دراسة: ألمانيا بحاجة لانفتاح ثقافي أكبر على المهاجرين
٢١ مايو ٢٠١٨
أشارت دراسة حديثة لليونسكو ومؤسسة بيرتلسمان، إلى أن ألمانيا لم تقم حتى الآن باستغلال الفن والثقافة بالشكل المطلوب من أجل إدماج المهاجرين في مجتمع الهجرة. الدراسة اقترحت على ألمانيا انفتاحا بشكل أكبر على المهاجرين.
إعلان
بحسب دراسة حديثة أجرتها مفوضية اليونسكو في مدينة بون ومؤسسة بيرتلسمان في غوترسلوه الألمانية ونشرت يوم الخميس (17 أيار/مايو 2018) فإنه وبالرغم من أن مشاريع الفنون والمسرح والأدب متعددة الثقافات تلعب دوراً هاماً في التفاهم المتبادل مع المهاجرين، إلا أنه غالباً ما يتم تمويل هذه المشاريع في ألمانيا لفترة محدودة فقط.
وأضافت الدراسة أنه وبالرغم من أن ألمانيا تحتل المرتبة الثالثة عالمياً من حيث أعداد المهاجرين، إذ أن فيها مهاجرين من 200 دولة، إلا أن المتاحف والمسارح والمراكز الأدبية من خلال موظفيها وتوجهاتها مازالت لا تعكس التنوع الثقافي في ألماني.
وفي الدراسة التي نشرت باسم "الفن في مجتمع الهجرة" قدمت البروفسورة في تاريخ الفن بورجو دوغراماجي من جامعة ماكسيميليان لودفيغ في ميونخ مع الصحفية باربارا هاك، اثني عشر مشروعاً متعدد الثقافات.
ومن بين تلك المشاريع دار الأوبرا "دويتشه كامرفيلهارموني" في مدينة بريمن والذي قام من خلاله طلاب في حيّ ذو نسبة كبيرة من المهاجرين بتأسيس أوبرا، والفرقة الراقصة الأوروبية العربية "هيروس"، ومدونة الأنترنت "ميغرانتنشتادل"، والفرقة الموسيقية "باندا أنترناسيونال" في دريسدن، التي تكرّس موسيقاها ضد العنصرية، بالإضافة إلى مشاريع أخرى.
وأوضح الخبراء أنه وبالرغم من أن المشاريع المقدمة لا تستطيع لوحدها أن تقدّم حلولاً للتعصب وكراهية الأجانب، غير أنهم أشاروا إلى أنها يمكن أن تلعب دوراً في تفاهم الناس من أصول مختلفة بهدف بناء وعي على المدى الطويل بأن ألمانيا بلد هجرة. ودعا الخبير في العلوم الاجتماعية بمؤسسة بيرتلسمان، كاي أونتسيكر، المؤسسات الثقافية للانفتاح بشكل أكبر من أجل ترسيخ وجود مجتمع أكثر تنوعاً.
كما طالبت مديرة قسم الثقافة في مفوضية اليونسكو في ألمانيا كريستينا ميركل، بضرورة توفير تمويل أفضل للمؤسسات الثقافية، مشيرة إلى حاجة تلك المؤسسات التي يتم تمويلها إلى تخطيط بعيد المدى.
ودعت ميركل إلى توسيع العروض الثقافية في البلديات ودعم الفنانين ذوي الأصول المهاجرة بشكل منظم، وأضافت "الأمر لا يتعلق فقط بفن من أجل المهاجرين، بل بفنّ مع المهاجرين".
أثار انتشار وتوسع نفوذ اليمين المتطرف والشعبوي في أوروبا الشكوك حول ما إذا كانت ممارسة الإسلام متوافقة مع القيم الغربية الديمقراطية. في هذه الجولة المصورة نلقي الضوء على بعض الأخطاء الشائعة حول الإسلام والمسلمين.
