أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده "لن تقدم تنازلات" في ما يتعلق بانتهاك الطائرات الحربية الروسية لمجالها الجوي، فيما استدعت الخارجية التركية السفير الروسي مجددا للاحتجاج على الانتهاك المتكرر لمجالها الجوي.
إعلان
أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اليوم الأربعاء (السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2015) أن تركيا "لن تقدم تنازلات" في ما يتعلق بانتهاك الطائرات الحربية الروسية لمجالها الجوي على الحدود السورية. وقال داود اوغلو متحدثا للصحافيين عن التوتر القائم حاليا بين تركيا العضو في الحلف الأطلسي وروسيا التي تشن حملة غارات جوية في سوريا "لن نقدم أي تنازلات في ما يتعلق بأمن حدودنا ومجالنا الجوي".
وشدد رئيس الوزراء التركي على أنه لا يريد أن يتحول الصراع في سوريا إلى أزمة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي ولا إلى نزاع بين روسيا وتركيا، مذكراً بأن أن ضربتين جويتين فقط من أصل 57 ضربة جوية روسية أصابتا تنظيم "الدولة الإسلامية"، بينما استهدفت الضربات الباقية المعارضة المعتدلة وهي القوة الوحيدة التي تحارب التنظيم المتشدد في شمال غرب سوريا.
وكانت وزارة الخارجية التركية قد حذرت السفير الروسي في تركيا مرة أخرى أمس الثلاثاء بشأن تكرار انتهاك طائرات حربية روسية للمجال الجوي التركي. وقال الجيش التركي إن طائرات روسية دخلت المجال الجوي التركي مرتين في مطلع الأسبوع كما ضايقت طائرة غير معروفة الجنسية من طراز ميغ-29 طائرات تركية يوم الاثنين.
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .
صورة من: Reuters/M. Sezer
10 صورة1 | 10
وجاء غي بيان لوزارة الخارجية إن تركيا منفتحة على فكرة الاجتماع مع مسؤولين من الجيش الروسي في أنقرة لمناقشة إجراءات لتفادي تكرار الانتهاكات. وقال مسؤول بوزارة الخارجية إن السفير الروسي استدعي أيضا يومي السبت والاثنين فيما يتعلق بالانتهاكات.
من جهته، قال متحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم إن تركيا ستعتبر أي انتهاك آخر لمجالها الجوي من جانب طائرات حربية روسية تهديدا، لكنها تنظر بشكل إيجابي لعرض روسي بالاجتماع ومناقشة القضية. وقال المتحدث عمر جيليك للصحفيين "نرى أن عرض روسيا للجلوس معا والتفسير أمرا إيجابيا. روسيا صديق، لكن إذا تواصلت التوغلات، فسنعتبر ذلك تهديدا وليس مسلكا وديا."