دراسة أمريكية تربط الوفيات الناجمة عن أمراض القلب بالبلاستيك
ماجدة بوعزة
٣٠ أبريل ٢٠٢٥
تشير دراسة جديدة إلى وجود علاقة بين المواد الكيميائية الموجودة في العديد من المنتجات البلاستيكية المنزلية والوفيات الناجمة عن أمراض القلب. فما تفاصيلها؟ وكيف نتفادى الأضرار ونحمي صحتنا؟
تشير الدراسة الجديدة إلى أن بعض المواد الكيميائية البلاستيكية الشائعة، قد تكون مرتبطة بأكثر من 10% من وفيات أمراض القلب لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاما.صورة من: DW
إعلان
يشير باحثون من مركز لانغون الصحي بجامعة نيويورك إلى أن مادة كيميائية موجودة في الأدوات البلاستيكية المنزلية قد تكون مرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ولا تزال أمراض القلب والأوعية الدموية، السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم، حيث إنها مسؤولة عن ما يُقدر بـ 17.9 مليون حالة وفاة سنويا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
تشير الدراسة الجديدة إلى أن بعض المواد الكيميائية البلاستيكية الشائعة، قد تكون مرتبطة بأكثر من 10% من وفيات أمراض القلب لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاما.
نتائج الدراسة
تم تحليل البيانات الصحية والبيئية من المسوحات السكانية لتقدير معدل الوفيات الناجمة عن التعرض للفثالات، وهي مادة كيميائية تُستخدم لزيادة متانة ومرونة البلاستيك.
استنادا إلى دراستهم، قدّر الباحثون أن التعرض لفثالات DEHP (ثنائي-2-إيثيل هكسيل فثالات) ربما ساهم في 365000 حالة وفاة في عام 2018.
ومع ذلك، يحذر الباحثون من صعوبة استخلاص استنتاجات قاطعة، حيث لم تُجر الدراسة لتحديد ما إذا كان DEHP يسبب أمراض القلب بشكل مباشر.
يوضح الباحث ليوناردو تراساندي، مدير مركز جامعة نيويورك للتحقيق في المخاطر البيئية في الولايات المتحدة، قائلا: "الحل المثالي هو تتبع حالات التعرض، كان علينا نمذجة حالات التعرض في جميع أنحاء العالم بناء على البيانات المتاحة. لذلك، تبقى هناك قيود فيما توفر لدينا".
في حين أن DEHP موجود في جميع أنحاء العالم، وجدت الدراسة أن تأثيره يتركز في مناطق قليلة فقط. تمثل إفريقيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط نصف إجمالي الوفيات المرتبطة بـ DEHP.
وتُقدر الدراسة أن الهند لديها أعلى معدل وفيات بنحو 40000 حالة، تليها باكستان ومصر.
قال تراساندي: "أخذت الدراسة السابقة التي بُنيت عليها النمذجة في الاعتبار مؤشر كتلة الجسم، والاستهلاك الغذائي، والنشاط البدني، ومجموعة من المحددات الاجتماعية الأخرى المعتادة للصحة والتي نعتبرها تفسيرات بديلة محتملة".
التلوث البلاستيكي ـ خطر على الإنسان والبيئة والكائنات الحية
أطفال يلعبون على النفايات البلاستيكية، والأنهار تحمل النفايات إلى البحر، والحيوانات تبتلعها - البلاستيك في كل مكان. يتزايد الإنتاج بسرعة ومعها المخاطر التي يتعرض لها الناس والبيئة.
صورة من: Channi Anand/AP Photo/picture alliance
منظر طبيعي خلاب مليء بالقمامة
البلاستيك وهو مادة متعددة الاستخدامات بشكل مذهل، لا غنى عنه في البناء والتعبئة والتغليف. ولكنه أيضاً آفة عالمية. إذ تطفو أطنان من النفايات، بما في ذلك الزجاجات البلاستيكية والإطارات المستعملة ومختلف المواد غير العضوية، على نهر درينا وتشكل مكب نفايات عائم في فيشيغراد البوسنة والهرسك.
صورة من: Armin Durgut/AP Photo/picture alliance
هل اللعب ممنوع؟ للأسف لا
على أحد الشواطئ في الفلبين، يقفز الأطفال حفاة الأقدام فوق القمامة البلاستيكية - بقايا الأعاصير السابقة. وقد انتقلت هذه القمامة التي كانت تُرمى بلا مبالاة، عبر الأنهار قبل أن ينتهي بها المطاف في البحر، وأخيراً تغتسل على الشاطئ. ولكن ليست المياه وحدها هي التي تبتلع هذه المخلفات - فالحيوانات أيضًا.