صورة من: picture-alliance/Godong/Robert Harding
ما مدى نجاح الاندماج اللغوي؟
بالنسبة لـ 75 بالمائة من المسلمين الذين ولدوا في ألمانيا تعتبر اللغة الألمانية لغتهم الأولى. في حين أن 20 بالمائة فقط من المهاجرين إجمالا يعتبرون الألمانية لغتهم الأولى. و46 بالمائة من المسلمين في ألمانيا يقولون إن لغتهم الرسمية الأولى هي الألمانية، في حين يقول بذلك 37 بالمائة من المسلمين في النمسا و34 بالمائة في سويسرا!
صورة من: picture-alliance/dpa
هل يقيم المسلمون علاقات مع أتباع الديانات الأخرى؟
حسب دراسة حديثة أجرتها مؤسسة برتسلمان الألمانية، 87 بالمائة من المسلمين في سويسرا لهم علاقة ويتواصلون مع غير المسلمين في أوقات فراغهم. وفي ألمانيا وفرنسا 78 بالمائة منهم، أما في بريطانيا 68 بالمائة. في حين تنخفض النسبة إلى 62 بالمائة في النمسا. وتوصلت الدارسة أيضا إلى أن الغالبية العظمى من الأجيال التالية من المهاجرين المسلمين على علاقة مستمرة ودائمة مع غير المسلمين رغم العقبات الاجتماعية.
صورة من: picture alliance/dpa/A. Warmuth
هل يشعر المسلمون بارتباط وثيق بأوروبا؟
يشعر 96 بالمائة من المسلمين في ألمانيا بارتباطهم الوثيق بها، والنسبة نفسها بين المسلمين في فرنسا، في حين أن النسبة أكبر في سويسرا إذ تصل إلى 98 بالمائة. لكن المفاجأة في بريطانيا التي لها تاريخ طويل في الانفتاح على التعدد الديني والثقافي، إذ انخفضت نسبة المسلمين الذين يشعرون بارتباطهم الوثيق بها إلى 89 بالمائة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Neubauer
الدين في الحياة اليومية للمسلمين في أوروبا!
العائلات المهاجرة المسلمة تلتزم بالدين بشكل قوي عبر الأجيال. 64 بالمائة من المسلمين في بريطانيا يصفون أنفسهم بأنهم ملتزمون جدا بالدين. في حين تصل نسبة المسلمين المتدينين في النمسا إلى 42 بالمائة، وفي ألمانيا إلى 39 بالمائة، و33 بالمائة في فرنسا، ولا تتجاوز النسبة 26 بالمائة في سويسرا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Dean
كم هي نسبة المسلمين الذين يتابعون تحصيلهم العلمي؟
تشير أرقام دراسة مؤسسة برتلسمان الألمانية، إلى أن 36 بالمائة من المسلمين المولودين في ألمانيا يقطعون تعليمهم ولا يتابعون دراستهم مع بلوغهم الـ 17 من العمر. النسبة نفسها في النمسا أيضا (39 بالمائة). لكن ونظرا للنظام التعليمي الأكثر إنصافا في فرنسا، فإن 10 بالمائة فقط يقطعون تعليمهم قبل سن الـ 17 ولا يتابعون تحصيلهم العلمي.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
نسبة المسلمين في سوق العمل!
المسلمون الذين هاجروا إلى ألمانيا قبل عام 2010، يعمل 60 بالمائة منهم بدوام كامل و20 بالمائة بدوام جزئي، وهذه النسبة تقترب من نسبة غير المسلمين. ونسبة المسلمين العاملين أعلى مما هو عليه في كثير من دول أوروبا الأخرى. أما في فرنسا فإن نسبة البطالة بين المسلمين تصل إلى 14 بالمائة، وهي أعلى بكثير مما بين غير المسلمين، حيث لا تتجاوز 8 بالمائة!
صورة من: picture alliance/dpa/U.Baumgarten
كم هي نسبة من يرفضون الإسلام؟
أكثر من 25 بالمائة من النمساويين غير المسلمين، لا يرغبون في جيران مسلمين، النسبة مرتفعة في بريطانيا إذ تصل إلى 21 بالمائة. أما في ألمانيا فإن 19 بالمائة لا يريدون جارا مسلما وفي سويسرا 17 بالمائة في حين لا تتجاوز الـ 14 بالمائة في فرنسا. عموما، يعتبر المسلمون من المجموعات الأكثر رفضا في أوروبا. إعداد: عاصم سليم/ ع.ج