دراسة: أدوية يمكنها منع انتقال الإيدز عبر ممارسة الجنس
٤ مايو ٢٠١٩
تجدد حماس الباحثين الساعين لإيجاد وسيلة لمنع انتقال مرض الإيدز الذي قتل الملايين بعد أن كشفت دراسة جديدة قدرة نوع من الأدوية على منع انتقاله عن طريق ممارسة الجنس. فهل سنشهد نهاية قريبة لهذا المرض القاتل؟
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
إعلان
ذكرت نتائج دراسة حديثة صدرت في دورية "ذه لانسيت" العلمية أن الأدوية التي تقمع فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" تمنع انتقال المرض أثناء ممارسة الجنس. وأجريت الدراسة على نحو 1000 من الأزواج الرجال المثليين على مدى ثماني سنوات، ممن يعاني أحد طرفي العلاقة من مرض الإيدز أو يُعالج بمضادات الفيروسات القهقرية. ولم تنتقل أي عدوى إلى الشريك الآخر في العلاقة بعد استخدام الأدوية، حسب الدراسة التي نشرت نتائحها مجلة "فوكوس" الألمانية في موقعها الإلكتروني.
والاستخدام الطويل الأمد للعقاقير هو الطريقة الوحيدة المتوفرة حاليا لعلاج الإيدز. ويتم علاج الملايين من مرضى هذا المرض الفتاك الذي ينتقل عن طريق ممارسة الجنس، عبر ما تسمى بمضادات الفيروسات القهقرية، والتي تكبح جماح فيروس الإيدز إلى أقصى حد ممكن ووفقا لتطور الإصابة بالإيدز، لكنها لا تحرر الشخص المصاب من المرض.
من جانبها، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى انخفاض هائل في معدلات الوفيات والمعاناة عقب استخدام نظام رصين للعلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، وخاصة في المراحل المبكرة للإصابة بالمرض. وعلاوة على ذلك، فإن توسيع نطاق إتاحة العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية يمكن أيضا أن يحد من انتشار فيروس الإيدز.
ثاني حالة شفاء من الإيدز
01:38
This browser does not support the video element.
وقدرت المنظمة في عام 2010 عدد المتعايشين مع فيروس الإيدز بنحو 34 مليون شخص، أكثر من 30 مليون مريض يعيشون في بلدان منخفضة الدخل وأخرى متوسطة الدخل.
فيما قدر الباحثون المشرفون على الدراسة العلمية أنه لولا استخدام هذه الأدوية لكان نحو 470 شخصا ممن أجريت عليهم التجارب قد أصيبوا بالمرض، أي نحو 47 بالمائة منهم.
وقال أليسون رودجر من جامعة لندن كوليج والمشرف على الدراسة إنها "أعطت أدلة قاطعة على أن خطر انتقال فيروس الإيدز عند الرجال المثليين يقل إلى الصفر في حالة استخدام المضادات للفيروسات القهقرية".
وفي شهر مارس /آذار الماضي كان قد كشف علماء في بريطانيا عن حالة شفاء كاملة لمريض مصاب بالإيدز بعد عملية زراعة خلايا جذعية في النخاع العظمي. ما يعني أنه ربما يصبح ثاني شخص يتم علاجه من الفيروس. وبالرغم من بقاء المريض في فترة سكون لمدة 18 شهرا، حذر الباحثون الذين أعدوا دراسة بريطانية نشرت في آذار/مارس في دورية "نيتشر" العلمية بأنه من السابق لأوانه القول إنه تم علاجه.
وهناك حالة واحدة فقط موثقة لمعالجة فيروس الإيدز قبل 12 عاما في برلين، حيث تمت المعالجة بزرع خلايا جذعية من متبرع في النخاع العظمي له. ودخل الرجل، الذي أطلق عليه مريض برلين نظرا لتلقيه العلاج في برلين، في سكون دائم للمرض. ومع ذلك فإن عدة محاولات لتكرار إجراءات العلاج بهذه الطريقة قد باءت بالفشل.
لكن الدراسة الحديثة التي نشرت في دورية "ذه لانسيت" قدمت دليلا علميا على وسيلة لمنع انتقال المرض في بعض الحالات، وربما ستقلل من نسبة المصابين به في العالم.
ز.أ.ب/ع.ج
منبع انطلاق وباء الإيدز.. قرية كاسينسيرو
في قرية الصيادين الصغيرة كاسينسيرو الواقعة في أوغندا اكتشفت سنة 1982 أولى حالات الإصابة بمرض الايدز. والآن وبعد 33 عاما من اكتشاف المرض في كاسينسيرو ما زال نحو 33 في المئة من سكان القرية مصابين بالإيدز.
صورة من: DW/S. Schlindwein
قرية الصيادين الصغيرة
في قرية الصيادين الصغيرة كاسينسيرو اكتشفت سنة 1982 أول حالات الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب والذي يختصر اسمه بالإيدز. كاسينسيرو هي قرية صغيرة وفقيرة تقع على ضفاف بحيرة فكتوريا في مقاطعة راكاي غرب أوغندا وبالقرب من المعبر الحدودي مع تنزانيا. في سنة 1982 أصبحت القرية مشهورة بعد موت المئات من سكانها خلال أيام قليلة.
