التكسير الهيدروليكي يعد من التقنيات المستخدمة في عمليات التنقيب عن النفط والغاز وهي تقنية تثير الجدل حول تأثيرها على مياه الشرب. دراسة أمريكية حديثة أشارت إلى الأثر المحدود لهذه العملية على المياه.
إعلان
نقلت مصادر عن تقرير للوكالة الأمريكية لحماية البيئة في دراسة نشرت مؤخرا أن أنشطة التكسير الهيدروليكي لم تؤد إلى تلوث منظم واسع النطاق لمياه الشرب. وقالت المصادر التي أطلعت على التقرير الذي استغرق إعداده خمس سنوات إن جزءا من مياه الشرب كان معرضا للآثار السلبية لأنشطة التكسير الهيدروليكي كما كانت هناك مصادر شحيحة للمياه لكن كان تأثير هذه الأنشطة محدودا بصورة إجمالية.
عملية التكسير الهيدروليكي تتمثل في ضخ كميات هائلة من السوائل والمواد الكيماوية في التكوينات الصخرية تحت ضغط عال لإحداث شقوق لتسهيل عمليات التنقيب عن النفط والغاز. هذه التقنية لطالما تعرضت لانتقادات كثيرة حيث من الممكن أن تتسرب المواد المستخدمة في هذه التقنية إلى المياه الجوفية ما يؤدي إلى تلوثها.
150 عاما على تأسيس بي.أي.أس.أف - عملاق الصناعات الكيميائية
تأسيس أعقبه هدم ثم إعادة بناء – تاريخ شركة بي.أي.أس.أف (BASF) الألمانية للصناعات الكميائية مليء بالأحداث، كما تتخلله فترات قاتمة. العملاق الألماني والأكبر عالميا ركز على المستقبل وعلى إيجاد حلول لعدة قضايا آنية.
صورة من: BASF SE
في قطاع الصناعات الكميائية تتصدر شركة بي.أي.أس.أف (BASF) الألمانية ترتيب الشركات على الصعيد العالمي من حيث أرباحها وحصتها في السوق، حيث بلغت قيمة معاملاتها العام الماضي 74,3 مليار يورو. كما توفر الشركة الألمانية فرص عمل لـ113 ألف شخص موزعين على 80 دولة.
صورة من: picture alliance/Fotoagentur Kunz
تم تأسيس الشركة في السادس من أبريل/نيسان عام 1985 على يد رجل الأعمال الألماني فريدريش إنغيلهورن. وفي البداية تركز نشاط الشركة على تزويد مدينة مانهايم، الواقعة جنوبي المانيا، بغاز الفحم.
صورة من: BASF SE
ثم بدأت الشركة في تنويع منتجاتها من خلال إنتاج مواد للتلوين وكذلك منتجات كيميائية أخرى لإنتاج ألوان القطران ومادة الأنيلين التي تستخدم لاستخراج اللون الأزرق الداكن.
صورة من: BASF SE
بعدها وفي بداية القرن العشرين أصبحت الشركة الألمانية وبفض أبحاث عالمي الكيمياء فريتس هابر وكارل بوش تنتج مادة الأمونياك صناعيا. هذه المادة مهمة لإنتاج السماد ولكن المفتجرات أيضا. وهكذا أنتجت بي.أي.أس.أف خلال الحرب العالمية الأولى المتفجرات والغازات السامة لاستخدامها في القتال.
صورة من: picture-alliance/dpa/Philipp Schulze
بيد أن تاريخ الشركة العريق تخلله فترة حالكة خلال فترة صعود النازيين في ألمانيا إلى الحكم، حيث كان يعمل لدى الشركة سجناء من مراكز الاعتقال النازية. ويظهر في الصورة معتقل في منطقة آوسشفيتس-مونوفيتس في بولندا. هنا كان يتم إنتاج غاز زيكلون بي، المخصص في الواقع للفتك بالحشرات، بيد أن النازيين استخدموه لقتل الملايين من الناس.
صورة من: picture-alliance/dpa
وفي مارس/آذار عام 1945 احتلت قوات التحالف مقر الشركة في مدينة لودفيغسهافن الألمانية والذي كان تعرض للتدمير تقريبا كليا تحت وابل القنابل التي ألقتها طائرات قوات التحالف. وقد صادرت قوات الاحتلال لألمانيا آنذاك ثروات الشركة.
صورة من: picture-alliance/dpa
وفي عام 1952 تفرعت الشركة الأم إلى 11 شركة أخرى، من بينها الشركة التي تعرف اليوم باسم بي.أي.أس.أف. وخلال السنوات التالية ركزت الشركة على إنتاج لدائن البلاستيك. وبمرور الأعوام قامت الشركة بتوسيع إنتاجها وبفتح مصانع جديدة في شتى أنحاء العالم.
صورة من: dapd
اليوم تتميز منتجات شركة بي.أي.أس.أف بالتنوع والتعدد، فإلى جانب صناعة الألوان ومواد الطلاء، يتم إنتاج عدة مواد صناعية أخرى إلى جانب الأدوية أيضا. وفي عام 2014 خصصت الشركة نحو مليار و800 مليون يورو لمشاريع البحث العلمي.
صورة من: BASF SE
بيد أن جزءا كبيرا من أرباح الشركة الألمانية تدره صناعة المواد الكيمائية التي تستخدم في قطاع البناء وصناعة الأدوية وصناعة السيارات والنسيج.
صورة من: BASF SE
ولزيادة المحاصل الزراعية، يقوم عدد من موظفي شركة بي.أي.أس.أف بعدة تجارب على نباتات مغيرة جينيا، مثلما هو الحال على نباتات السلجم (في الصورة) الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا 3.
صورة من: BASF SE
كما تقوم شركة بي.أي.أس.أف باستخراج النفط والغاز في أوروبا وأمريكا الشمالية وشمال إفريقيا وروسيا وجنوب أمريكا وكذلك في الشرق الأوسط. كما تقوم مع شريكها الروسي غاز بروم في أوروبا بنقل وتخزين الغاز الطبيعي، حيث تمتلك الشركة الألمانية نصف أكبر خزانات الغاز الطبيعي في أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Jaspersen
من الأمور غير المعروفة لدى الرأي العام أن بي.أي.أس.أف ليست فقط أكبر شركة للصناعات الكيميائية بل إنها أكبر تاجر للخمور في ألمانيا. ففي عام 2013 قامت الشركة ببيع 900 ألف قارورة خمر.
صورة من: picture-alliance/dpa
12 صورة1 | 12
وقد قامت ألمانيا في الشهور السابقة بالتوقيع على مسودة قانون تحظر فعليا تقنية التكسير الهيدروليكي. كما أشارت تقديرات سابقة في صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة إلى أن التكسير الهيدروليكي يستخدم نحو 100 مليون جالون من المياه في كاليفورنيا في العام. ويلزم قانون تم التصديق عليه العام الماضي منتجي النفط الإبلاغ عن مصادر المياه المستخدمة في استخراج النفط والغاز فضلا عن توضيح مآل هذه المياه.
وتثير تقنية التكسير غضب المنظمات البيئية في مختلف أنحاء العالم لكن مجتمع الأعمال يرى أن تكسير الصخور لاستخراج الغاز وسيلة لتقليل اعتماد أوروبا الغربية على وارداتها من الغاز الروسي.