1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دراسة: الأتراك أقل اندماجا في ألمانيا رغم التحسن

٢٢ أبريل ٢٠١٠

كشفت دراسة وضعها المكتب الاتحادي للمهاجرين واللاجئين في ألمانيا بطلب من وزارة الداخلية الاتحادية أن الأتراك من أكثر الجاليات الخمس الكبيرة في ألمانيا التي تبقى، رغم التحسّن الحاصل، أقلّ اندماجا في مجتمعها الجديد.

اندماج الأجانب في ألمانيا يختلف من جالية إلى أخرىصورة من: picture-alliance/ dpa

أظهرت دراسة جديدة أجراها المكتب الاتحادي للمهاجرين واللاجئين في ألمانيا بطلب من وزارة الداخلية الاتحادية حول مدى اندماج ملايين المهاجرين واللاجئين في المجتمع الألماني، أن اندماج الأجانب في المجتمع الألماني يختلف من جالية إلى أخرى لأسباب متعدّدة قومية ودينية وثقافية. كما أظهرت الدراسة أن الأتراك، وعددهم أكثر من 2.5 مليون شخص، لا يزالون متأخرين جدا عن الاندماج في ألمانيا مقارنة بأفراد أربع جاليات كبرى أخرى قادمة من بولندا واليونان وإيطاليا ومن دول يوغوسلافيا السابقة.

رغبة متزايدة في الاندماج

في شباط /فبراير الماضي عقدت الجالية اليونانية ندوة بمناسبة مرو 50 سنة على الهجرة إلى ألمانياصورة من: Doryforos e.V.

وأجرى المكتب الاتحادي الدراسة استنادا إلى استطلاع أجراه مع 4500 فرد من الجاليات الخمس الكبرى المذكورة أعلاه التي تشكل 57 في المائة من مجموع الأجانب الذين يقيمون في ألمانيا ويعملون فيها. والهدف الأساس منها تقييم مدى رغبة مهاجري هذه الفئات الخمس في الاندماج في المجتمع الألماني. وبالمقارنة مع الدراسة التي أجريت عام 2001 توصل الباحثون إلى تسجيل تطور هام يتمثل في وجود رغبة متزايدة لدى أفراد العينات المستطلعة للبقاء في وطنهم الجديد ألمانيا بصورة دائمة. وقال 40 في المائة من الأتراك والمهاجرين من يوغوسلافيا السابقة أنهم يفكّرون في التقدم بطلب للحصول على الجنسية الألمانية.

فروقات جدّية بين المهاجرين الأتراك وأربع جاليات كبرى

وتُبيّن الدراسة وجود تمايز كبير بين المجموعات الخمس على المستوى التعليمي. فلدى ثلثي البولنديين على سبيل المثال و60 في المائة من اليونانيين المقيمين في ألمانيا شهادات متوسطة أو عليا، فيما تبلغ النسبة بين الإيطاليين والقادمين من يوغوسلافيا السابقة 44 في المائة وبين الأتراك 41 في المائة. ومن ناحية أخرى أظهرت الدراسة أن 15 في المائة من الأتراك على الأقل يعيشون على المساعدات الاجتماعية مقابل 7.6 في المائة من اليونانيين. وثمة فروقات جدّية أيضا فيما يتعلق بإجادة اللغة الألمانية، إذ أن لدى كل خامس مهاجر تركي قصور في التحدث بالألمانية أو أنه غير قادر على التحدث بها على الإطلاق مقابل واحد فقط من كل 17 إيطاليا أو عشرة بولنديين. ولفتت الدراسة أن 50 في المائة من الأتراك لا يبدون اهتماما بالتواصل كثيرا مع المواطنين الألمان على عكس الإيطاليين الأفضل تحدثا بالألمانية من بين المهاجرين.

الأتراك الأضعف لغويا والأقوى في سوق العمل

ميزة الأتراك دخولهم سوق العمل الألماني أكثر من غيرهم ولو بأجور أقلّ بسبب تدني مستواياتهم التعليميةصورة من: DW/Peter Deselaers

وواضح أن النساء التركيات الأضعف لغويا حيث صرَّحت كل رابعة منهن بأنها إما لا تعرف الألمانية أو تتحدث بها بصورة سيئة جدا. وتكشَّف أن 7 في المائة على الأقل من التركيات هنا أميات، وما يثير الانتباه أن ثلاثة أرباع الأتراك المستطلعين اعترفوا أيضا بأنهم يتحدثون لغتهم الأم بصورة سيئة. وذكر 58 في المائة من مجمل المهاجرين أنهم لا يتحدثون الانكليزية المطلوبة عمليا في مجالات التخصص العالي.

وردا على سؤال عما إذا كان المرء مستعدا للزواج بألمانية أو ألماني أجاب 80 في المائة من الإيطاليين بـ "نعم"، أما الأتراك فحلّوا في آخر اللائحة مع نسبة 55 في المائة. ويبدو الرفض بين الأهل أعلى، خاصة عندما يتعلق الأمر بزواج تركية من رجل ألماني حيث ذكر 47 في المائة منهم أنهم لا يرضون بذلك.

وفي موضوع الاندماج في سوق العمل أظهر الأتراك، نساء ورجالا، تمايزا ملحوظا عن الفئات الأربع الأخرى، إذ أنهم يكدحون بنسبة أكبر من الآخرين، لكن صافي أجورهم أقل من صافي أجور الباقين بنحو 260 يورو شهريا، ويعود السبب غالبا إلى مستواهم التعليم المتدني. وخلصت الدراسة إلى القول بأن التعليم، ومعرفة اللغات، ودخول سوق العمل تعد من أهم العوامل المساعدة على اندماج الأجانب في ألمانيا والتي يتوجّب العمل كثيرا عليها في المستقبل.

مهاجرون أتراك حصّلوا مراكز متقدمة في ألمانيا

وإذا كانت الجالية التركية تحتل المرتبة الأخيرة على لائحة الجاليات الخمس فلا يعني ذلك أن أفراد هذه الجالية لا يتبوءون مراكز سياسية وفنية وثقافية متقدمة في المجتمع الألماني، إذ يوجد عدد من الشخصيات البارزة من أصول تركية كالنائب الاتحادي تشيم أوزدمير الذي انتخب العام الماضي رئيسا لحزب الخضر الألماني، وأيغول أوتسكان التي عُيّنت أخيرا وزيرة للشؤون الاجتماعية في حكومة سكسونيا السفلى (وهي أول شخص ينتمي إلى عائلة مهاجرة يصل إلى مثل هذا المنصب)، وفاتح أكين أحد أهم المخرجين الألمان حاليا، إضافة إلى كاتبات وكتّاب وممثلات وممثلين في السينما ومقدمي برامج في التلفزيون ورجال أعمال معروفين.

الكاتب: كلاوس دهمان/ اسكندر الديك

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW