دراسة ألمانية: تراجع ثقة الطبقة الوسطى في الأحزاب التقليدية
١١ أبريل ٢٠٢٤
كشفت دراسة لمؤسسة "برتلسمان" الألمانية أن الثقة في الأحزاب الائتلاف الحاكم والاتحاد المسيحي قد تراجعت بشكل ملحوظ بين افراد الطبقة الوسطى. ما أسباب التراجع؟
إعلان
تراجعت الثقة في الأحزاب التقليدية في ألمانيا بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة بين الطبقة المتوسطة. ووفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة "برتلسمان"، يرجع ذلك في المقام الأول إلى أنه على الرغم من شعور الأشخاص ذوي الدخل المتوسط بضغط كبير نحو التغيير، فإنهم في المقابل ليس لديهم انطباع بأن الائتلاف الحاكم يسير في ذلك نحو الاتجاه الصحيح.
وأشارت الدراسة إلى أن أحزاب الائتلاف الحاكم، المكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار الوسط)، وحزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، والتحالف المسيحي المعارض، المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، لم تنجح في "ترك انطباع بالتعاطف والقدرة على حل المشكلات والانفتاح لدى الطبقة الوسطى، وذلك من أجل تحصين ناخبيهم ضد التعبئة الشعبوية".
وتستند الدراسة إلى تحليل أربعة استطلاعات أجريت خلال الفترة من أيلول/سبتمبر 2021 ونهاية شباط/فبراير 2024.
وفي استطلاع للرأي أجري عبر الإنترنت في كانون الثاني/يناير الماضي، قال 56% من السكان الألمان، الذين صنفهم القائمون على استطلاع على أنهم من الطبقة الوسطى، إنهم متفائلون إلى حد ما بشأن المستقبل. وللمقارنة: في أيار/مايو 2022 أعرب 66% ممن شملهم الاستطلاع عن هذا التفاؤل. ووفقاً للدراسة، فإن هذا التراجع في التفاؤل يحدث على الرغم من أن مستوى الرضا الحالي عن الحياة في الطبقة المتوسطة لا يزال مرتفعاً للغاية.
ويشعر الأشخاص الذين وصفهم الباحثون بأنهم "طبقة مدنية متوسطة تشعر بالحنين إلى الماضي" بالضغط بسبب النداءات المستمرة بالتغيير. وأشارت الدراسة إلى أن الطبقة المتوسطة تحاول الدفاع عن قواعد مألوفة ضد "تعجيزات متصورة لروح العصر"، لكن الطبقة المتوسطة "البراغماتية-المتكيفة" المستعدة للتغيير لا تشعر في المقابل بالرضى بسبب الإنهاك من "تعطل الابتكارات والتحول الرقمي واتساع البيروقراطية" ونقص العمال المهرة.
ويرى أغلبية الأشخاص ذوي الدخل المتوسط أنه من المقبول تحمل المزيد من الديون، ولكن بشرط استخدام هذه الأموال في الاستثمارات الموجهة نحو المستقبل مثل المدارس أو وسائل النقل العام المحلية أو حماية أفضل للمناخ.
وأشارت الدراسة إلى أن هذا ليس تصويتاً عاماً لصالح تخفيف قيود الاستدانة، حيث اتفق 73% ممن شملهم الاستطلاع على أنه من الأفضل اقتراض المال اليوم حتى لا نترك جيل الشباب بمدارس وطرق وبيئة متهالكة. وفي المقابل أيد 27% فقط من المشاركين في الاستطلاع الذي أجري في شباط/فبراير الماضي العبارة القائلة بأن الأكثر أهمية هو ترك جيل الصغار مع أقل قدر ممكن من الدين العام.
خ.س/س.ك (د ب أ)
أفقر المدن في ألمانيا
ألمانيا من الدول الغنية والمتطورة في العالم، لكن ذلك لا يمنع وجود فقراء ومدن فقيرة فيها. في بعض المدن تبدو ظاهرة الفقر واضحة للعيان ويمكن للزائر ملاحظتها فور دخوله المدينة. فما هي المدن الأفقر في ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
المدن والأقضية الأفقر في ألمانيا
ذكر تقرير "فينانز ريبورت كومونال" الأخير الصادر من مؤسسة يبرتيلسمان، أن ميزانيات المدن والأقضية المحلية في ألمانيا ارتفعت بصورة كبيرة مقارنة بالأعوام الماضية، لكن الفارق بين المدن الغنية والفقيرة ما زال كبيرا، وذلك بالاعتماد على معدل الدخل ونسبة الضرائب المستقطعة من العاملين. وفيما وصل معدل استقطاع الضرائب في أغنى مدينة وهي ميوينخ إلى 3440 يورو سنويا لكل شخص تراجع إلى 462 يورو فقط في أفقرها.
