أثار نشر "داعش" شريط فيديو يظهر إحراق جنديين تركيين وهما على قيد الحياة، ردود فعل غاضبة في تركيا على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما واصل الجيش التركي الجمعة قصف معقل داعش في مدينة الباب، ما أوقع عشرات القتلى من المدنيين.
إعلان
أثار نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، أمس الخميس (22 ديسمبر/كانون الاول 2016) شريط فيديو يظهر إحراق جنديين تركيين وهما على قيد الحياة، ردود فعل غاضبة في تركيا على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال موقع "تيركي بلوكس" المتخصص في الرصد على الانترنت أن الأتراك واجهوا صعوبة في الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي ولاسيما تويتر ويوتيوب. لكن على الرغم من هذه الصعوبات، حظي شريط الفيديو باهتمام مستخدمي تويتر الأتراك الذين وصفوه بأنه "كابوس".
ويظهر في الفيديو الذي تبلغ مدته 19 دقيقة ونشرته "ولاية حلب" وفق التسمية التي يعتمدها التنظيم المتطرف، رجلين يرتديان بزة عسكرية يتم إخراجهما من قفص قبل تقييد أيديهما وإحراقهما أحياء. ونشر الفيديو على مواقع جهادية. وفي التسجيل الذي نشره التنظيم الإرهابي يهاجم عنصر من التنظيم الجهادي باللغة التركية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويدعو إلى إحراق تركيا وتدميرها، لا سيما أنها فتحت قاعدة انجرليك الجوية أمام قوات التحالف الدولي التي توجه ضربات للجهاديين.
ولم يصدر حتى مساء الجمعة رد فعل مباشر من السلطات التركية على نشر الفيديو. ولم يتطرق إليه الرئيس اردوغان الذي ألقى ثلاث كلمات على مدار اليوم.
نشرت هذه اللقطات الوحشية في حين سجل الجيش التركي أكبر حصيلة من الخسائر خلال هذا الأسبوع منذ بدء عمليته في سوريا نهاية أب/أغسطس. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة إن 88 مدنياً بينهم 24 طفلاً قتلوا في القصف التركي على مدينة الباب في حين تؤكد أنقرة أنها تفعل كل ما في وسعها لتجنب الخسائر بين المدنيين. ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية عن قيادة الأركان التركية أن الجيش قتل "18 إرهابياً من داعش بينهم قادة كبار" و"دمر مقر قيادة التنظيم في الباب" الجمعة.
وتشبه هذه اللقطات تسجيل فيديو نشره تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي العام الماضي لإحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أسره بعد سقوط طائرته في سوريا في كانون الأول/ديسمبر 2014.
خ.س/ح.ع.ح(أ ف ب)
معاذ الكساسبة – من الأسر إلى الإعدام
بعد نشر فيديو إعدام الطيار معاذ الكساسبة حرقا على يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، أصبح العالم أكثر إصراراً على محاربة التنظيم المتطرف. محطات أسر الكساسبة والمفاوضات لإطلاق سراحه ثم إعدامه نستعرضها في صور.
صورة من: picture-alliance/epa
الطيار الأردني معاذ صافي الكساسبة، أول طيار يسقط بيد تنظيم "الدولة الإسلامية". حيث تمكن مقاتلو التنظيم من أسره بعد سقوط طائرته فوق مدينة الرقة شمال سوريا، في ديسمبر /كانون أول 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/Jordan News Agency
وبعد إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" استخدامه صاروخا حراريا لإسقاط الطائرة الأردنية. نفى الأردن أن تكون طائرته أسقطت "بنيران داعش". كما نفت الولايات المتحدة بدورها أن يكون تنظيم "داعش" قد أسقط المقاتلة الأردنية وهي من طراز اف-16.
صورة من: picture-alliance/dpa/Jordan News Agency/Handout
نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" صورا قال إنها للطيار الأسير يحيط به عناصر مسلحون. وظهر الطيار في إحدى الصور وهو يرتدي قميصا أبيض ويحمله أربعة رجال يخرجونه من بقعة ماء. كما نشر "داعش" بطاقة عسكرية قال إنها تعود لمعاذ الكساسبة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Raqqa Media Center of the Islamic State group
بدأ الأردن مفاوضات سرية، عبر وسطاء، للعمل على الإفراج عن الكساسبة، على مدى أكثر من شهر. وهدد التنظيم بقتل الكساسبة إضافة للرهينة الياباني الثاني، ما لم تقم عمّان بإطلاق المعتقلة العراقية المحكوم عليها بالإعدام في الأردن ساجدة الريشاوي.
صورة من: picture-alliance/Jordan News Agency
قال والد الطيار الأردني بعد سقوط طائرته في سوريا إنه لا يعتبر ابنه رهينة، ودعا آسريه إلى "استعمال الرأفة" ومعاملته "كضيف". فيما طالبت الحكومة الأردنية بضمانات تؤكد بقاء الكساسبة على قيد الحياة كي تفرج عن الريشاوي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Nasser Nasser
المفاوضات بين الأردن وداعش بقيت بين مد وجزر، ولم تقدم داعش أي بيانات تشير إلى بقاء الكساسبة على قيد الحياة، فيما أثار أسر الكساسبة تضامن الأردنيين ووقوفهم بجانب العائلة.
صورة من: Reuters/M. Hamed
ووسط أجواء الترقب، أعلن "داعش" عن إعدام الطيار الأردني حرقا، وذلك بنشره مقطع فيديو مصور على الإنترنت. مقطع الفيديو أثار صدمة العائلة والعالم أجمع، لأنه يُظهر إحراق الطيار حيا داخل قفص.
صورة من: Reuters/M. Hamed
أكدت دولة الأردن بأن إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حدث في الثالث من شهر يناير/ كانون الثاني الماضي. وتوعدت عمان "برد حازم ومزلزل" وبأن "دم الطيار لن يذهب هدرا".
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
أثار الحادث إدانات الأسرة الدولية. وزير الخارجية الألماني شتاينماير أعرب عن مواساته لعائلة الكساسبة، وقال "نحن مصدومون بشكل عميق حيال مقتل الطيار الأردني على يد جحافل الإرهاب البربرية لتنظيم الدولة".
صورة من: AFP/Getty Images/I. Znotins
وعلى الفور أعلنت عمّان أنها أعدمت فجر الأربعاء كل من الانتحارية ساجدة الريشاوي التي كان "داعش" طالب بإطلاق سراحها، والعراقي زياد الكربولي المنتمي للقاعدة، وذلك غداة إعلان التنظيم إعدام الطيار الأردني حرقا.
صورة من: Reuters/M. Jaber
كما أعلن الجيش الأردني أن العشرات من مقاتلات سلاح الجو أغارت على معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية". وأن الطائرات "هاجمت مراكز تدريب للتنظيم الإرهابي ومستودعات أسلحة وذخائر وتم تدمير جميع الأهداف التي هوجمت".
صورة من: Reuters/M. Hamed
وفي عمان تظاهر آلاف الأردنيين للتنديد بإعدام الكساسبة، ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا وسط عمان أعلاما أردنية وصورا للطيار الأردني ولافتات كتب عليها "كلنا معاذ"، و"معاذ شهيد الحق". وطالبوا الحكومة برد قاس. الكاتب: علاء جمعة