثار والتماثيل الآشورية الموجودة في متحف مدينة الموصل بشمال العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
وأظهر التسجيل بالفيديو مقاتلي التنظيم وهم يدمرون في متحف الموصل القطع الأثرية كبيرة الحجم المصنوعة من الحجارة لكن لا أحد يعلم ماذا فعلوا بالتحف الصغيرة الغالية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
لم تقم داعش بتدمير الآثار الآشورية فقط، وإنما سبق ذلك تدميرهم لآثار إسلامية مثل مرقد النبي يونس في الموصل في يوليو/ تموز 2014. والصورة هنا من عام 1999.
صورة من: cc-by-sa-Roland Unger
تدمير الأضرحة ليس مقصورا على داعش فقط وإنما قام به مقاتلون في مالي في عام 2012. حيث دمروا أضرحة إسلامية في تومبكتو موضوعة على لائحة التراث العالمي.
صورة من: Getty Images
ووصل التدمير والحرق إلى مكتبة تمبكتو التي تحوي آلاف المخطوطات الإسلامية القيمة التي تعود للقرن 13 الميلادي. واتهمت حكومة مالي التنظيمات الجهادية بحرقها.
صورة من: DW/P. Breu
وكانت حركة طالبان الأفغانية قد سبقت كل هؤلاء في مارس عام 2001 ودمرت تمثالي بوذا في باميان، اللذين يعودان إلى القرن الـ6 الميلادي، مستخدمة مدفعية ومدافع مضادة للطائرات.
صورة من: Mohammad Kazemian
كما قال متشددون في مصر بعد ثورة يناير إنهم عازمون على هدم الآثار الفرعونية. وكان أحد المتصوفين قد كسر أنف أبوالهول الشهير في القرون الوسطي، بحسب رواية المقريزي.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
11 صورة1 | 11
ويتوقع ان يطلب العبادي من واشنطن السماح لبلاده بإرجاء سداد الدفعات المالية لشحنات الأسلحة، نظرا إلى تراجع عائدات العراق بسبب انخفاض أسعار النفط، وزيادة النفقات نتيجة الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". ومن المقرر أن يلتقي العبادي اوباما في البيت الأبيض الثلاثاء. ويضم الوفد العراقي وزراء الدفاع والمال والنفط والتعليم العالي، إضافة إلى مستشار الأمن القومي فالح الفياض.
وتقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا ينفذ منذ الصيف ضربات جوية ضد التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد. وأتاحت هذه الضربات للقوات العراقية ومسلحين موالين لها، استعادة السيطرة على بعض المناطق في الأشهر الماضية. إلا أن التنظيم لا يزال يسيطر على مساحات واسعة ومدن، أبرزها الموصل مركز محافظة نينوى، والفلوجة في محافظة الأنبار.