البطاطا ليست وجبة لذيذة، بل تحتوي على فوائد صحية مذهلة. دراسة حديثة تكشف كيف يمكن أن تحمي القلب وتساهم في إطالة العمر. كيف؟
إعلان
يشتهر المطبخ الألماني وفي دول أخرى بحضور قوي لأطباق متنوعة من البطاطا سواء كانت مسلوقة، مهروسة، مقلية، أو مُحضرة كسلطة. وقد أثبتت دراسة حديثة أن هذه الدرنة ليست فقط لذيذة، بل تتمتع أيضًا بفوائد صحية كبيرة. ومع ذلك، يجب أخذ بعض الأمور بعين الاعتبار من أجل الاستفادة أكثر من البطاطا.
فقد كشفت نتائج دراسة حديثة نشرتها مجلة التغذية التي تصدرها الجمعية الأمريكية للتغذية، أن للبطاطا أن تلعب دورًا محوريًا في تحقيق نظام غذائي صحي. وحسب المشرفين على الدراسة فإن تناول البطاطا بانتظام يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بل ويساهم في إطالة العمر. تتميز البطاطا بمحتواها الغني من المغذيات الضرورية مثل البوتاسيوم، وفيتامين C، والألياف، نقلا عن موقع الصحيفة الإخبارية الألمانية "فرانكفورتر روند شاو".
الدراسة، التي أشرف عليها باحثون في النرويج، قامت بتحليل عادات التغذية لأكثر من 77 ألف شخص بالغ على مدى 33 عامًا ونصف. واستنتجت أن الأشخاص الذين تناولوا كميات أكبر من البطاطا تمتعوا بصحة قلبية أفضل ومتوسط عمر أطول. إذا كنت تخطط لإدخال البطاطس في نظام غذائي صحي، فمن المهم اختيار الأنواع وطرق التحضير المناسبة.
وأكل المشاركون في الدراسة، المنشورة في مجلة التغذية، ما متوسطه 13 حبة بطاطا أسبوعيًا، أي ما يعادل حبتين يوميًا تقريبًا. وكانت النتائج مذهلة: الأشخاص الذين أدخلوا البطاطس بانتظام في نظامهم الغذائي سجلوا معدلات وفيات أقل خلال فترة الدراسة.
قصة الألمان مع البطاطا
04:49
هل تناول البطاطا يوميًا صحي؟
وتنصح جمعية التغذية الألمانية وخبراء التغذية، بتناول الكربوهيدرات يوميا مثل الحبوب، الخبز، الأرز، المعكرونة، أو البطاطا. هذا يعادل حوالي 200 إلى 250 غرامًا أو ثلاث إلى أربع حبات بطاطس متوسطة الحجم. وإذا كنت تفضل البطاطس يوميًا، فلا داعي للقلق، حيث إنها خيار صحي آمن، يضيف موقع الصحيفة الإخبارية الألمانية "فرانكفورتر روند شاو".
انتبه لطريقة الطهي!
في السابق كان السلق الطريقة الأكثر شيوعًا لتحضير البطاطس، وقد أثبتت هذه الطريقة أنها الأكثر صحة. البطاطا المسلوقة تحتفظ بمعظم عناصرها الغذائية. يُنصح بطهي البطاطا مع قشرتها أو باستخدام طريقة التبخير للحفاظ على الفيتامينات والمعادن.
البطاطا غنية بالكربوهيدرات
البطاطس مصدر غني بالكربوهيدرات الجيدة، بفضل احتوائها على كربوهيدرات طويلة السلسلة ومحتوى مائي يصل إلى 80 بالمئة. كما أنها منخفضة السعرات الحرارية مقارنة بالمعكرونة أو الأرز. ومع ذلك، لا ينطبق هذا على البطاطا المقلية أو رقائق البطاطا، التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون.
البطاطا العادية والبطاطا الحلوة
ولمن يطرح السؤال، أيهما أكثر صحة البطاطا العادية أم البطاطا الحلوة؟ الإجابة هي أن كليهما يحتوي على مغذيات مفيدة، لكن البطاطا العادية تتميز بسعرات حرارية أقل وهي أنسب لمن لا يريد الزيادة في وزنه.