صورة من: Aaron Favila/AP Photo/picture alliance
كيس بلاستيكي أقل
نينا غوميس تصطاد كيسًا بلاستيكيًا مهملًا من البحر بالقرب من شاطئ كوباكابانا الشهير في ريو دي جانيرو، البرازيل. وتنتج البلاد كل عام ما يقدر بنحو 11.3 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنوياً، ولا يعاد تدوير سوى 1.2 في المائة منها. وتشكّل النفايات البلاستيكية التي ينتهي بها المطاف في المحيطات وتعرّض البيئة البحرية للخطر مشكلة كبيرة.
صورة من: Bruna Prado/AP Photo/picture alliance
حاجز زائد
في بلدة ألكسندرا في جنوب أفريقيا، تشكل شبكة حاجزًا بلاستيكيًا في نهر جوكسكي. يعمل ثلاثة متطوعين على إزالة القمامة المتراكمة بعناية من الشبكة. مثل هذه التدابير تخفف من الأعراض وليس الأسباب. لا تزال القمامة تشكل تحديًا - ليس هنا فقط، بل في إندونيسيا والهند والعالم أجمع.
صورة من: Jerome Delay/AP Photo/picture alliance
في قديم الزمان كان يوجد شاطئ رملي هنا
أشخاص يمشون بجوار النفايات البلاستيكية التي تغطي الرمال في شاطئ بادهوار بارك على ساحل بحر العرب في مومباي، الهند. تعد الهند التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.4 مليار نسمة، واحدة من أكبر مستهلكي البلاستيك في العالم. وحسب التقديرات، تنتج البلاد حوالي 3.5 مليون طن من النفايات البلاستيكية كل عام، ولا يعاد تدوير سوى نسبة صغيرة منها.
صورة من: Rajanish Kakade/AP Photo/picture alliance
بُنيت على القمامة الأحياء الفقيرة في نيودلهي
في إحدى مدن الصفيح في العاصمة الهندية نيودلهي، حيث تتناثر النفايات البلاستيكية في كل شبر من المشهد، تنتظر أكياس القمامة أن يتم فرزها من قبل جامعي القمامة على أمل بيعها.
صورة من: Manish Swarup/AP Photo/picture alliance
الاحتجاجات متواصلة
"أوقفوا التلوث البلاستيكي!" مكتوب على ملصقات نشطاء البيئة في سيول. إنهم يحتجون على فشل المفاوضات بشأن اتفاقية عالمية للأمم المتحدة ضد النفايات البلاستيكية في كوريا الجنوبية في بداية ديسمبر. وكانت بعض الدول المنتجة للنفط قد رفضت القيود والأهداف الخاصة بزيادة إنتاج البلاستيك. ومن المقرر أن تستمر المفاوضات العام المقبل.
صورة من: Jung Yeon-je/AFP
فوضى في جاكرتا
في جاكرتا تتراكم جبال من النفايات البلاستيكية على جوانب الطرق وتعيق حركة المرور. تنتج إندونيسيا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من أحد عشر مليون نسمة في عاصمتها وحدها، حوالي 6.8 مليون طن من النفايات البلاستيكية كل عام، ولا يتم التخلص من نسبة كبيرة منها بشكل صحيح. وينتهي المطاف بحوالي 620,000 طن منها في المحيطات.
صورة من: Dita Alangkara/AP Photo/picture alliance
الأمل والحاجة إلى العمل
كاهن يجلس بين القمامة التي خلفها المصلون خلال مهرجان "كوس أونسي" في معبد غوكارنيشور في كاتماندو، نيبال. هناك شيء واحد واضح: أزمة البلاستيك تتطلب قرارات سياسية جريئة وإعادة تفكير عالمية. فبدون اتخاذ إجراءات سيستمر البلاستيك في تلويث الأنهار والمحيطات وتهديد الحياة ومنع تحقيق مستقبل مستدام.
صورة من: Niranjan Shrestha/AP Photo/picture alliance
9 صورة1 | 9
ما هي الفثالات؟
الفثالات هي مجموعة من المواد الكيميائية تُستخدم لزيادة مرونة ومتانة البلاستيك. توجد في العديد من المنتجات اليومية، بما في ذلك مستحضرات التجميل وتغليف المواد الغذائية.
DEHP هو فثالات شائع يُضاف على نطاق واسع إلى عبوات المواد الغذائية المصنوعة من كلوريد البولي فينيل (PVC). وقد قال الباحث تراساندي: "في الدراسات البشرية حتى الآن، فإن أصعب التأثيرات الموصوفة على مخاطر القلب والأوعية الدموية هي تأثيرات الفثالات".
