أكدت مصادر متطابقة أن دبابات تركية توغلت في مدينة جرابلس السورية في إطار عملية عسكرية تدعمها مقاتلات من التحالف ضد "الدولة الإسلامية" وأطلقت النار على أهداف في المدينة تحت سيطرة "داعش".
إعلان
دخلت نحو عشر دبابات تركية اليوم الأربعاء (24 آب/أغسطس 2016) الأراضي السورية وفتحت النار على مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينة جرابلس السورية على الحدود مع تركيا، وفق ما أفاد مصور في وكالة فرانس برس. وشاهد المصور الدبابات تتحرك في الجانب الآخر من الحدود وتطلق النار على مدينة جرابلس الواقعة تحت سيطرة الجهاديين، وتتبعها آليات عسكرية أصغر حجما يُعتقد أنها تنقل عناصر من مقاتلي فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة تعبر الحدود.
وأكدت مصادر عسكرية تركية الخبر موضحة بأن وحدات من الدبابات التركية عبرت الحدود ودخلت سوريا اليوم الأربعاء في إطار عملية عسكرية تدعمها طائرات حربية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لطرد مقاتلي "داعش" من بلدة جرابلس الحدودية السورية.
واستطاع مراسل لرويترز عند الحدود مشاهدة ست دبابات داخل سوريا وتحدث عن قصف عنيف. وتشن الطائرات والمدفعية التركية عمليات قصف وغارات جوية منذ صباح اليوم الأربعاء على أهداف لتنظيم "الدولة الإسلامية".
وقال قيادي في المعارضة السورية المسلحة إن قوات من المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا دخلت أيضا سوريا من تركيا في إطار العملية لاستعادة البلدة من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية".
وفي سياق متصل، قال رئيس المجلس المحلي لمدينة جرابلس محمود العلي لـ(د.ب.أ) إن قوات تنتمي إلى فصائل فيلق الشام والجبهة الشامية وفرقة السلطان مراد والفرقة 13 ولواء صقور الجبل عبروا الحدود التركية السورية بعد ردم الخندق الذي حفره تنظيم "داعش" على الشريط الحدودي. وتوقع أن يظل التقدم باتجاه المدينة بالتمهيد المدفعي وطائرات التحالف تحسبا لاستخدام "داعش" سلاح السيارات المفخخة. وأضاف رئيس المجلس، التابع للمعارضة السورية، أن "تنظيم داعش أخرج المئات من عائلات مقاتليه منذ أيام باتجاه مدينة الباب".
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنه في حال تمت السيطرة على المدينة فإن تنظيم "داعش" يكون قد خسر آخر المدن التي تصله بالعالم الخارجي عبر الحدود السورية التركية. تجدر الإشارة إلى أن غالبية سكان مدينة جرابلس من التركمان، يليهم العرب من حيث نسبة السكان.
من جانب آخر، قال صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في تغريدة على موقع تويتر اليوم الأربعاء إن تركيا ستخسر في "مستنقع" سوريا كتنظيم "الدولة الإسلامية" وذلك بعدما قصفت القوات التركية أهدافا في شمال سوريا. وقال مسلم في التغريدة التي كتبها بالتركية والعربية والإنجليزية "تركيا ستخسر في مستنقع سوريا كداعش."
ش.ع/ح.ح (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)
بعد محاولة الانقلاب - أردوغان يتعهد بقيام تركيا جديدة
بعد نحو ثلاث أسابيع من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ومظاهرات يومية في نحو ثمانين مدينة تركية، لا تزال الحكومة التركية تواصل حملة التطهير التي أطلقتها وطالت عدة قطاعات حكومية. أردوغان نفسه تعهد بقيام تركيا جديدة.
صورة من: DW/D. Cupolo
خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الماضي دعا الرئيس رجب طيب أردوغان أنصاره إلى النزول إلى الشوارع للمساعدة على إفشال مخطط بعض العسكر الإطاحة بحزب العدالة والتنمية من الحكم. ويعود الفضل الكبير في ذلك إلى أنصاره الذين ملوؤا الشوارع في مختلف أنحاء البلاد. ومذاك الحين وهو يدعوهم للخروج في مظاهرات ليلية "من أجل السهر على الديمقراطية".
