"غالبية شباب الشرق الأوسط متفائلون بالمستقبل رغم الصعاب"
٣ يناير ٢٠١٨
كشفت دراسة ألمانية حديثة أن غالبية الشباب في منطقة الشرق الأوسط يتطلعون للمستقبل بتفاؤل رغم المشكلات الاقتصادية والشعور بالارتياب. كما يلعب الدين دورا مهما جدا، بينما قلت نسبة من يأملون في قيام نظم ديموقراطية ببلدانهم.
إعلان
أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة "فريدريش إيبرت" الألمانية، المقربة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن 65% من المستطلع آراؤهم من الشباب العربي متفائلون بالمستقبل؛ رغم كافة المشكلات في العالم العربي. وشملت الدراسة وعنوانها "بين الارتياب والتفاؤل" نحو 9 آلاف شاب تتراوح أعمارهم بين 16 و 30 عاما خلال صيف وشتاء 2017 / 2016.
وأجريت الاستطلاعات والمقابلات في ثماني دول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من بينها المغرب وتونس ومصر والبحرين واليمن. وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن نحو 30% من المواطنين في العالم العربي تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عاما. وأظهرت الدراسة أن الكثير من الشباب يقيّمون التطورات، التي حدثت في بلادهم عقب ثورات عام 2011 على نحو سلبي حاليا.
وأشارت الدراسة إلى أن ما يشغل اهتمام معظم الشباب في المنطقة الآن هو تأمين احتياجاتهم الأساسية ونبذ العنف، بدلا من القضايا السياسية مثل حرية الرأي. وبحسب الدراسة، فإن الساسة غير موثوق فيهم وفاسدون في نظر غالبية الشباب في المنطقة. وأظهرت الدراسة أن الدين يمثل واحدة من أهم القيم بالنسبة لمعظم الشباب في الشرق الأوسط.
وحتى في البلدين اللذين شهدا أكبر ثورتين خلال "الربيع العربي" أي مصر وتونس فإن نسبة اللذين يأملون تأسيس نظام ديموقراطي لا يتجاوز 50%. فيما لا تتجاوز هذه النسبة 20% بالكاد في المغرب والأردن واليمن. ويطالب الكثيرون برجل قوي على رأس الدولة، بل وهناك من يأمل في قيام دولة دينية تعتمد الشريعة (17% في اليمن و18% في الأردن).
94 في المائة من الشباب المشارك في الدراسة هم من المسلمين، ويلعب الدين دوراً مهما بشكل متزايد في حياتهم اليومية، حسبما صرحوا لمعدي الدراسة. وقد وصف 87% من الشباب البحريني و54% من الشباب اليمني أنفسهم بأنهم "متدينون جدا".
وقال 10% من الشباب المشارك في الدراسة إنهم مصممون على الهجرة من بلدانهم، وعلى العكس من ذلك فإن غالبية الشباب الآخرين يريدون رسم مستقبلهم داخل أوطانهم.
ح.ز/ ص.ش (د.ب.أ، ك. ن. أ)
الربيع العربي- انتكاسة يتخللها بريق أمل
في الذكرى الخامسة لما عُرف إعلاميا بالربيع العربي، والذي انطلق من تونس وامتد إلى مصر وليبيا وسوريا والبحرين فاليمن، تقرع موجات اللاجئين والنازحين المليونية أبواب الإنسانية. حصيلة العام الخامس "للربيع العربي" في صور.
صورة من: Reuters/P. Hanna
بدأت احداث "الربيع العربي" في تونس بمدينة سيدي بوزيد بعد أن احرق الشاب محمد البوعزيزي نفسه احتجاجا على مصادرة عربته مصدر رزقه، فخرج الشباب والعاطلون عن العمل وعمال النقابات متظاهرين محتجين ونجحوا في وقت قياسي في اسقاط حكومة زين العابدين بن علي الذي فرّ من البلد الى السعودية .
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Salah Habibi
ارسى التغيير في تونس ديمقراطية ودستورا جديدا شاركت في صياغته مختلف القوى السياسية. ونجحت القوى الإسلامية متمثلة بحزب النهضة بالفوز في الانتخابات التشريعية لكنها فشلت في تحقيق مطالب الشعب. وفي انتخابات 2014 نتحقق التغيير الديمقراطي وفازت أحزاب جديدة في البرلمان، رغم ذلك ما زالت فئات كبيرة من الشعب ترى أنها لم تنل أي نصيب من "الكعكة الديمقراطية".
صورة من: DW/S. Mersch
أراد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2011 الاحتفال بيوم الشرطة التقليدي ومنع التظاهرات خوفا من شرارة قد تقود إلى انتفاضة ضد حكمه، رغم ذلك خرجت تظاهرات حاشدة عمت مدن مصر ونادت بإسقاط نظام حكم مبارك الذي تربع على راس هرم السلطة لثلاث عقود.
