كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" هدموا ديراً مسيحياً في مدينة القريتين ذات الموقع الاستراتيجي بمحافظة حمص السورية، كما نقلوا عشرات المسيحيين الذين خطفهم التنظيم بعد هجومه على المدينة.
إعلان
أقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش" أمس الخميس (20 آب/ أغسطس 2015) على هدم دير مسيحي تاريخي في وسط سوريا بعد سيطرته قبل أكثر من أسبوعين على مدينة القريتين في ريف حمص التي يقع فيها وخطفه نحو 230 مدنياً من سكانها، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان المقرب من فصائل المعارضة السورية.
"داعش".. حرب مدمرة على الأرث الثقافي العالمي
يواصل تنظيم "داعش" حربه على الإرث الثقافي العالمي، سواء في ليبيا أو العراق أو سوريا، ومنذ سيطرته على مدينة تدمر الغنية بالمواقع الأثرية والمدرجة على قائمة التراث العالمي، يستهدف التنظيم الإرهابي تلك المواقع واحدة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
معبد بعل شمين يعد من أهم كنوز المدينة الأثرية في تدمر السورية، هو أحدث المواقع الأثرية التي يستهدفها التنظيم الإرهابي، وهي أول مرة يقوم فيها بتدمير آثار تعود للعصر الروماني. وذلك بعد أقل من أسبوع على إعدام عالم الآثار المعروف خالد الأسعد مدير آثار المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
أقدم تنظيم"داعش" وبشكل وحشي على إعدام عالم الآثار السوري المعروف خالد الأسعد(82 عاما). الأسعد عمل طيلة أربعة عقود مديرا للآثار في تدمر، ونال عدة أوسمة من بلدان مختلفة، وله حوالي 40 مؤلفا عن الآثار في تدمر وسورية والعالم. وقد خلفت الجريمة ردود فعل دولية غاضبة.
صورة من: picture alliance/AP Photo
قال تنظيم "داعش" في بيان إنه بات يسيطر بالكامل على مدينة تدمر السورية بما في ذلك المطار العسكري والسجن بعد "انهيار" القوات الموالية للحكومة هناك، ما يثير المخاوف من قيام المتطرفين بتدمير الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي.
صورة من: Fotolia/bbbar
تعد آثار مدينة تدمر واحدة من ستة مواقع سورية أدرجت على لائحة التراث العالمي في عام 2006، أبرزها قلعة الحصن في حمص والاحياء القديمة في دمشق وحلب.
صورة من: Joseph Eid/AFP/Getty Images
مدينة تدمر مدرجة على لائحة تراث اليونيسكو، وتضم آثارا قديمة بهندسة تمزج بين الحضارتين الرومانية واليونانية مع تأثير فارسي.
صورة من: Fotolia/waj
يشتهر الموقع الاثري القائم في جنوب مدينة تدمر بأعمدته الرومانية ومعابده ومدافنه الملكية. وتعتبر مدينة تدمر من أهم الممالك السورية القديمة التي ازدهرت بشكل خاص في عهد ملكتها زنوبيا
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/F. Neukirchen
تعرض أكثر من 300 موقع ذي قيمة إنسانية في سوريا للدمار خلال أكثر من أربع سنوات من النزاع، حسب ما أعلنت الامم المتحدة.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
دمر تنظيم داعش الإرهابي في بداية شهر آذار/ مارس الماضي عدة مواقع أثرية في مدينة الحضرالأثرية في محافظة نينوي شمال غرب العراق. مدينة الحضر مصنفة هي الأخرى ضمن مواقع التراث العالمي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Militant video
قام مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي بتحطيم العديد من المنحوتات والمجسمات الأثرية في متحف نينوي بمدينة الموصل شمالي العراق. وكانت منظمة اليونسكو قد أدانت الحملة وصفتها بأنها جريمة حرب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي في 11 أبريل/نيسان شريطا مصورا لعناصره وهم يدمرون مدينة نمرود الآشورية الأثرية في شمال العراق، والتي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
صورة من: YouTube/WorldBreakingNews2015
استهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" العديد من القبور التاريخية ومن بينها قبر النبي يونس، الذي دمره التنظيم في منتصف السنة الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
11 صورة1 | 11
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الجمعة "هدم تنظيم الدولة الإسلامية أمس (الخميس) دير مار اليان الواقع في مدينة القريتين في ريف حمص مستخدما الجرافات بحجة أنه يعبد من غير الله، أي بما يخالف عقائده الدينية".
ويأتي هدم التنظيم للدير بعد سيطرته في الخامس من آب/ أغسطس على مدينة القريتين وخطفه 230 مدنياً من سكانها بينهم ستون مسيحياً، أُفرج عن 48 منهم على دفعات وفق المرصد.
وأكد المرصد الآشوري لحقوق الإنسان من جهته هدم التنظيم للدير السرياني التاريخي الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الخامس، موضحاً أن مصير رئيس الدير الأب جاك مراد لا يزال مجهولاً منذ اختطافه في 27 أيار/ مايو الماضي.
وخطف ثلاثة مقنعون الأب مراد من دير مار اليان بعد سيطرة التنظيم السني المتطرف في 21 أيار/ مايو على مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص. وترأس الأب مراد الدير خلفاً للأب اليسوعي الايطالي باولو دالوليو، الذي خُطف في تموز/ يوليو 2013 في مدينة الرقة (شمال) معقل "داعش".
وتحول الدير خلال العقدين الماضيين وبعد تجديد الحياة الرهبانية فيه على يد الأب دالوليو، إلى مقصد للزوار والمصلين، وبات مركزاً للحوار بين الأديان في قلب مدينة القريتين التي تعد بدورها رمزاً للتعايش بين المسيحيين والمسلمين في وسط سوريا. وشكل الدير ملجأ للنازحين عند بدء المعارك في مدينة حمص قبل عامين.
وتعرضت كنائس ومقامات دينية عدة في سوريا للتفجير والهدم على يد تنظيم "داعش"، بحجة أنها تعارض معتقداته الدينية، وكان آخرها تفجيره كنيسة العذراء في محافظة الحسكة في نيسان/ أبريل ومزاري محمد بن علي والعلامة التدمري ابو بهاء الدين في مدينة تدمر في شهر حزيران/ يونيو.
وبحسب عبد الرحمن، يشن الطيران الحربي التابع لقوات النظام السوري غارات جوية كثيفة على مدينة القريتين منذ سيطرة "داعش" عليها، مشيراً إلى شنه عشرين غارة على الأقل الخميس استهدفت أحياء عدة في القريتين.
وقال عبد الرحمن إن المدينة لم تعد تأوي عدداً كبيراً من المدنيين بعد نزوح أهلها وخطف التنظيم العشرات من سكانها الشهر الحالي، موضحاً أن التنظيم نقل 110 مدنياً من أصل 180 لا يزال يعتقلهم إلى محيط مدينة الرقة فيما لا يزال مصير سبعين آخرين مجهولاً.