يعكف العلماء على إيجاد طرق للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدد الحياة على كوكب الأرض.دراسة استرالية حديثة توصلت إلى نتائج مذهلة تظهر دور أسماك القرش في خفض معدلات درجة الحرارة على مستوى العالم.
إعلان
خلص عالم استرالي إلى نتيجة مفادها أن أسماك القرش تساعد على خفض معدلات ارتفاع درجة الحرارة على مستوى العالم، عن طريق التهام السلاحف البحرية وغيرها من الكائنات البحرية التي تستهلك أعشاب البحر الغنية بالكربون. وقام عالم البيئة البحرية بيتر ماكريدي بجامعة ديكين في بملبورن بدراسة التأثير الواقع على أعشاب البحر في خليج القرش بغربي أستراليا، بعد تنفيذ برنامج محلي مكثف للتخلص من أسماك القرش خوفا من مهاجمتها الأشخاص الذين يقومون بالسباحة.
وأشارت الدراسة إلى أن تقليص عدد أسماك القرش يعني زيادة أعداد السلاحف البحرية والتي تعد طعامها الطبيعي، بينما يكون الطعام المفضل لهذه السلاحف هو أعشاب البحر. وأوضح ماكريدي في بيان صادر عن الجامعة "إن أعشاب البحر تخزن احتياطيات ضخمة من الكربون داخل الرواسب التي تنمو وسطها، وعند استهلاك مزيد من أعشاب البحر يتم إطلاق الكربون المخزون، بحيث يمكن أن ينبعث إلى الغلاف الجوي المحيط بالأرض مما يسهم في تسارع معدلات التغيير المناخي".
أسماك البحار في خطر
بينما أدت الحصص الصارمة لصيد الأسماك في أوربا إلى تزايد اعداد أسماك المحيط الأطلسي وبحري الشمال والبطيق، فإن البحر الأبيض المتوسط و بحار اخرى تعاني من تناقص اعداد السمك بسبب الصيد الجائر. ملف صور عن تناقص اسماك البحار .
صورة من: Reuters
صيد متزايد لأسماك غير بالغة
توضح دراسة نشرتها مجلة كارنت بيولوجي (Current Biology)، أنه تم في البحر الأبيض المتوسط في الفترة بين عام 1990 وعام 2010 صيد كميات متزايدة من الأسماك غير البالغة التي يستحيل أن تتكاثر. ونتيجة لذلك، فإن أعدادها تتراجع بشكل ملحوظ.
صورة من: picture-alliance/dpa
9 أنواع من الأسماك معرضة للخطر
راقب الباحث اليوناني باراسكيفس فازيلاكوبولوس لمدة 20 عاما تسعة أنواع من الأسماك. ولحظ في هذه الفترة تراجعا ضخما في اعداد هذه الأسماك. وينطبق ذلك بشكل خاص على الأسماك التي يتم صيدها باستخدام شبكات كبيرة تجرها سفن الصيد .
صورة من: Marcel Mochet/AFP/Getty Images
مصدر غذاء متنازع عليه
بينما برهنت إجراءات الحماية التي اتخذها الأتحاد الأوربي، على فعاليتها في بحر الشمال والمحيط الأطلسي، حيث تعمل سفن صيد كبيرة، فإن الوضع في البحر الأبيض المتوسط يختلف، ففيه تطوف عدد كبير من سفن الصيد الصغيرة المجهزة بمثل هذه الشبكات. والأحوال هناك مرتبكة. ولذلك، فإن مراقبتها صعبة.
صورة من: Eric Gevaert - Fotolia.com
سباق للحصول على السمك
يعتقد الباحثون أن الوضع في المتوسط شبيه بالأوضع في البحار الأخرى مثل بحر الصين الجنوبي والبحار الواقعة في جنوب الصحراء الكبري وغيرها من البحار الأستوائية، فهنا يطوف أسطول ضخم من سفن الصيد الصينية.
صورة من: picture-alliance/dpa
حصص الصيد لصالح حماية الأسماك
تتفق دول الاتحاد الأوربي كل عام على حصص جديدة لصيد الأسماك. وتخضع حتى أنواع غير مهددة لهذه التقييدات، فلا يجوز لصيادي الأسماك أن يصيدوا إلا كميات منها تضمن عدم معاناة الأسماك غير البالغة من الإفراط في الصيد..
صورة من: picture-alliance/dpa
الصيد الرحيم: شبكات ذات فتحات كبيرة
من الممكن أن تشتبك شبكات الصيد. وفي هذه الحالة تبقى في قاع البحر. ويمكن حماية الأسماك غير البالغة بواسطة شبكات ذات فتحات كبيرة تتسرب هذه الأسماك الصغيرة من خلالها. ولذلك، فإن دولا كثيرة تحظر استخدام الشبكات ذات الفتحات الصغيرة، لذا فقد نفذ نحو 75 بالمائة من اعدادها.
صورة من: picture alliance/WILDLIFE
تربية الأسماك لتصديرها
يشكل صيد الأسماك مصرا لثروة العديد من الامم، وتجري تربية الأسماك في فيتنام في مثل هذه المنشآت لتصديرها .
صورة من: Philipp Manila Sonderegger
سمك طازج بكميات قليلة
ما زال صغار صيادي السماك يبيعون حصيلة صيدهم بأنفسهم، كما هو الحال هنا في سوق محلية في موريتانيا. غير أنهم يتعرضون لضغوط شديدة تمارسها عليهم الأساطيل الصناعية الكبيرة من سفن الصيد، فصيد السماك غير ممكن للصيادين الصغار في اعالي البحر، وهم يبقون في شريط لا يتجاوز عرضه 5 اميال من المياه القارية.
صورة من: picture alliance/Robert Harding World Imagery
8 صورة1 | 8
وأشار ماكريدي إلى أن الأهوار مثل المستنقعات والبرك إلى جانب أعشاب البحر يمكنها تخزين ودفن الكربون بمعدل يزيد في سرعته أربعين مرة عن الأشجار، كما يمكنها الاحتفاظ بالكربون مدفونا لآلاف السنين في حالة عدم حدوث ما يعكر صفوه، ويعرف هذا النظام باسم النظام البيئي للكربون الأزرق والذي يعني الكربون المخزون داخل المحيطات.
رب ضارة نافعة
ولتوضيح وجهة نظره صرح ماكريدي لشبكة (أيه.بي.سي) التليفزيونية بقوله "إذا فقدنا ما نسبته 1 في المائة من النظام البيئي للكربون الأزرق فإن ذلك يعادل إطلاق 450 مليون طن من الكربون سنويا، أي ما يماثل انبعاثات عوادم 97 مليون سيارة، أو الانبعاثات الكربونية السنوية من أستراليا بأكملها". جدير بالذكر أن الدراسة تم نشرها في دورية "جورنال نيتشر كلايمت".