قالت جماعة أمريكية معنية برصد معاداة السامية إن عددا متزايدا من الأوروبيين "يعتقدون أن اليهود أكثر ولاء لإسرائيل من أوطانهم وأن لهم تأثيرا كبيرا على الاقتصاد العالمي." وقال أبراهام فوكسمان، مدير رابطة مناهضة تشويه السمعة التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، للصحفيين إن عددا كبيرا من الأوروبيين "لايزال يتبنى مواقف معادية لليهود ويتمسك بالشائعات التقليدية ونظريات المؤامرة المعادية للسامية." كما أضاف أن هذه المواقف "تساعد على إضفاء صبغة الشرعية على معاداة السامية بما في ذلك العنف ضد اليهود."

"اليهود أكثر ولاء لإسرائيل"

وفي الإطار نفسه أظهرت دراسة مسحية أجرتها الرابطة في فرنسا وأسبانيا وألمانيا وبولندا وإيطاليا في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان أن الآراء السلبية الشائعة بشأن اليهود زادت في هذه الدول منذ 2005. كما قامت الدراسة بقياس الردود على اقوال وفرضيات على غرار أن اليهود أكثر ولاء لإسرائيل من بلادهم وأنهم يملكون نفوذا هائلا في عالم الأعمال والأسواق المالية وأنهم يتحدثون بشكل مفرط عن محارق النازية. وفي جميع الدول التي شملتها الدراسة، باستثناء إيطاليا، رصد الاستطلاع ارتفاعا ملحوظا في نسبة الأوروبيين الذين يشعرون بأن اليهود يدينون بالولاء لإسرائيل أكثر من بلدانهم مقارنة مع دراسة مسحية أجريت في عام 2005.

وفي بولندا وأسبانيا، عبر 60 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع عن هذا الشعور مقارنة بخمسين في المائة قبل عامين. وبلغت النسبة 51 في المائة في ألمانيا و48 في المائة في إيطاليا و39 في المائة في فرنسا. ووصف فوكسمان مزاعم الولاء المزدوج بأنها "شائعة تقليدية" ومن الشائعات المعادية للسامية وأحد المعتقدات في أيديولوجية هتلر بأن "اليهود باعوا ألمانيا من أجل مصالحهم الشخصية."

العداء للسامية وصراع الشرق الأوسط

وذكر شخص من كل أربعة في عينة مؤلفة من 2700 شخص شاركوا في الاستطلاع أن مواقفهم تجاه اليهود "تتأثر بالأحداث في الشرق الأوسط." ومن بين هؤلاء قال 52 في المائة إنهم "يحتقرون اليهود نتيجة لذلك." وأشار فوكسمان إلى ما وصفه بنشوء علاقة مهمة بين معاداة السامية والمشاعر أو الانتقادات المعادية لإسرائيل. لكنه قال إن من السابق لأوانه إجراء أي مقارنات مباشرة من الدراسة.

ولم تتطرق الدراسة إلى أعمال العنف التي تكون معاداة السامية دافعها في أوروبا. وكانت جامعة تل أبيب قد ذكرت في تقرير نشر في أبريل/ نيسان أن عدد الهجمات ضد اليهود تضاعفت في جميع أنحاء العالم العام الماضي مقارنة بعام 2005.