دراسة: أكثر من مليوني سوري بين قتيل وجريح جراء الحرب
١١ فبراير ٢٠١٦
الأمم المتحدة تحذر من حدوث مجاعة تهدد 120 ألف شخص في محافظة حمص بعدما انقطعت عنهم الإمدادات بسبب الهجوم السوري-الروسي. ودراسة تقول إن أكثر من 11 بالمائة من الشعب السوري قتل أو جرح منذ اندلاع الحرب قبل خمس سنوات.
إعلان
قالت الأمم المتحدة اليوم الخميس إن الهجوم العسكري الذي تشنه الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها قطع خطوط الإمداد عن 120 ألفا في شمال محافظة حمص منذ منتصف يناير/كانون الثاني ويهدد بحدوث مجاعة ووفيات نتيجة نقص الرعاية الصحية. يذكر أن سعر الخبز ارتفع إلى عشرة أمثاله في مدينة حمص وهو ثمن لا تقدر عليه غالبية الأسر. وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن سوء التغذية يمكن أن يتدهور سريعا خلال الأسبوعين القادمين.
على صعيد آخر، أظهرت دراسة للمركز السوري للأبحاث السياسية أن 11.5 بالمائة من الشعب السوري قتلوا أو أصيبوا في الحرب الأهلية التي اندلعت قبل نحو خمس سنوات. كما أدت الحرب حسب الدراسة إلى "شبه اختفاء البنية التحتية والثروات التي كانت تتمتع بها سوريا." وذلك حسبما نقلت صحيفة غارديان البريطانية بشكل حصري من الدراسة.
مضايا المحاصرة يقتلها الجوع- صور من الداخل
تتعرض بلدة مضايا السورية لحصار متواصل من قبل قوات نظام بشار الأسد وحليفه حزب الله منذ شهر تموز/ يوليو 2015. وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن 23 شخصا قضوا جوعا في مضايا منذ الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2015.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Krzysiek
نقص المواد الغذائية جعل الأمهات في مضايا غير قادرات على إرضاع صغارهن، كما أنه لا يوجد حليب من مصادر أخرى لإرضاع الصغار. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن 23 شخصا قضوا جوعا، بينهم ستة لا تتجاوز أعمارهم عاما واحدا، وخمسة تجاوزت اعمارهم الستين من العمر.
صورة من: Aktivisten aus Madaja
طعام مصنوع من ورق الشجر ، كما توضح هذه الصورة التي أرسلها ناشطون عن الأوضاع في مضايا المحاصرة ولم يتسن لDW عربية التحقق من صحتها. لكن إحدى سكان مضايا قالت لوكالة فرانس برس: "أكلنا كل أوراق الشجر وقطعنا الجذوع للتدفئة، ونفد كل ما لدينا".
صورة من: Aktivisten aus Madaja
مضايا تحاصرها قوات الرئيس السوري بشار الأسد وحليفه حزب الله منذ يوليو/ تموز 2015. وبحسب بيان للإمم المتحدة، فان آخر قافلة مساعدات دخلت إلى مضايا كانت في 18 تشرين الأول / أكتوبر، وتعذر الوصول اليها منذ ذلك الحين. لكن حزب الله نفى الجمعة (8 يناير/ كانون الثاني) مشاركة مقاتليه في "تجويع" سكان مضايا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Malla
صبي برزت عظامه لشدة جوعه في مضايا. هذه الصورة أرسلها ناشطون لموقعنا. ونقلت الأمم المتحدة عن "تقارير موثقة بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو 42 ألف شخص".
صورة من: Aktivisten aus Madaja
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وأشرطة فيديو لأشخاص من مضايا بدا عليهم الوهن الشديد. المتحدث باسم الصليب الأحمر الدولي في سوريا بافل كشيشيك قال: "هناك نقص في كل شيء منذ مدة طويلة، يعيش السكان في ظل غياب المواد الاساسية من طعام ودواء ولا يوجد حتى كهرباء أو مياه"
صورة من: Aktivisten aus Madaja
ليست بلدة مضايا وحدها المحاصرة، ففي شمال محافظة إدلب يحاصر متمردون معارضون بلدتي فوعه وكفريا الشيعيتين اللتين تسيطر عليهما القوات الحكومية منذ شهر نيسان/أبريل الماضي. وتسعى الأمم المتحدة لتقديم المساعدات للبلدات المحاصرة الثلاثة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
خرجت مظاهرات في سوريا وخارجها تطالب العالم بالنظر إلى المجاعة في مضايا، مذكرة بمأساة المدنيين في البلدة التي تبعد عن دمشق 25 كليومترا. وتحدثت الأمم المتحدة الى الحكومة السورية من أجل السماح بدخول المساعدات.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Faham
وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال الأربعاء (6 يناير/ كانون الثاني) بحصار مضايا، القريبة من الحدود اللبنانية، قائلا إنه وضع "لا يطاق وغير مقبول". وأضاف نادال إن "فرنسا تدعو إلى الرفع الفوري للحصار ووصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى مضايا وجميع المناطق المحاصرة في سوريا وفقا لقراري 2254 و2258 لمجلس الأمن الدولي".
صورة من: public domain
وافقت الحكومة السورية الخميس (7 يناير/ كانون الثاني 2016 ) على دخول مساعدات لمضايا حسب باول كرزيسيك، وهو متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي قال "تلقينا إذنا بدخول بلدات مضايا وفوعه وكفريا ". وسوف يبدأ ايصال المساعدات للبلدات الثلاث الأحد في العاشر من يناير على أقرب تقدير.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Krzysiek
9 صورة1 | 9
وكانت الأمم المتحدة تذهب في تقديراتها بشأن ضحايا الحرب في سوريا إلى أن عدد قتلى الحرب بلغ نحو 250 ألف قتيل، في حين أن المركز السوري للأبحاث السياسية يقدر عدد ضحايا الحرب بنحو 470 ألف ما بين قتيل وجريح.
وحسب الدراسة، فإن العدد الأكبر من هؤلاء القتلى كان بسبب الحرب وتداعياتها حيث توفي على سبيل المثال نحو 70 ألف متأثرين بجروحهم بسبب قلة الرعاية الطبية ومنهم من مات جوعا. وبرر المركز هذا الفارق الهائل في أعداد الضحايا بأن المصادر التي اعتمدت عليها الأمم المتحدة في بياناتها لم تكن كافية بسبب الحرب. وحسب الدراسة، فإن نحو 1,9 مليون شخص أصيبوا في الحرب. وتراجع متوسط الأعمار في سوريا من 70 عاما عام 2010 إلى 55,4 عاما عام 2015.
وأشارت الدراسة إلى هجرة 45 بالمائة من الشعب السوري جراء الحرب. وقال معدو الدراسة إن الأضرار الاقتصادية، التي تكبدتها سوريا جراء الحرب، وصلت نحو 226 مليار يورو. وقالت صحيفة غارديان إن المركز توصل إلى نتائج هذه الدراسة من خلال أبحاثه الميدانية في سوريا وإن الأمم المتحدة نفسها اقتبست بعض المعلومات من أبحاث سابقة للمركز.