من يدخن الماريجوانا ربما يعرض حياة أبنائه للخطر نفسه، حيث أشارت دراسة إلى أن فرص تدخين أبناء هؤلاء تزيد لأكثر من الضعف، مقارنة بأبناء غير المدخنين لها. ولكن لن يقتصر الأمر على هذا فقط، فما هي المخاطر الأخرى؟
إعلان
أكدت دراسةحديثة، أجراها باحثون بجامعة هارفارد الأمريكية،على أن فرص تدخين الأطفال للماريجوانا تزيد لأكثر من الضعف في حالة استهلاك أباءهم لها أيضا.
ولكن لا تقتصر المخاطر على "وراثة" تدخين الماريجوانا فقط، إذ ترتفع كذلك فرص تعاطيالمخدرات وتناول المشروبات الكحولية وتدخين السجائر.
وتشير عالمة الاجتماع بجامعة هارفرد بيرثا مادرس، المشاركة في الدراسة، إلى الأثار التي تنجم عن استخدام الأطفال والمراهقين للقنب حيث تقول: "يرتبط الاستهلاك المبكر للماريجوانا بالمعدلات المرتفعة للإدمان والإصابة بأعراض الذهان وانفصام الشخصية والاكتئاب وظهور الميول الانتحارية وتراجع القدرات الذهنية وضعف مستويات الإنجاز الدراسي والوظيفي".
إلا أن هناك عدد من العوامل الأخرى التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار، إلى جانب التأثر بالآباء والأمهات، وفي مقدمتهم مدى موافقة الآباء على استهلاك أبنائهم للماريجوانا أو أي مخدر أخر والضغوط التي يتم ممارستها من جانب الأصدقاء.
واعتمدت الدراسة على استطلاعات للرأي تم إجرائها حول استهلاك المخدرات بالولايات المتحدة من عام 2015 لعام 2018، وشملت الدراسة أكثر من 24 ألف من الآباء والأبناء، الذين تنعوا ما بين مراهقين تتراوح أعمارهم ما بين الـ 12 و17 عاما وبالغين ما بين الـ 18 و 30 عاما.
وتشهد الولايات المتحدة الأمريكية زيادة في معدلات استهلاك القنب، حيث يقابل اتساع تقنين استخدامه هناك بزيادة في أعداد المدخنين له من البالغين والأطفال على حد سواء، وفقا لما ذكره موقع الديلي ميل البريطاني.
أما على المستوى الدولي، دخن حوالي 200 مليون شخص حول العالم القنب مؤخرا بما يمثل زيادة 60% في معدلات استهلاكه مقارنة بالعشر سنوات الماضية، وفقا للتقرير الدولي للمخدرات الصادر العام الجاري.
د.ب./ع.ج.م
المخدرات في الولايات المتحدة ألأمريكية: جيسي وخالتها
شريل البالغة من العمر 71 عاما تبنت ابنة أختها جيسي البالغة من العمر ثلاث سنوات.الصغيرة رأت نور الحياة وهي مصابة بعدوى الإدمان على المخدرات من والدتها. أما الوالدة فقد اختفى كل أثر لها. قصة مصورة من فونيكس بولاية أريزونا.
صورة من: DW/E. Van Nes
بداية اليوم
جيسي تبقى في مقعد الأطفال داخل السيارة في الوقت الذي تسحب فيه شريل عربة الأطفال من الصندوق الخلفي للتوجه مع البنت الصغيرة إلى مركز التسوق. لا تقوم السيدة المتقاعدة شريل في الغالب بهذه الرحلات، لأنها تكون متعبة. فهي تفضل البقاء في البيت مع الطفلة الصغيرة أو تذهب معها إلى ساحة اللعب، أو تقومان بزيارة أخت جيسي التي تسكن عند أقارب.
صورة من: DW/E. Van Nes
تنفس الصعداء في يوم مجهد
تربية بنت تبلغ من العمر ثلاث سنوات أمر يجهد امرأة عمرها 71 سنة. في الولايات المتحدة الأمريكية يزداد عدد الأجداد المرغمين على السهر من أجل تربية الأحفاد، لأن الأبوين مدمنان على المخدرات، لاسيما من خلال استعمال أفيونيات توجد أيضا في أدوية مهدئة. وتفيد دراسات أن 12 في المائة من الأطفال في ولاية أريزونا يعيشون لدى أقارب مثل الخالة شريل، وبينهم تسعة في المائة لدى الأجداد.
صورة من: DW/E. Van Nes
متاعب بيروقراطية وعدم مساواة
بداية يوليو/ تموز الفائت 2018 دخل حيز التنفيذ في الولايات المتحدة الأمريكية قانون يُراد منه مساعدة الأجداد الذين يسهرون على تربية أحفادهم. ومن بين الأشياء التي ينص عليها القانون تقديم معلومات حول حق التبني، والخدمات الاجتماعية ودعم التطبيب النفسي. لكن القانون لا يحل مشكلة تتمثل في أن أعضاء العائلة الذين يربون طفلا لا يحصلون على نفس الدعم المالي مثل الآباء بالتبني.
صورة من: DW/E. Van Nes
قسط من المتعة
جيسي كانت تخاف قبل جلوسها لأول مرة فوق أرجوحة على شكل خيل. عندما اشترت شريل التذاكر، سأل الرجل خلف الشباك عن جيسي. "إنها ابنتي"، أجابت شريل. وهي تعتقد أن والدة البنت ماتزال على قيد الحياة، لكنها لا تعرف أين وهل تخضع لإعادة تأهيل من المخدرات. والمرة الأخيرة تمت رؤيتها في الخريف الماضي.
صورة من: DW/E. Van Nes
السهر على أن تستمر الحياة
شريل تعلم أنه بسبب سنها لن تشهد جيسي وهي في سن الرشد. فهي تعاني من مشاكل صحية والحياة مع جيسي ترهقها ـ لكن ذلك يجلب لها أيضا الكثير من الفرح. شريل تعتقد أنه من المهم بالنسبة إلى البنت أن تكبر في حضن العائلة بدلا من أن تكبر عند غرباء. وإذا توفيت شريل، فإن ابنها، عم جيسي سيعتني بالصغيرة.
صورة من: DW/E. Van Nes
أفراح الأحد
يوم الأحد تذهب شريل وجيسي إلى الكنيسة. وجيسي صغيرة للمشاركة في القداس، لكنها تذهب إلى قداس الأطفال. بعدها تلتقيان مع أسر أخرى في قاعة البلدية. والكنسية تدعم شريل التي فقدت ثلاثة أزواج وابنا بسبب الإدمان على المخدرات. وجيسي هي أملها الأخير، تعتقد شريل.
صورة من: DW/E. Van Nes
دفع ماما إلى الأمام
شريل تعاني من آلام ظهر مستمرة والتهاب المفاصل في اليدين وآلام النسا في الرجلين. وهي تضع حزاما لدعم الظهر من شأنه التقليل من الآلام، وتحتاج إلى أدوية مهدئة. ولا خيار آخر أمامها، لاسيما إن أرادت طفلة صغيرة اللعب معها ومشاكستها.
صورة من: DW/E. Van Nes
عيد ميلاد سعيد
جيسي تحتفل بعيد الميلاد ـ أضحى عمرها ثلاث سنوات. وشريل استدعت فقط عددا قليلا من الضيوف، لكي لا تشعر البنت الصغيرة بالإجهاد. جيسي لها أخت وأخ: أختها الأكبر تعيش عند أخ شريل وزوجته اللذين لم يتمكنا من تربية طفلين. أما أخ جيسي الصغير فتبنته عائلة غريبة.
صورة من: DW/E. Van Nes
مشاكل صحية
قبيل شعور والدة جيسي بآلام الوضع كانت لا تزال تأخذ الميثامفيتامين. وعندما رأت جيسي نور الحياة كانت تصرخ وتبكي وترتعش ـ وهي أعراض تقليدية أثناء التخلص من المخدرات. منذ تلك اللحظة وجيسي تقاوم جملة من المشاكل الصحية، وهي تخضع للمراقبة الطبية لتفادي أضرار إضافية.