صورة من: DW/S. Schlindwein
أول ضحايا مرض الايدز
توماس ميغيرو كان أول ضحايا مرض الايدز في سنة 1982 في القرية. في البداية فقد ميغيرو شهية الطعام ومن ثم فقد بعد ذلك شعره. شقيقه آدي هو اليوم مدير شبكة المعلومات الخاصة بالتوعية ضد مرض الإيدز ووصف معاناة شقيقه بالكبيرة قبل الوفاة. والده رفض الحضور إلى مراسم الدفن واعتقدت العائلة أن المرض جاء بسبب الشعوذة والسحر.
صورة من: DW/S. Schlindwein
قرية مهجورة
بعد انتشار المرض في قرية كاسينسيرو ووفاة المئات بسببه غادر أغلب السكان القرية وانتقلوا للعيش في مناطق أخرى وتركوا ورائهم بيوتهم وحقولهم الزراعية ومواشيهم. لغاية اليوم تبدو كاسينسيرو كقرية مهجورة ولم يبقَ فيها إلا الفقراء.
صورة من: DW/S. Schlindwein
منطقة حدودية مع بائعات الهوى
يُعتَقد أن فيروس المرض جاء عبر الطريق السريع إلى كاسينسيرو، وذلك لأن سائقي الشاحنات يقضون في الغالب الليل في المنطقة الحدودية في كاسينسيرو مع بائعات الهوى، كالتي تظهر في الصورة والتي رفضت الإفصاح عن وجهها وعن اسمها، وأوضحت بأن سائقي الشاحنات يدفعون أربعة أضعاف السعر الاعتيادي لهن إذا قبلن أن يمارسن الحب معهم دون واقيات ذكرية. لا أحد يهتم بالمرض وبائعة الهوى هذه هي أيضا مصابة بالإيدز.
صورة من: DW/S. Schlindwein
مصاب بالإيدز
يوشوا كاتومبا هو أيضا مصاب بالإيدز. يوشوا ذو الثلاثة وعشرين عاما لا يستطيع القراءة والكتابة لأنه لم يزر أي مدرسة في حياته ويعمل صيادا للسمك في ظروف صعبة ولا يحصل على الكثير من المال من عمله، ينفق جزءا كبيرا منه في شرب الكحول. لا توجد ليوشوا أية رؤية لمستقبله، كما مع الكثير من سكان كاسينسيرو. ثلث سكان القرية مصابين بالايدز وهذه النسبة هي نسبة الإصابات الأكبر في العالم.
صورة من: DW/S. Schlindwein
مثال في مكافحة الايدز
أوغندا هي أول دولة إفريقية اعترفت بالايدز كمرض، وذلك في سنة 1986. ومن ذلك الحين أصبحت أوغندا مثالا يحتذى به في مكافحة مرض الايدز، ما سهل عمل العلماء والأطباء الذين قدموا إلى أوغندا لدراسة ومعالجة المرض، بالإضافة إلى أن العلاج أصبح يوزع مجانا على المصابين بالمرض.
صورة من: DW/S. Schlindwein
اغتصاب ثم إيدز
يوديث ناكاتو مصابة بالمرض منذ خمس سنوات، ويعتقد أن المرض انتقل إليها بعد تعرضها للاغتصاب. يوديث حملت بطفل وأثناء الفحوصات الطبية لها قبيل إجراء عملية الولادة اكتشف الأطباء أنها مصابة بالمرض ونجحوا بذلك في منع انتقال الإيدز إلى طفلها. يوديث تتناول الأدوية المضادة للإيدز منذ خمس سنوات وتمارس حياتها بصورة شبه طبيعية.
صورة من: DW/S. Schlindwein
حبوب مضادة لانتشار الإيدز
كانت يوديث في السابق ضعيفة جدا ولا تستطيع القيام بأي شي، ولكن وبعد أن بدأت بتناول الأدوية المضادة للإيدز استطاعت أن تعيش حياتها وأن تعمل من جديد. حبوب (أي أر في) المضادة للمرض تمنع انتشار الإيدز في الجسم وهي توزع بالمجان على المصابين ويقوم مشروع الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز بتمويلها. في سنة 2007 هزت فضيحة فساد كبيرة البلد قلت على إثرها المنح الدولية لمكافحة المرض.
صورة من: DW/S. Schlindwein
تراجع عدد المصابين بالإيدز
أعداد المصابين بمرض الإيدز في تراجع كبير وقلت بنسبة 70 في المئة عن أعداد المصابين في تسعينيات القرن الماضي. في مقاطعة راكاي الأوغندية كان 10 بالمئة من السكان في سنة 2004 مصابين بالمرض، وفي عموم البلد كانت نسبتهم 6.4 في المئة، ولكن في السنوات العشرة الأخيرة طرأت زيادة طفيفة على أعداد المصابين وبلغت نسبتهم في العام الماضي 7.3 في المئة من مجموع السكان.