عشرة أسباب وراء عشق الألمان للبطاطا
الألمان يحبون البطاطا. هذا ما يُلاحظ ليس بسبب الطرق المتعددة لطهي البطاطا عندهم، وإنما يمكن التعرف على ذلك في اللغة الألمانية أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Reichel
غذاء رئيسي
تحتل البطاطا موقعا هاما على مائدة الألمان، بغض النظر عن طريقة تحضيرها: سواء كحساء أو رقائق مقرمشة أو بطاطا مقلية. وعموما يبلغ معدل تناول البطاطا 67 كيلوغراما سنويا للشخص الواحد، أي 1.3 كيلوغرام أسبوعيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Reichel
دعاية ملكية للبطاطا
يعود أصل البطاطا للجانب البوليفي والبيروفي من جبال الأنديز. وأول وصول للبطاطا إلى ألمانيا كان في عام 1630. ملك بوروسيا فريدرتش الثاني أقنع، بحيلة ذكية، المزارعين في المملكة كي يزرعوا هذه النبتة المجهولة لهم. وذلك بزراعتها في أراضيه وحراستها من قبل جنوده. ولأن كل ممنوع مرغوب صار الجميع يرغب بزراعة تلك النبتة. ونجحت الخطة وانتشرت زراعة البطاطا.
صورة من: picture-alliance/akg
أنواع مختلفة تناسب كل وصفة طبخ
مع وجود أكثر من 5000 نوع للبطاطا، فإنه من المهم العثور على النوع المناسب للوجبة التي تردي تحضيرها. أنواع البطاطا لا يتم تصنيفها بناء على اللون أو الحجم وإنما بحسب التماسك (الكثافة). الأنواع الصلبة وكثيفة البنية تناسب خصوصا سلطة البطاطا والغراتان والبطاطا المقلية. أما الأنواع الرخوة فتناسب وجبات البطاطا المهروسة أو المشوية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hollemann
ضيفة الحفلات الدائمة: سلطة البطاطا
في الحفلات والموائد قد يجلب أكثر من ضيف ذلك الطبق الشهير الحاضر على الموائد دائما: سلطة البطاطا. ولحسن الحظ أن هناك وصفات مختلفة لتحضيرها، حتى لا تكون المائدة المفتوحة مليئة بعدة أطباق من نفس النوع.
صورة من: Fotolia/Printemps
كرات البطاطا - أفضل طبق ثانوي
الوجبات التقليدية الألمانية تعتمد بشكل كبير على حضور تلك الكرات، كطبق ثانوي داعم للطبق الرئيسي المولف من اللحم المشوي. وحتى الكرات لها أنواع مختلفة. الكرات تصنع من البطاطا المهروسة جيدا، ثم يضاف إليها الطحين. ومن يريدها صلبة أكثر يضيف مزيدا من الطحين.
صورة من: Quade/Fotolia
رقائق بطاطا بطعم النقانق
ومن ضمن الـ67 كيلوغراما التي يتناولها الألماني وسطيا كل عام، هناك نصيب للرقائق المقرمشة. ومن أجل تحضير كيلوغرام واحد من هذه الرقائق نحتاج لأربعة كليوغرامات بطاطا. ورغم أن الرقائق هذه ليست اختراعا ألمانيا، إلا أن هناك الآن أنواع من الرقائق بنكهات ألمانية خالصة، مثل: رقائق بطاطا بطعم النقانق.
صورة من: etiennevoss - Fotolia
معشوقة الجماهير: شرائح البطاطا المقلية
يمكن مشاهدتها في كل مكان في ألمانيا، وخاصة في أماكن التجمعات: على مداخل ملاعب كرة القدم أو في الأعياد المحلية. يستهلك الألمان سنويا 300 ألف طن من شرائح البطاطا المقلية. أما من اخترعها، فعلى الأغلب هم البلجيكيون الذين يعتبرونها وجبتهم الوطنية الأشهر.
صورة من: picture-alliance/dpa/G.Breloer
وحتى مع القشرة تكون لذيذة
أسهل طريقة للتحضير: تناول البطاطا مع القشرة. ومع ذلك تكون جيدة ولذيذة. ويمكن أن تكون طبقا رئيسيا وليس مجرد طبق جانبي.
صورة من: picture-alliance/Lars Halbauer
رقيقة ودسمة لمتعة كبيرة
خصوصا في أسواق عيد الميلاد التي تقام أواخر الخريف من كل عام، تداعبك أنف الزوار رائحة المعجنات المحضرة من البطاطا، التي يحبذها الكبار والصغار. ويمكن تناولها كحلوى مع مربى التفاح، أو كوجبة خفيفة مالحة مع سمك السلمون. ولكن يجب الحذر لكونها تقدم ساخنة جدا ودسمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Thieme
أمثال ألمانية مع البطاطا
"أغبى المزارعين يقطفون أسمن حبات البطاطا"، مثل ألماني يقال لمن يحقق مكسبا كبيرا رغم عدم بذله أي مجهود. وهناك مثل يقال عندما يتخلى شخص عن شخص آخر، يقولون "تركه يسقط مثل حبة بطاطا ساخنة". لذلك فإن البطاطا تحتل مكانا ثابتا ليس على الموائد الألمانية فقط، وإنما في اللغتة أيضا.