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
التغير في مصر أوصل "الإخوان المسلمين" ومحمد مرسي إلى الحكم، لكن فئات كبيرة من الشعب استاءت من تعامل "التنظيم الإسلامي" مع السلطة وخرجوا بالملايين مدعومين من الجيش مطالبين بإسقاط "حكم الإخوان". البعض عد ذلك "نكسة للديمقراطية" فيما وصفه آخرون بـ"العملية التصحيحية".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Khalil Hamra
مر الربيع العربي في ليبيا بشكل مختلف تماما عن تونس ومصر، إذ لم تستطع القوى المدنية إنهاء حكم معمر القذافي الذي قمع الثورة بشتى الطرق، وسرعان ما تحولت الثورة بعد ذلك إلى صراع مسلح تمكن فيه "الثوار" بمساعدة قوات الناتو من قتل القذافي واسقاط نظامه، لكنهم عجزوا بعدها عن الاتفاق على نظام بديل.
صورة من: DW/E. Zouber
العملية الديمقراطية في ليبيا بدأت وما زالت متعثرة حتى اليوم رغم الاتفاقات الكثيرة التي حصلت بين الأطراف المتصارعة. ومنذ صيف عام 2014 تتنافس حكومتان إحداهما في طرابلس والأخرى في الشرق على إدارة البلد. وفي تطور جديد أعلن المجلس الرئاسي الليبي هذا الشهر عن تشكيل حكومة وفاق وطني جديدة، في إطار خطة الأمم المتحدة لتوحيد الفصائل المتناحرة في ليبيا.
صورة من: imago/Xinhua
"الربيع العربي" ربيع الشباب في اليمن، انطلق في شباط/ فبراير 2011، مطالبا بإنهاء حكم علي عبد صالح الذي استمر لأكثر من ثلاثين عاما. وبعد ضغط محلي وخليجي كبير وافق صالح على تسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي وغادر اليمن في كانون الثاني/ يناير 2012.
صورة من: picture-alliance/dpa
نفي علي عبد ألله صالح من اليمن لم ينه نفوذه في البلد. وبقيت فئات من الشعب والجيش موالية له عشائريا وسياسيا. في 2015 نجح "الثوار" الحوثيون وبالتعاون مع قوات موالية لصالح في نزع السلطة من الرئيس هادي، ما جعل دول الخليج وبقيادة السعودية تدخل حربا مباشرة لإعادة السلطة لهادي.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تظاهرات الربيع العربي بدأت سلمية في سوريا في مارس/ آذار 2011 مطالبة بإنهاء سلطة حزب البعث و حكم عائلة الأسد المستمر منذ عام 1971. لكن بشار الأسد واجه "التظاهرات" بإصلاحات "شكلية" تضمنت منح الأكراد بعض الحقوق ورفع حالة الطوارئ وتشكيل حكومة جديدة، فيما واصل قمعه للمحتجين وبدأ بشن عمليات عسكرية ضدهم.
صورة من: dapd
بعد أشهر من الاحتجاجات اتخذ الربيع العربي في سوريا منحى آخر وأصبح البلد يعج بكثير من الفصائل المسلحة التي فشلت في توحيد صفوفها ضد النظام. الفراغ الأمني والسياسي في سوريا هيأ الأجواء لتنظيمات مسلحة ذات توجهات إسلامية إيدلوجية متطرفة، مثل تنظيم "داعش"و" النصرة" للسيطرة على مناطق واسعة من البلد.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Aboud
في البحرين بدأت الاحتجاجات في شباط / فبراير 2011 في ساحة اللؤلؤة ونادت بتغييرات سلمية وإصلاحات سياسية لصالح الأغلبية الشيعية في البلد وإنهاء سيطرة العائلة المالكة على الحكم وسلطة مجلس الوزراء التابع لها، ما أثار حفيظة دول الخليج وخاصة السعودية فأرسلت قوات تحت مظلة قوات درع الجزيرة وقمعت الحركة، لكن الاضطرابات ما زالت تتفجر من وقت لآخر.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد مرور خمسة أعوام على " الربيع العربي" لم يتبق من هذا التغيير إلا بعض النقاط المضيئة، كما في التجربة التونسية وبعض الامتيازات للشباب في مصر. اما ليبيا واليمن وسوريا والبحرين فما زالت ابعد ما تكون عن الاستقرار، والمستقبل فيها يبدو بلا افق مضيء. نتاج الربيع العربي قوافل من النازحين ، وملايين اللاجئين يتدفقون على اوروبا والمانيا على وجه الخصوص.