دراسة ألمانية: جهاز المناعة قد يزيد فيروس كورونا شراسة
٢٢ يوليو ٢٠٢٠
من المعروف أن الجهاز المناعي هو خط الدفاع الأول عن الجسم. بيد أن دراسة ألمانية حديثة توصلت إلى نتائج تفيد بأنه في بعض الأحيان، يكون الجهاز المناعي سبباً في اشتداد أعراض فيروس كورونا متحدثة عن "تحالف مميت" معه. لكن كيف؟
إعلان
الجهاز المناعي للإنسان هو خط الدفاع الأول ضد الأمراض، ففي حالة الإصابة بعدوى ما تتجمع الخلايا المناعية لتقضي عليها، ثم يقوم الجسم بتكوين ما يُعرف بالأجسام المضادة لتعطي الجسم مناعة ضد الإصابة بهذه العدوى مرة أخرى.
لكن ماذا يحدث إذا كان رد فعل الجهاز المناعي مبالغ فيها؟ هذا ما توصل إليه فريق من العلماء الألمان في دراسة حديثة. فقد وجد هؤلاء العلماء أنه في بعض الحالات، يساهم الجهاز المناعي للمصاب في زيادة أعراض كورونا سوءاً لديه، وقد يتسبب ذلك في اشتداد خطورة الحالة بما قد يؤدي للموت، بحسب موقع إينزالساخ 24 الألماني.
دائرة مغلقة بداخل الجسم المصاب
ويشرح موقع فوكوس (Fokus) الألماني الدور الثنائي الذي يلعبه الجهاز المناعي في هذه الحالات. فالعلماء وجدوا أن الجهاز المناعي يلعب دوراً أساسياً في مدى شدة الأعراض لدى الشخص المصاب، بالإضافة لعوامل أخرى مثل السن والنوع بحسب ما جاء على صفحة الدراسة التي نشرت بدورية (Nature Biotechnology) العلمية.
وفي دراسة أخرى صادرة عن جامعة هارفارد الأمريكية في أبريل/نيسان الماضي، كان علماء أمريكيون فحصوا الدور الذي يلعبه مستقبل في الجسم يسمى "الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2" أو (ACE2). والآن وجد فريق الباحثين الألمان بمشفى شاريتيه ببرلين ومعهد برلين للصحة بالإضافة لباحثين من لايبزيغ وهايدلبرغ، أن ACE2 يلعب دوراً محورياً في استجابة الجسم لفيروس كورونا.
ففي العادة يكون ACE2 مسؤولاً عن تنظيم ضغط الدم. غير أنه في حالة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، يستخدم الفيروس هذا الإنزيم كبوابة عبور للخلية، فيقوم بربط نفسه به ثم يدخل إلى الخلية حيث يقوم بالتكاثر.
وبحسب موقع فوكوس فإن ذلك يؤدي إلى دائرة مغلقة: فالأنسجة المصابة تقوم بإفراز مادة "إنترفيرون"، وهي عبارة عن بروتينات تمنع تكاثر الفيروس بداخل الخلية. غير أن الـ"إنترفيرون" يقوم بتحفيز إنتاج مزيد من ACE2، والتي تقوم بدورها بالعمل كمستقبل لفيروس كورونا مما يساهم في تكاثر الفيروس بشكل لانهائي وبجعل الخلية أقل قدرة على المقاومة.
حاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة الأسباب
ووجد العلماء الألمان في دراستهم أنه في هذه الحالة يقوم الجهاز المناعي بمساعدة فيروس كورونا على الانتشار. وبحسب موقع فوكوس لاحظ العلماء أن المصابين بأعراض شديدة لفيروس كورونا كانت الخلايا المناعية عندهم أظهرت مبالغة في رد فعلها في مهاجمة الفيروس، وهو ما أدى لهجوم الجهاز المناعي على أعضاء الجسم، مثل الرئتين، وإلحاق الضرر بها.
وبحسب موقع جريدة إينزالساخ 24، فإن العلماء قاموا بفحص كل خلية على حدة من آلاف الخلايا التي استخرجوها من الشعيبات الهوائية وأنوف عدد من المصابين بالفيروس.
ويشير موقع ميركور (Merkur) الألماني إلى أن هذه النتيجة لا تفسر سبب رد الفعل المبالغ فيه من قبل الخلايا المناعية، بل فقط توضح العملية التي تحدث بداخل الخلايا. ويضيف الموقع أن أي علاج لفيروس كورونا يجب أن يسيطر على الجهاز المناعي أيضاً، ولذلك يعد عقار "ديكساميثازون" خطوة في الطريق الصحيح.
س.ح/ أ.ح
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".