دراسة: فجوة في مستويات المعيشة بين شرق وغرب ألمانيا
٧ أغسطس ٢٠٢٤
بحسب تحليل لمؤسسة "بيرتلسمان" الألمانية، يحصل المواطنون في شرق ألمانيا على أجور أقل بنسبة 9ر15% مما يحصل عليه أقرانهم في غرب البلاد. وبعد إعادة توحيد شطري البلاد في تسعينيات القرن الماضي، كانت تبلغ الفجوة في الأجور 26%.
إعلان
كشف تحليل جديد أجرته مؤسسة "بيرتلسمان" الألمانية أن غرب ألمانيا لا يزال متقدما عن شرق البلاد فيما يتعلق بمستويات الأجور والإنتاجية، رغم الجهود المبذولة في شرق ألمانيا للحاق بالركب في سوق العمل. وبحسب التحليل، فإنه ليس من المستغرب إذن أن يكون لدى سكان شرق ألمانيا انطباعا أكبر من سكان غرب البلاد بأنهم مظلومون من حيث مستوى المعيشة.
ويبلغ متوسط الأجر في شرق ألمانيا 3157 يورو، بينما يبلغ في الغرب 3752 يورو. وقد استمر مستوى الأجور في التقارب خلال العقود الماضية.
وبعد إعادة توحيد شطري البلاد في تسعينيات القرن الماضي، كانت تبلغ الفجوة في الأجور 26%، بينما يحصل المواطنون في شرق البلاد الآن على أجور أقل بنسبة 9ر15% مما يحصل عليه أقرانهم في غرب البلاد.
وعزا معدو التحليل ذلك إلى التفاوت في مستوى الإنتاجية؛ فرغم التقارب الملحوظ في قطاعات البناء والتجارة والخدمات، لا تزال إنتاجية قطاع التصنيع في شرق البلاد تمثل 76% من مستوى إنتاجية غرب ألمانيا، حتى بعد مرور 35 عاما على توحيد شطري البلاد.
ولحل المشكلة دعا معدو التحليل إلى انتقال شركات كبرى إلى شرق البلاد. وجاء في التحليل: "تعمل الشركات الكبيرة على خلق مجال للأبحاث والموردين الإقليميين والخدمات المتعلقة بالأعمال التجارية". وأوضح التحليل أن هذا من شأنه أن يوفر وظائف ذات رواتب أفضل في مهن واعدة.
وعندما يتعلق الأمر بأرقام سوق العمل في الشرق والغرب، فإن الأمر يكاد يكون مماثلا أو متقاربا، حيث يبلغ معدل التشغيل في الشرق 7ر76% وفي الغرب 3ر77%. ويبلغ معدل البطالة في الشرق الآن 2ر7% بعد أن كان يبلغ 19% في السنوات التي تلت العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ويبلغ معدل البطالة في الغرب حاليا 3ر5%، وهو لا يزال أقل من نظيره في الشرق. وبشأن نسبة العاطلين عن العمل لفترة طويلة، فإن الشرق والغرب متساويان بنسبة 34%.
ووفقا لمؤسسة برتلسمان، فإن ارتفاع معدلات البطالة ونزوح الشباب بعد سقوط جدار برلين في عام 1989 لا تزال أمور متأصلة في الوعي الجمعي بعمق. وقال إريك توده، خبير سوق العمل لدى "بيرتلسمان": "لا تزال الآثار ملحوظة حتى اليوم، حيث تستمر الخدمات العامة في المناطق الريفية في التدهور، ويواجه العديد من العاطلين عن العمل في ذلك الحين الفقر الآن في سن الشيخوخة. يساهم هذا في الاعتقاد بأن الظلم لا يزال مستمرا - حتى لو كان سوق العمل في شرق ألمانيا أفضل بكثير اليوم مما كان عليه قبل 30 عاما".
خ.س/ح.ز (د ب أ)
ميخائيل غورباتشوف .. زعيم لن ينسى الألمان دوره في إعادة توحيد بلدهم
"غوربي"، هذا الاسم المختصر يطلقه الألمان على ميخائيل غورباتشوف. في هذه الجولة المصورة نلقي نظرة عامة على العلاقة الخاصة جدا ألمانيا وآخر رئيس للاتحاد السوفيتي.
صورة من: picture-alliance/dpa
نصب تذكاري لـ "آباء الوحدة" الألمانية
عن 91 عاما، توفي آخر رئيس لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية. ومنذ إعادة توحيد بلدهم، يطلق الألمان على ميخائيل غورباتشوف ببساطة لقب "غوربي". وتم الكشف عن النصب التذكاري لـ "آباء الوحدة" أمام دار النشر الشهيرة "شبرنغر فرلاغ" في برلين بمناسبة الذكرى العشرين لإعادة توحيد ألمانيا. من اليمين لليسار: المستشار الألماني هيلموت كول، الرئيس السوفيتي غورباتشوف والرئيس الأمريكي جورج بوش الأب.
صورة من: picture alliance / Paul Zinken/dpa
بداية صداقة تاريخية
هذه هي إحدى الصور الأولى لميخائيل غورباتشوف وهيلموت كول. في مارس/ آذار 1985، جاء المستشار الألماني إلى موسكو لحضور جنازة الأمين العام للحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي كونستانتين تشيرنينكو. وسرعان ما تولى غورباتشوف المنصب. هنا بدأت الصداقة التاريخية بين السياسيين، التي من شأنها أن تحدد مصير أوروبا برمتها.