صورة من: picture-alliance/dpa/W.Grubitzsch
مدينة فايمار في تورنغن
فايمار هي إحدى المدن المهمة في تاريخ ألمانيا وفيها عاش الأديب الألماني الشهير غوته والشاعر المسرحي شيلر، وفيها تأسست الجمهورية الألمانية الأولى بعد إسقاط الملكية في سنة 1919 وسميت بجمهورية فايمار نسبة إليها. وكانت تعد من أهم المدن الألمانية في القرن العشرين وحتى قدوم النازية. أما اليوم فتعد المدينة من الأفقر في ألمانيا واحتلت المركز 17 في القائمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Reichel
كوسيل في راينلاند فالتس
تعد مدينة كوسيل في ولاية راينلاند فالتس أصغر مدينة فيها إدارة محلية كقضاء في ألمانيا ويسكنها نحو 5 آلاف شخص فقط. وهي أفقر مدينة في ولايات جمهورية "ألمانيا الغربية سابقا" وفي المركز 16 في عموم ألمانيا. يدفع سكان المدينة في المعدل نحو 564 يورو من الضرائب سنويا.
صورة من: Imago/Chromeorange
غورليتس في سكسونيا
تعد مدينة غورليتس من المدن التاريخية المهمة في ألمانيا. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وترسيم الحدود وقعت المدينة مباشرة على الحدود مع بولندا. وتوجد في المدينة أكثر من 4000 قطعة وبناية مسجلة ضمن قوائم "المعالم الأثرية الثقافية" في المدينة، ولذلك تضم المدينة أكبر تجمع للإرث الثقافي والعمراني في ألمانيا. أما في قائمة الضرائب فاحتلت المركز الثامن في قائمة المدن الأفقر في ألمانيا.
صورة من: imago/Rainer Weisflog
قضاء غرايفسفالد في مكلينبورغ فوربوميرن
تعد مدينة غرايفسفالد عاصمة قضاء غرايفسفالد بولاية مكلينبورغ فوربوميرن من المدن الشهيرة والقديمة في شمال شرق ألمانيا وتطل مباشرة على بحر البلطيق، وعرفت بمدينة "الرومانسية". وتشتهر المدينة كذلك بإحيائها للكثير من الفعاليات الثقافية والموسيقية لكنها رغم الغناء الثقافي والعلمي تعد فقيرة جدا مقارنة بالمدن الأخرى ولا يدفع سكانها سوى 518 يورو ضرائب في السنة.
صورة من: Fotolia/Thomas Otto
مدينة هاله/ زاله في سكسونيا
تقع مدينة هاله على نهر زاله في ولاية سكسونيا أنهالت ويقطنها أكثر من 230 ألف شخص واشتهرت تاريخيا بمدينة الملح وكانت مركزا لصناعته وتجميعه. وفيها جامعة قديمة شهيرة. ورغم أنها نجت من الحرب العالمية الثانية دون أضرار كبيرة قبعت المدينة في قائمة المدن الفقيرة في ألمانيا ولم يتجاوز معدل استقطاع الضرائب من ضريبة الدخل سوى 513 يورو، وحلت بذلك في المركز السادس في القائمة.
صورة من: Picture-alliance/dpa/H. Schmidt
قضاء ألتينبورغر لاند في تورنغن
المدينة الألمانية الساحرة ألتينبورغ هي عاصمة قضاء ألتينبورغر لاند في ولاية تورنغن وكانت تعد من المدن المهمة في القرون الماضية وفيها الكثير من القلاع القديمة. كما اكتشف فيها ورق اللعب الشهير في القرن التاسع عشر، ويقام فيها مهرجان الملابس الفلكلورية. أما اليوم فتقبع في المركز الثالث بقائمة أفقر المناطق في ألمانيا وبلغ معدل استقطاع الضرائب من رواتب السكان فيها 497 يورو فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
قضاء إرتسغيبيرغس في سكسونيا
جمال الطبيعية والريف الساحر قد يجلب الهدوء والراحة والسرور لكنه لا يجلب المال دائما. فلذلك قبعت منطقة إرتسغيبيرغس الواقعة في ولاية سكسونيا شرق ألمانيا في المركز قبل الأخير في قائمة أفقر المناطق في ألمانيا. معدل استقطاع الضرائب كان فيها 485 يورو فقط سنويا من كل فرد.
صورة من: Martin Roddewig
قضاء مانسفيلد زود هارتس في سكسونيا أنهالت
أيسليبن هي المدينة الثانية في قضاء مانسفيلد زود هارتس ورغم غناها الثقافي والتاريخي كونها المدينة التي ولد ومات فيها مارتن لوثر وفيها أحد أهم معالم الإرث الحضاري العالمي لكنها تعد أفقر منطقة في ألمانيا. ووصل معدل استقطاع الضرائب من العاملين في قضاء مانسفيلد زود هارتس إلى 462 يورو سنويا فقط.