انسحب تنظيم "الدولة الإسلامية" فجر الأحد من مدينة تدمر الأثرية بعد ساعات على سيطرته عليها إثر غارات جوية روسية مكثفة استمرت طوال الليل، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
إعلان
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات جوية روسية مكثفة أجبرت متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" على الانسحاب إلى مشارف تدمر بعد يوم من اقتحامهم المدينة القديمة الواقعة في شرق سوريا.
وأضاف المرصد ومقره بريطانيا في بيان تلقّت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الأحد (11 ديسمبر/ كانون الأول 2016) نسخة منه، إن ذلك جاء عقب سيطرة التنظيم الإرهابي على مدينة تدمر بشكل شبه كامل ليل أمس، وسط استقدام قوات النظام تعزيزات عسكرية ضخمة إلى جنوب المدينة ومحيطها الغربي.
ووصف مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في حديثه لوكالة فرانس برس القصف الجوي الروسي بـ"الهستيري"، مشيراً إلى سقوط الكثير من القتلى في صفوف الجهاديين دون أن يتمكن من تحديد الحصيلة.
وعقب سلسلة هجمات بدأت الخميس، دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" مساء السبت مجدداً مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص (وسط) الشرقي بعد ثمانية أشهر على طرده منها، وتمكن خلال الليل من السيطرة على كامل المدينة، وفق المرصد.
وأوضح عبد الرحمن أن "قوات النظام أرسلت تعزيزات عسكرية خلال الليل إلى تدمر"، لافتاً إلى أن "الغارات الجوية مستمرة ضد مواقع الجهاديين الذين انسحبوا إلى محيط المدينة".
واستعاد الجيش السوري السيطرة على مدينة تدمر في آذار/ مارس بإسناد جوي روسي وتمكن من طرد الجهاديين الذين كانوا قد استولوا عليها في أيار/ مايو 2015.
ويحتفظ الجهاديون بسيطرتهم على مناطق في ريف حمص الشرقي. وغالباً ما يشنون هجمات على مواقع تابعة لقوات النظام، لكن السبت سجل المرة الأولى التي يتمكنون فيها من السيطرة على مواقع قريبة من مدينة تدمر والتقدم داخلها.
و.ب/ ع.غ (أ ف ب، د ب أ)
ما الذي يمكن إنقاذه من آثار تدمر؟
بعد الاستيلاء على المدنية الصحراوية القديمة، قام تنظيم "داعش" الإرهابي بتدمير كثير من الآثار. بعض الأنقاض لم تدمر بالكامل كما كان يخشى. ويتمنى علماء الآثار أن يستطيعوا ترميمها وإعادتها كما كانت قبل سيطرة داعش على تدمر.
صورة من: Getty Images/AFP
أعمدة تدمر الرائعة شكلت محوراً عملاقاً للمدينة الصحراوية في العصور القديمة. والآن أظهرت صورة التقطت يوم الأحد 27 مارس/أذار، أن كثيرا من الأعمدة العملاقة نجت من هجمات داعش.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Al Mounes
أكد المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم أن ترميم الآثار المتضررة والمدمرة في مدينة تدمر "سنعيدها كما كانت من قبل". ومن المخطط أن يعاد بناء معبدي بعل وبعل شمين اللذين قام تنظيم "داعش" بتدميرهم. وستتم مناقشة كيفية تحقيق ذلك مع الأمم المتحدة بحسب عبد الكريم.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Al Mounes
أيضاً هذه الصورة الملتقطة يوم الأحد 27 مارس/آذار تظهر أن المسرح الروماني الذي يرجع لعام 200 ميلادية بحالة جيدة. يمكن رؤية الواجهة والمدرجات. المسرح استخدم كساحة للإعدام من قبل داعش في مايو/آيار العام الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Al Mounes
صورة التقطت يوم 26 مارس/أذار، من الطائرة وتوضح الدمار الذي تعرضت له تدمر. لم يبق من معبد بعل الذي يعود للقرن الأول الميلادي إلا قوس المدخل. وتظهر الصورة اليسرى معبد بعل قبل الدمار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Unosat
المتحف الوطني لتدمر تم تدميره تمامأً، بعض الأعمال الفنية تم تدميرها، كما دُمر سقف المتحف في بعض الأماكن.
صورة من: picture-alliance/Sputnik/M. Voskresenskiy
قلعة ابن معن التي تعود لفترة ما بين القرن الـ13 والقرن الـ16. تطل القلعة على المدنية القديمة، وتعد واحدة من مناطق الجذب عند زيارة المدينة الصحراوية.