صورة من: DW/D. Cupolo
آخر المظاهرات شارك فيها مليونا متظاهر في إسطنبول ونحو عشرة آلاف آخرين في أنقرة. وقد نظمت في نحو ثمانين مدينة مظاهرات مؤيدة لحزب الرئيس أردوغان، حزب العدالة والتنمية الذي نجح في الإفلات من محاولة الانقلاب العسكري. أنصار أردوغان اعتبروا ذلك نصرا على الانقلابات التي شهدتها البلاد وكذلك على الدستور العلماني.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفي إسطنبول تعهد أردوغان أمام المتظاهرين بـ "إعادة بناء تركيا من الأساس" ناشرا بذلك مشاعر التفاؤل لدى أنصاره. لاله أليجي (ليست في الصورة)، التي شاركت في جميع المظاهرات المؤيدة لأردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، تقول: "عندما تنتهي عملية التطهير، فإن تركيا ستدفع بعجلة التنمية سريعا إلى الأمام لأن أولئك الذين انخرطوا في الحكومة لن يشكلوا بعد ذلك عبئا على بلادنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
آتالاي (ليس في الصورة) هو مصمم هندسة داخلية، رفض إعطاء اسمه بالكامل ولكنه أكد أنه يدعم أردوغان لأن الأخير سيقود تركيا إلى الساحة العالمية. "أردوغان بصدد إعلام العالم بأننا نحن هنا وأننا سنصبح قوة كبيرة"، على حد تعبيره. "حتى إن لم تحب ذلك، فعليك أن تقبل به. العالم أكبر من (مجموعة الدول السبع)."
صورة من: DW/D. Cupolo
وعلى الرغم من أن العديد من المشاركين في مظاهرات الأحد أكدوا أنهم يدافعون عن الديمقراطية، إلا أن المعارضين لاحظوا أن ثالث أكبر حزب سياسي، وهو حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد منع من المشاركة فيها. "بما أني كردية، فلا يمكنني الذهاب إلى هذه المظاهرات لأنني لن أشعر بالأمان"، هذا ما تقوله حواء أوزكان (ليست في الصورة)، إحدى رؤساء منظمة توهاد-فيد المدافعة عن حقوق السجناء. "ليس الكل مرحب بهم."
صورة من: DW/D. Cupolo
تقول أوزكان إن الحكومة تدعم كليا هذه المظاهرات، فيما تحظر بشكل واسع المظاهرات الاحتجاجية الأخرى. وتشير إلى أن المشاركين حصلوا على الماء والغذاء مجانا، كما أنه كان بإمكانهم استخدام كل وسائل النقل في أنقرة وإسطنبول مجانا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بهدف تحفيز الناس على المشاركة في المظاهرات الداعمة لأردوغان. "نحن بصدد معايشة اشتراكية مؤقتة في تركيا"، على حد تعبير أوزكان.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفيما كانت الحكومة تفرض حظرا على مواقع التواصل الاجتماعي في حالات الطوارئ، لعبت هذه المواقع دورا مهما خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث استخدم أردوغان نفسه موقع فيس تايم للتواصل مع أنصاره ودعوتهم إلى النزول إلى الشوارع لإفشال مخطط الانقلابيين. أما المعارضة فتقول إن الحكومة تسمح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فقط عندما تعود عليها بالنفع.
صورة من: DW/D. Cupolo
من جهة أخرى يشكو أصحاب المطاعم والمقاهي في قلب مدينة أنقرة من تراجع عدد الزبائن منذ انطلاق المظاهرات المؤيدة لأردوغان. وفي سياق متصل يقول جان، وهو صاحب مقهى رفض الإفصاح عن اسمه كاملا، إن "هذه المظاهرات مؤشر على أن الأمور ستسوء قريبا."
صورة من: DW/D. Cupolo
يرى البعض أن هذه المظاهرات بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم طريقة لتقوية قاعدته الشعبية، على حد تعبير محمد، وهو لاجئ سوري. ويقول – شريطة عدم الكشف عن هويته - بأنه كان شاهد عيان على الانقلاب الذي حصل في مصر وأن هذه المظاهرات هي عبارة عن "تدريب لأنصار أردوغان" وأنه "سيدعوهم قريبا للتظاهر ضد الحركات التي لا يحبها."
صورة من: DW/D. Cupolo
قامت الحكومة التركية بتغيير أسماء مناطق شهيرة انطلاقا من ساحة كيزيلاي وصولا إلى جسر البوسفور في إسطنبول تكريما لضحايا محاولة الانقلاب الفاشلة. وأصبح اليوم يتعين على المسافرين من الجزء الأوروبي لإسطنبول إلى القسم الآسيوي المرور عبر ساحة "شهداء جسر الـ 15 من يوليو".