ركزت هذه الدراسة على نوع واحد فقط من الفثالات، وهوDEHP، والذي من غير المرجح أن يكون مسؤولا بشكل مباشر أو حصري عن جميع الآثار الصحية الملحوظة.
كيف تؤثر الفثالات على صحة الإنسان؟
أفادت دراسات سابقة بأن للفثالات آثارا سلبية على الصحة الإنجابية والجهاز المناعي.
قال تراساندي: "ما نعرفه حاليا هو أن العديد من المواد الكيميائية المستخدمة في المواد البلاستيكية تُسهم في الالتهاب، وتُعطل هرموناتنا وجزيئات الإشارات الطبيعية التي تُشكل أساس الوظائف البيولوجية الأساسية، بما في ذلك التمثيل الغذائي ووظائف القلب والأوعية الدموية".
لكن هذه الدراسة والدراسة التي تستند إليها لا تُوجدان بمعزل عن بعضهما البعض. فهناك مجموعة أكبر من الدراسات المختبرية، من الحيوانات والبشر، تُشير إلى أن هذه المواد الكيميائية تُساهم في أمراض القلب.
إعلان
كيف يُمكننا تقليل تعرضنا لـ DEHP؟
يحيط بنا البلاستيك يوميا، وقد يبدو تجنبه أمرا مستحيلا، لكن تراساندي قال إنه يُمكن للناس اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية. وأضاف تراساندي: "يمكننا إعادة التفاوض على علاقتنا بالبلاستيك".
وأكد المتحدث على ضرورة تجنب تسخين البلاستيك في الميكروويف وغسل الأطباق، لأن هذه طريقة لإعادة امتصاص المواد الكيميائية المستخدمة في المواد البلاستيكية أو تحويلها إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة يُمكن أن تُوصل هذه المواد الكيميائية إلى الإنسان.
تُجري الأمم المتحدة حاليا مفاوضات بشأن معاهدة عالمية بشأن البلاستيك على نطاق عالمي. في الاتحاد الأوروبي، يُحظر استخدام الفثالات، مثل DEHP، في الألعاب ومستحضرات التجميل.
"هناك تحالف طموح يدعو ويعمل على تقليل المواد الكيميائية المستخدمة في المواد البلاستيكية المثيرة للقلق، بل أيضا على معالجة حجم التلوث البلاستيكي."
القلب - الجهاز النابض العجيب
القلب هو العضو الرئيسي المحرك للدم في الجسم. كيف يعمل هذا العضو الفعال الذي لا يتجاوز حجمه حجم قبضة اليد؟ وماذا يحدث حين يتعذر على القلب لأي سبب من الأسباب العمل بصورة طبيعية؟ الصور والرسوم التوضيحية التالية تبين ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa
القلب – المضخة العجيبة
القلب هو عضو عضلي مجوف تتقلص عضلاته ما يقارب سبعين مرة في الدقيقة ويضخ بهذه النبضات نحو عشرة آلاف لتر من الدم في اليوم الواحد إلى جميع إنحاء الجسم. ويقوم القلب بعملية ضخ هذه الكميات الكبيرة على مدى الحياة. وفي بعض الأحيان، كما عند إجراء التمارين الرياضية، يزيد القلب كمية ضخه للدم إلى خمس مرات عن المعتاد.
صورة من: Zoonar/picture alliance
عمل مزدوج للقلب
يتكون القلب من قسمين وكل قسم من القلب يحتوي على أذين وبطين. وجسم الإنسان يتكون من جهازين لدوران الدم وليس من جهاز واحد. لأن القسم الأيمن من القلب يضخ الدم إلى الرئتين لتزويد الدم بالأوكسجين، وفي الوقت نفسه يضخ القسم الأيسر من القلب الكمية نفسها من الدم إلى أنحاء الجسم. وترتبط أجزاء القلب مع بعضها بصمامات تسمح بمرور الدم باتجاه واحد وتمنع رجوعه في الاتجاه المعاكس.
جهد عضلي مضن
القلب هو عبارة عن عضلات من نوع خاص تشبه العضلات الموجودة في اليدين أو الساقين من حيث سرعة وقوة تقلصها. ولكن الذي يميز عضلات القلب عن غيرها هو قابليتها للعمل لفترة طويلة بدون تعب أو كلل. بالإضافة إلى ذلك فان خلايا نسيج عضلة القلب ترتبط مع بعضها البعض مشكلة شبكة كبيرة، كما يظهر في الصورة، والتي تساعد القلب على العمل كعضلة واحدة أثناء النبض.