صورة من: Tass/dpa/picture-alliance
برانت، مهندس سياسة الشرق يزور موسكو
بعد انتخاب غورباتشوف أمينًا عامًا، قام المستشار الأسبق فيلي برانت بزيارة موسكو. خلال فترة توليه منصب المستشارية من عام 1969 إلى عام 1974، وأصبح برانت مهندس السياسة الجديدة تجاه الشرق. كان الهدف منه تطبيع العلاقات مع الاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية وجيران أوروبا الشرقية الآخرين. لهذا حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1971. وحصل غورباتشوف على نفس الجائزة عام 1990.
صورة من: V. Musaelyan/AFP/Getty Images
استقبال حافل لغوربي وزوجته في سوق بون
في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1989 سقط جدار برلين. وفي يونيو/ حزيران، قبل بضعة أشهر من ذلك الحدث الفاصل، قام الزعيم السوفيتي بزيارة رسمية إلى ألمانيا. واستقبل الناس غورباتشوف وزوجته رايسا بحماس خلال تلك الزيارة، كما هو الحال هنا في ساحة السوق أمام مبنى البلدية القديم في بون، التي كانت آنذاك عاصمة لجمهورية ألمانيا الاتحادية (الغربية).
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Kleefeldt
"من يأتِي متأخرا تعاقبه الحياة"
في خريف العام ذاته زار غورباتشوف برلين الشرقية، حيث تم الاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيس جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية). استقبل إريش هونيكر الضيف بقبلة "شيوعية" أخوية. ولاحقا، شرح غورباتشوف سياسته في البيريسترويكا (إعادة الهيكلة) للرفاق في الحزب الشيوعي لألمانيا الشرقية ودعا إلى إجراء إصلاحات. وقد قال جملته التي اشتهرت بعد ذلك: "من يأتي متأخراً تعاقبه الحياة".
صورة من: picture-alliance/dpa
مفاوضات في القوقاز
جرت مفاوضات أخرى حول إعادة توحيد ألمانيا في يوليو/ تموز 1990 في جو مريح بمقر الحكومة السوفيتية في شمال القوقاز. بعد ذلك، تم في موسكو في 12 سبتمبر/ أيلول التوقيع على معاهدة اثنين زائد أربعة بشأن الوحدة الألمانية من قبل جمهورية ألمانيا الاتحادية وجمهورية ألمانيا الديمقراطية والقوى الأربع المنتصرة في الحرب العالمية الثانية (الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وبريطانيا العظمى وفرنسا).
صورة من: picture-alliance/dpa
معاهدة "حسن الجوار"
كان غورباتشوف أول رئيس دولة أجنبي يزور ألمانيا بعد إعادة التوحيد. ففي نوفمبر/ تشرين الثاني 1990، تم التوقيع على معاهدة "حسن الجوار والشراكة والتعاون" في بون، وهي أول معاهدة دولية لألمانيا الموحدة. ومن بين أمور أخرى في تلك المعاهدة، وافق الألمان على رعاية الآثار السوفيتية ومقابر الجنود على أراضيهم.
صورة من: picture-alliance/dpa
غوربي وزوجته في برنامج ترفيهي بالتلفزيون الألماني
في نهاية 1991 تفكك الاتحاد السوفياتي ولم يعد ميخائيل غورباتشوف رئيسا. وفي وقت مبكر من عام 1992، بدأت مؤسسة غورباتشوف دراسة تاريخ البيريسترويكا. وخلال هذه المرحلة الجديدة من حياته، سافر غورباتشوف بانتظام إلى ألمانيا. في عام 1996، حلّ غورباتشوف وزوجته ضيفين على المذيع الشهير توماس غوتشالك في البرنامج الترفيهي الأسطوري "هل تراهنني؟" (بالألمانية: ?Wetten das)، بالقناة الألمانية الثانية.
صورة من: Holger Hollemann/dpa/picture-alliance
وفاة رايسا زوجة غورباتشوف في عيادة بألمانيا
نقل غورباتشوف مركز حياته إلى ألمانيا لفترة من الوقت: حتى عام 2017، كانت العائلة تمتلك فيلا على بحيرة "تيغرنزيه" بالقرب من ميونيخ. وتم تصوير غورباتشوف هنا في عام 1999، في سيارة تابعة للسفارة الروسية. لقد كانت لحظة مأساوية في حياته. في 20 سبتمبر/ أيلول 1999، توفيت زوجته رايسا بسبب سرطان الدم في إحدى مستشفيات مدينة مونستر الألمانية.
صورة من: Franz Peter Tschauner/dpa/picture-alliance
المجلس الاستشاري لحكومتي ألمانيا وروسيا
كان ميخائيل غورباتشوف ضيفًا مرحبًا به في فعاليات الذكرى السنوية المتعلقة بسقوط جدار برلين وإعادة توحيد ألمانيا. على سبيل المثال، شارك في المشاورات الحكومية بين ألمانيا وروسيا في مدينة "فيسبادن" في أكتوبر/ تشرين الأول 2007، عندما عقدت المستشارة أنغيلا ميركل اجتماعات مع الرئيس فلاديمير بوتين.
صورة من: Frank May/dpa/picture-alliance
نصب تذكارية وهو على قيد الحياة
في روسيا، لا يزال يُنظر إلى غورباتشوف بانتقاد بسبب دوره في إعادة توحيد شرطي ألمانيا. وعلى العكس منه في ألمانيا، يلقى الرجل توقيرا واحتراما كبيرين. وأقيم نصب غورباتشوف التذكاري هذا في مدينة ديساو في ولاية ساكسونيا أنهالت بشرق ألمانيا في عام 2020، وتم رفع الستار عنه في احتفالية في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، في الذكرى الثلاثين لإعادة توحيد ألمانيا. إعداد: ماكسيم نيليوبين/ ص.ش