إجازة الأبوة التي تمتد لأسبوعين على الأقل بعد ولادة طفلك تعطيك فرصة للاستمتاع بالأبوة وقضاء وقت أطول مع طفلك الرضيع، بالإضافة إلى فوائدها الكبيرة على فترة الرضاعة الطبيعية!، وفق دراسة أمريكية حديثة.
تساهم إجازة الأبوة في حصول الطفل الرضيع على فترة رضاعة طبيعية أطول، ما يعزز صحته وصحة الأم على حدّ سواء.صورة من: Cavan Images/IMAGO
إعلان
بيّنت دراسة أمريكية حديثة أن الأطفال الرضع يحصلون على فترة أطول من الرضاعة الطبيعية من قبل الأم عندما يأخذ آباؤهم إجازة أبوة، وكلما كانت فترة الإجازة أطول كلما كان ذلك أفضل وارتبط بفترات إرضاع طبيعي أطول، الأمر الذي يعود بالنفع على الرضيع والأم أيضاً.
قام الأطباء في جامعة نورث وسترن ومستشفى آن وروبرت إتش لوري للأطفال في شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية بإجراء مسح على آباء أخذوا إجازة أبوة بعد ولادة أطفالهم ولآباء آخرين عادوا للعمل فوراً.
الدراسة مدعومة من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ومكتب التكنولوجيا والابتكار، ونُشرت نتائجها في مجلة الصحة العامة في بي إم سي.
فقال طبيب الأطفال والدكتور جون جيمس باركر، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المساعد لطب الأطفال والطب في كلية فاينبرغ للطب بجامعة نورث وسترن: "تظهر دراستنا أن الآباء يلعبون دوراً رئيسياً وحاسماً في نجاح عملية الرضاعة الطبيعية، فالوقت المستقطع الذي يقضونه في المنزل يتيح لهم تقديم الدعم للأم" من أجل تقديم رضاعة طبيعية مفيدة.
اعتمد المسح على بيانات أبلغ عنها آباء في الولايات المتحدة الأمريكية، أخبروا من خلالها عن تأثير إجازة الأبوة على الرضاعة الطبيعية، وقام الباحثون بتحليل الإجابات من عينة تمثيلية من 240 أباً يعملون في ولاية جورجيا، ووجدوا أن الآباء الذين أخذوا إجازة أبوة لأسبوعين أو أكثر كانوا أكثر بنسبة 31 بالمئة للإبلاغ عن رضاعة طفلهم عند عمر ثمانية أسابيع مقارنةً بالآباء الذين أخذوا أقل من أسبوعين.
رفاهية الأم تزيد من فترة الرضاعة الطبيعية
وجود الآباء في المنزل بعد ولادة الطفل سيخفف الأعباء التي تقع عادة على الأم عندما تبقى وحدها مع رضيعها، وهذه المساعدة ستوفر الدعم للأم وبالتالي ستتمكن من إرضاع طفلها بكفاءة أعلى مما يعزز استمرار الرضاعة لفترة أطول.
وبهذا الصدد قال باركر: "يمكن للآباء دعم الرضاعة الطبيعية من خلال رعاية الطفل بشكل عملي، مثل تغيير الحفاضات، والمساعدة على التجشؤ، ما يضمن حصول الأمهات على التغذية والترطيب والراحة التي يحتجنها للتعافي، فكل هذه الأنشطة الداعمة التي يقوم بها الأب تكون أسهل عندما يتمتع الآباء بإجازة أكثر سخاءً".
فكرة المسح هذا جاء بها الطبيب باركر، وهو أب لثلاثة أطفال من تجربته الشخصية بعد أن قضى إجازة أبوة مع أطفاله، فقال: "عندما أصبحت أباً، أدركت مدى تاثير غياب الآباء في الفترات الأولى من حياة الرضيع"، وأضاف: " في التدريب الطبي، لم يتحدث أحد عن إشراك الآباء أو لماذا هذا مهم".
إعلان
أهمية الرضاعة الطبيعية للأم ورضيعها
دعم الرضاعة الطبيعية للأم أمر مهم وأساسي لصحتها وصحة رضيعها، وعلى الأب المشاركة في تقديم هذا الدعم، فبالإضافة إلى أن حليب الأم هو مصدر الغذاء الأفضل للطفل؛ لأنه يعزز نموه ويلبي كافة احتياجاته الغذائية، فالرضاة الطبيعية تحمي الطفل من بعض الأمراض قصيرة وبعيدة المدى التي قد يعاني منها مستقبلاً.
فوائد حليب الأم المذهلة للأطفال الخدج
02:42
فبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) فإن الأطفال الذين يتلقون رضاعة طبيعية يكونون أقل عرضة للإصابة بالربو والسمنة ومرض السكري من النوع الأول ومتلازمة موت الرضع المفاجئ وأقل عرضة للإصابة بعدوى الأذن وجراثيم المعدة بسبب الأجسام المضادة الموجودة في حليب الأم والتي تساعد على تطوير الجهاز المناعي للطفل.
أما فيما يخص صحة الأم، فيمكن للرضاعة الطبيعية أن تقلل من خطر إصابتها بسرطان الثدي والمبيض ومرض السكري من النوع 2، وارتفاع ضغط الدم، وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ومنظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر على الأقل مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية جنباً إلى جنب مع تقديم الأطعمة التكميلية المناسبة حتى عمر سنتين أو أكثر.
رعاية الأطفال في ألمانيا - مسائل خلافية في المجتمع
ما هو العمر المناسب لتقديم الحلوى للطفل؟ هل يجب أن يأخذ التطعيم؟ وإلى أي روضة سيُرسل؟ يجب على الوالدين اتخاذ قرارات عدة متعلقة بتربية أطفالهم. نستعرض هنا المواضيع الأكثر جدلاً في المجتمع الألماني حول رعاية الأطفال.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
اختيار اسم لطفلك هو كاختيار الوشم - ولكن لشخص آخر. في حين يعتبر بعض الآباء أن الاسم يعبر عن هويتهم، إلا أن الطفل من سيتحمل اختيار والديه لاحقاً. على كل حال، ينصح بعدم انتقاد اختيار الوالدين الشابين. في عام 2017، كان اسمي ماري وماكسيميليان أشهر أسماء الأطفال في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
على الرغم من أن الكثير من الأمهات الألمانيات لا يرضعن، فإن الرضاعة الطبيعية تنتشر على نطاق واسع في هذا البلد. بشكل عام يتقبل معظم الناس الرضاعة الطبيعية في الأماكن العامة. غير أنه لا يوجد قانون يمنح الأمهات حق القيام بذلك. لذلك تحظره بعض المقاهي بناء على طلب بعض الضيوف – بينما يسمح به البعض الآخر.
صورة من: picture alliance/empics/N. Ansell
مدة الرضاعة الطبيعية هي موضوع آخر يناقشه الآباء الألمان. نساء قلة يرضعن أطفالهن حتى سن الثالثة. وتعتبر بعض الأمهات أن حليب الأم هو الغذاء المثالي الذي يجب أن يستمر لأطول فترة ممكنة.
صورة من: Colourbox/yarruta
سؤال آخر مهم يشغل الأهالي العاملين: إلى أي روضة أطفال يجب أن يرسل الطفل في المستقبل؟ وبينما يفرح البعض عند وصول أطفالهم إلى روضة الأطفال، ينشغل آباء آخرون باختيار المدرسة المناسبة.
صورة من: picture-alliance/ZB/P. Pleul
وفقا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، فإن معدل التطعيم في ألمانيا 96 في المئة. في حين كان في بعض الدراسات الألمانية أقل من ذلك. والحقيقة أن التطعيم يثير جدلاً كبيراً بين الآباء والأمهات في هذا البلد، حيث يؤيده البعض، بينما يرفضه آخرون.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
جميع الآباء والأمهات اختبروا استيقاظ الطفل صارخاً ليلاً، وحرمانهم من النوم. غير أن الجدل هنا حول ما يجب فعله. إذ يرى بعض الآباء أهمية ترك الطفل يبكي حتى يتعلم النوم بنفسه (أسلوب فيربر)، في حين يعارض آخرون هذا الأمر ويجدونه مضراً لصحة الطفل.
صورة من: CC/Roxeteer
الآباء الذين يعارضون التدريب على النوم، مثل أسلوب فيربر، يؤيدون غالباً أسلوب "رعاية الأبوة والأمومة"، وهي فلسفة تربوية للطبيب الأمريكي وليام سيرز تعتمد على احتياجات الطفل. تقوم على حمل الطفل والنوم إلى جانبه. والسؤال الأكثر إثارة للجدل هنا، هل ينام الطفل في سرير والديه، أم في سرير خاص؟
صورة من: imago/imagebroker
يناقش الوالدان في ألمانيا أيضاً نوع الحفاضات التي يجب استخدامها للطفل. إذ يستخدم بعضهم الحفاضات القماشية، والتي يمكن غسلها واستخدامها مجدداً، في حين يفضل كثيرون استخدام الحفاضات الصناعية ذات الاستخدام لمرة واحدة.
صورة من: picture alliance/dpa Themendienst
وبالنسبة للغذاء، يحرص الآباء والأمهات المثاليون على طهي طعام أطفالهم بأنفسهم، وتقديمه مع أدوات مائدة مصنوعة من البلاستيك المعالج ومخصصة للأطفال.
صورة من: Fotolia/victoria p
هناك الكثير من التطبيقات وبرامج التلفزيون، والكثير من ألعاب التكنولوجيا سواء على الهاتف الذكي أو الأجهزة الإلكترونية الأخرى. وما يزال النقاش قائماً عما إذا كان استخدام الأطفال لوسائل التكنولوجيا صحياً أم لا في العائلات الألمانية. وكما كشف معظم الآباء بأنهم يستمتعون بالدقائق المجانية التي تمنحها لهم الألعاب الإلكترونية.
صورة من: picture-alliance/dpa
ومن المؤشرات الأخرى على مدى جدية الآباء والأمهات في ألمانيا هو السن الذي يقدمون فيه الحلوى لأول مرة إلى طفلهم - الأطفال الأكبر سناً يتناولون الآيس كريم كل يوم تقريباً في الصيف. إليزابيث غرينير/ ريم ضوا.