دبلوماسي إسرائيلي يتحدث عن أزمة ثقة بين ألمانيا وإسرائيل والأخيرة تنفي
٣ أكتوبر ٢٠١١أعرب شيمون شتاين، السفير الإسرائيلي السابق في برلين، عن اعتقاده بأنه ثمة أزمة ثقة بين ألمانيا وإسرائيل على خلفية اعتزام الأخيرة التوسع في نشاطها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية. وفي تعليقه على التقارير الأخيرة، التي تحدثت عن أزمة بين بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، قال شتاين في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الاثنين (03 تشرين الأول / أكتوبر) إن هذا "يعد دليلا على خلاف بشكل أساسي في الآراء". وأضاف شتاين أن هناك "خلافات في الرأي بين إسرائيل وبين ألمانيا وكذلك بين إسرائيل وبين الاتحاد الأوروبي". وأوضح أن هذه الخلافات تتعلق بالطريق الذي يمكن أن يؤدي إلى استئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط وكذلك بالعقبات التي يجب إزالتها من هذا الطريق.
وأعربت ميركل الجمعة خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين تانياهو عن استيائها عقب إعلان إسرائيل الموافقة على بناء 1100 وحدة استيطانية جديدة في حي جيلو في القدس الشرقية. وطالبت المستشارة الألمانية إسرائيل ب"تبديد الشكوك" حول نيتها الفعلية استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
مواصلة الاستيطان عمل إستفزازي؟
من جهته، اعتبر شيمون شتاين أن الإعلان الإسرائيلي بمواصلة الأنشطة الاستيطانية في القدس الشرقية "بدا في هذه اللحظة ذا أثر عكسي بالنسبة للجهود الدولية الرامية إلى استئناف محادثات السلام في الشرق الأوسط". وأكد شتاين أن اللجنة الرباعية الدولية طالبت الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بالتخلي عن أي خطوات استفزازية وذلك في مبادرتها الأخيرة لاستئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. وأوضح الدبلوماسي الإسرائيلي أن هذا هو السبب الذي جعل ميركل تقول لنتنياهو خلال المحادثة الهاتفية التي تمت بينهما الجمعة الماضية أنها لا تتفهم أسباب الخطة الإسرائيلية لبناء مستوطنات في جيلو.
وحول اختيار الحكومة الإسرائيلية هذا الوقت لإعلانها عن هذه المشاريع الاستيطانية الجديدة قال شتاين إن هذا الأمر من شأنه أن يخلق مشكلة ثقة "وسواء كان هذا التوقيت مصادفة أم لم يكن فهذا أمر غبي". وذكر شتاين أن هذه التطورات انتهت بأن ألمانيا لم يعد لديها ثقة بأن إسرائيل لديها رغبة حقيقية في بدء محادثات سلام جادة. ولفت إلى أن هناك أمرا استجد في العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل، فبينما كانت ميركل تتبع أسلوب "الحوار الصامت" في علاقاتها مع إسرائيل إذا بألمانيا حاليا تعبر وبشكل علني عن شعورها بعدم الارتياح.
وحول مدى تعرض حكومة نتنياهو لضغوط من قبل شركائها اليمنيين في الائتلاف الحاكم لتبني مثل هذه المواقف قال شتاين إن هناك انطباعا بأن اعتبارات السياسية الداخلية في إسرائيل لها اليد العليا في مواجهة المصالح الاستراتيجية المهمة.
إسرائيل تنفي أي أزمة ديبلوماسية مع ألمانيا
وتأتي تصريحات شتاين بعد أن كان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قد نفى أمس الأحد في بيان رسمي حصول أي أزمة دبلوماسية مع ألمانيا. وجاء في البيان أن "العلاقات مع الحكومة الألمانية والمستشارة أنغيلا ميركل جيدة ووثيقة جدا. وحين تبرز تباينات يتم مناقشتها في روح ايجابية".
وأخذ مكتب رئيس الوزراء على وسائل الإعلام الإسرائيلية "مسارعتها إلى الحديث عن أزمة في العلاقات مع ألمانيا، على غرار ما فعلت مع الرئيس باراك أوباما" الذي أكد دعمه لإسرائيل في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 أيلول/سبتمبر. يذكر أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلت أمس الأحد عن مصدر حكومي ألماني أن المستشارة كانت "غاضبة ولم تصدق كلمة واحدة" مما قاله نتنياهو.
وكانت ميركل تشاورت الاثنين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحثته على القبول باقتراح اللجنة الرباعية الدولية باستئناف المفاوضات مع إسرائيل على أن يمهد ذلك للتوصل إلى اتفاق نهائي مع نهاية العام المقبل.
(ش.ع / د.ب.أ، أ.ف.ب)
مراجعة: منصف السليمي