بعد اختطاف دام أكثر من ثمانية شهور أطلق تنظيم "الدولة الإسلامية" سراح 37 مسيحيا آشوريا سوريا ولا يزال التنظيم الإرهابي يحتجز لديه نحو 150 آخرين. وتتضارب الأنباء حول سبب إطلاق سراح المخطوفين، الذين هم غالبا من كبار السن.
إعلان
أفرج تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) اليوم السبت (السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني) عن 37 مسيحيا آشوريا، معظمهم من النساء، كان قد خطفهم قبل أكثر من ثمانية أشهر في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، وفق ما أكدت منظمات آشورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد الآشوري لحقوق الإنسان، في بريد الكتروني إن التنظيم الإرهابي "أطلق سراح 37 شخصا كان قد اختطفهم يوم 23 شباط/ فبراير الماضي أثناء اجتياحه للقرى والبلدات الآشورية على نهر الخابور في محافظة الحسكة".
وأفاد مصدر في المرصد الآشوري لوكالة فرانس برس بأن المفرج عنهم "27 امرأة وعشرة رجال، معظمهم من كبار السن، وقد وصلوا صباحا إلى بلدة تل تمر الآشورية قادمين من مناطق تحت سيطرة التنظيم قرب مدينة الحسكة".
تضارب حول سبب إطلاق سراحهم
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان نبأ الإفراج عن المخطوفين. وبحسب المرصد الآشوري، يأتي إطلاق سراح المخطوفين السبت "نتيجة جهود ومفاوضات حثيثة تقوم بها أسقفية سوريا لكنيسة المشرق الآشورية ومقرها مدينة الحسكة". لكن مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن قال لوكالة فرانس برس إن الإفراج عن المخطوفين جاء بعد "دفع مبالغ مالية كبيرة بموجب وساطة تولاها شيوخ عشائر عربية في سوريا والعراق". ونقل عبدالرحمن أن "التنظيم أبلغ المفاوضين أن كل من يثبت أنه لم يقاتل ضده من المخطوفين سيتم الإفراج عنه مقابل مبالغ مالية".
وتتضارب أرقام الجهات المعنية حول عدد المخطوفين، الذين لا يزالون رهائن لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" بين 140 أو150 خصوصا بعد تقارير أفادت بإقدام التنظيم على قتل ثلاثة منهم بالإضافة إلى العثور على جثث ثلاثة مخطوفين آخرين.
وبلغ عدد الأشوريين الإجمالي في سوريا قبل بدء النزاع في آذار/مارس 2011 حوالي ثلاثين ألفا من بين 1.2 مليون مسيحي، وينحدر معظمهم من الحسكة.
ص.ش/ و.ب (أ ف ب)
فصول من مأساة الآشوريين السوريين
صورة من: Getty Images
استهدف تنظيم "داعش" القرى المسيحية الآشورية شمال شرق سوريا، وتحدثت الأنباء عن اختطاف المئات منهم.
صورة من: DW/K. Sheikho
الآشوريون يخوضون معركة بقاء غير متكافئة ضد إرهاب تنظيم" الدولة الاسلامية" الذي يعبر الحدود بين غرب العراق وشرق سوريا. الآشوريون في سوريا هم احفاد الآشوريين العراقيين الذين هربوا من مذبحة سميل مطلع القرن العشرين.
صورة من: Reuters/R. Said
يشن تنظيم "داعش" هجوما على القرى المسيحية الآشورية التابعة لبلدة تل تمر، والواقعة قرب مدينة الحسكة شمال شرق سوريا.
صورة من: DW/K. Sheikho
أحرق مسلحو التنظيم كنائس الآشوريين خلال مواجهاتهم مع القوات الكردية والسريانية وحرس الخابور المدافعين عن البلدة، كما ذكرت مصادر من المجلس السرياني السوري.
صورة من: Reuters/R. Said
الحرب التي تشنها عناصر داعش على الآشوريين نتج عنها هروب بقية سكان القرى المسيحية عبر سيارات نقل أو مشيا على الأقدام.
صورة من: DW/K. Sheikho
يتقاسم الاكراد وتنظيم "داعش" السيطرة على محافظة الحسكة السورية ، بينما لا يزال هناك حضور للنظام السوري في مدينة الحسكة.
صورة من: Reuters/R. Said
تقع القرى المسيحية الآشورية في محافظة الحسكة السورية على خطوط التماس بين المناطق التي تسطير عليها قوات حماية الشعب الكردية وقوات "داعش".
صورة من: DW/K. Sheikho
ذكر المرصد السوري أن "وحدات حماية الشعب الكردية سيطرت على الأطراف الشرقية والجنوبية الشرقية لبلدة تل حميس الواقعة" شمال شرق مدينة الحسكة "عقب اشتباكات استمرت لستة أيام مع تنظيم "داعش".
صورة من: Reuters/R. Said
يُقدر عدد السريان الآشوريين في سوريا بنحو ثلاثين ألفاً من بين 1.2 مليون مسيحي، يسكن معظمهم القرى المحيطة بنهر الخابور في الحسكة، ومدينة القامشلي.
صورة من: DW/K. Sheikho
والآشوريون في سوريا هم أحفاد النازحين عن القرى الآشورية العراقية، بعد المذابح التي جرت في سنة 1933 ضدهم من قبل قوات عراقية، وخاصة في بلدة سميل التي راح ضحيتها نحو 3000 أشوريا.
صورة من: DW/K. Sheikho
قوات تنظيم "داعش" كانت قد استهدفت العام الماضي القرى المسيحية العراقية وقتلت العشرات منهم وسبت نسائهم وأطفالهم، ما دفع المسيحيين إلى أن يشكلوا قوات خاصة لحماية قراهم قرب الموصل.
صورة من: Jodi Hilton 2014
صادر تنظيم "داعش" في العراق أموال وأملاك المسيحيين في الموصل والقرى المجاورة لها، بالإضافة إلى كنائسهم وأديرتهم ووضع عليها حرف "ن" اختصارى لكلمة "نصارى" واعتبرها املاكا لما اسماه ب" الدولة الاسلامية ".