صورة من: picture-alliance/dpa
الخلايا المحفزة لنبض القلب
هل حاولت يوما أن ترغم قلبك على إيقاف نبضه؟ حتى وان حاولت فانك لن تستطيع، لأن القلب لا يمكن السيطرة على عمله عن طريق الخلايا العصبية وإنما عن طريق الخلايا المولدة للنظم الجيبية الأذينية. وهي خلايا تقع في جدار الأذين الأيمن وتقوم بتنظيم عمل القلب عن طريق توليد الإشارة المحفزة له بشكل دوري. وفي حال تعذرها عن ذلك تقوم بدلا عنها العقدة الأذينية البطينية بتوليد الإشارة.
صورة من: picture-alliance/dpa
جهاز مزيل الرجفان
في حالة تعذر القلب عن العمل بصورة طبيعية، كما في حالة الرجفان البطيني، أي توقف القلب عن العمل بسبب خلل في منظومة القلب تؤدي إلى ارتجاف البطينين بدل انقباضهما، يستخدم جهاز مزيل الرجفان الذي يقوم بإعطاء صدمة كهربائية تنهي الاضطراب في نقل الإشارة الكهربائية في القلب وتعيده للعمل بصورة طبيعية. هذا الجهاز متوفر حاليا في معظم الأماكن وسهل الاستعمال.
صورة من: picture-alliance/dpa
جهاز مولد نبضات القلب
وإذا كان نبض القلب بطيئا جدا، يستعان عند هذه الحالة المرضية بجهاز طبي يزرع في جسم الإنسان يقوم بتوليد نبضات الكترونية ترسل إلى عضلة القلب. هذا الجهاز الطبي تم استعماله لأول مرة في عام 1958 والنوعيات الحديثة منه تستطيع العمل في جسم الإنسان لمدة تتراوح بين خمسة أعوام واثني عشر عاماً.
صورة من: picture-alliance/dpa
عملية القلب المفتوح
كان الأطباء يرغمون على إيقاف عمل الدورة الدموية في الجسم عند إجراء عملية جراحية في القلب. ولكن في خمسينات القرن الماضي اكتشف الجراحون طريقة جديدة مكنتهم من حل المشكلة عن طريق استعمال جهاز يستخدم مؤقتا إثناء العملية الجراحية ويقوم بتزويد الدم بالأوكسجين ومن ثم إرساله إلى باقي الجسم، وفي هذه الحالة يقوم الجهاز بعمل القلب والرئة معاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
القسطرة الطبية
الطب الحديث بإمكانه الكشف الكامل عن عمل القلب والتعرف على مشاكله إضافة إلى القيام بتدخلات جراحية دون فتح بطن المريض. حيث يقوم الأطباء باستخدام عملية القسطرة، أي إدخال أنبوب معدني أو مطاطي في جسم الإنسان يتم عن طريقه إدخال أدوات جراحية وطبية وإجراء العملية الجراحية في قلب المريض.
صورة من: picture-alliance/dpa
صمامات اصطناعية للقلب
في حال تعطل صمامات القلب عن عملها الطبيعي أو في حال تآكلها يستعمل الأطباء بدلا عنها مواد بيولوجية بديلة مستخرجة من الخنازير أو صمامات معدنية. وفي الوقت الحاضر توجد أيضا صمامات اصطناعية صغيرة قابلة للامتداد، كما يظهر في الصورة، ويتم ربطها بقلب المريض عن طريق عملية القسطرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
قلوب ومضخات دم اصطناعية
عندما لا يعمل القلب بصور منتظمة كما في حالة ضعف القلب، يتم الاستعانة بمضخة دم لتكمل عمل القلب ويتم زراعتها في الجسم، إضافة إلى ذلك يربط قلب صناعي لمساندة عمل القلب القديم في جسم المريض، أما المشغل الآلي والبطاريات الخاصة بالمضخة والقلب الاصطناعي فتكون في العادة خارج جسم المريض.
صورة من: picture-alliance/dpa
قلب اصطناعي قيد التطوير
وفي الوقت الحاضر يقوم العلماء بتطوير قلب اصطناعي يقوم بمهام القلب الطبيعي بالكامل، وتمت تجربة هذا القلب الاصطناعي الجديد بنجاح على الأبقار. يحتوي هذا القلب، كالقلب الطبيعي، على بطينين اثنين وأربعة صمامات. لكن ما زال أمام العلماء وقت طويل والكثير من الأبحاث لغاية تطوير هذا القلب الاصطناعي وجعله بديلا ناجحا عن القلب الطبيعي.