هناك من يلجأ للقرفة في معالجة بعض الأمراض منذ آلاف السنين، ويكشف الطب الحديث كل فترة عن فوائد جديدة لها. في دراسة حديثة ظهرت فائدة القرفة في الوقاية من مرض السكري.
بحسب موقع هيلثلاين (Healthline) هناك نوعان من القرفة، النوع الشائع والمسمى ب"قرفة كاسيا"، والنوع "الحقيقي" أو الأصلي والمسمى بـ"قرفة سيلون".ويعتبر العلماء المكون الرئيسي للقرفة والمسؤول عن إعطائها رائحتها ومذاقها، وهو "سينمالدهيد"، هو المكون الذي يعطي القرفة فوائدها الصحية.
نتائج إيجابية
كان فريق العلماء الأمريكي أجرى اختبارات على 51 شخصاً مصاباً بمرض السكري في مراحله الأولى، حيث قاموا بإعطاء مجموعة منهم مستحضراً يحتوي على القرفة، بينما حصلت المجموعة الثانية على علاج وهمي أو "بلاسيبو".
وبحسب موقع فيت فور فان (Fit For Fun)، قام العلماء بمتابعة حالة المشاركين على مدار 12 أسبوعاً، وكانت المفاجأة في النتائج التي نشرت في دورية "The Journal of Endocrine Society" العلمية، والتي أظهرت أن المجموعة التي حصلت على مستحضر القرفة انخفض لديها خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
كما أدى تناولهم للقرفة إلى تنظيم نسبة السكر في الدم وإلى قدرة الجسم على التعامل بشكل أفضل مع النشويات أو "الكربوهيدرات".
خطوة في الإتجاه الصحيح
ونقلت سي إن إن (CNN) عن غيوليو روميو، وهو رئيس فريق العلماء القائم على الدراسة والطبيب بمعهد جوزلين، قوله: "نحن نبحث عن حلول آمنة وموفرة وطويلة المدى لتقليل خطر تطور مقدمات مرض السكري إلى مرض السكري من النوع الثاني."
وأضاف روميو:"أظهرت دراستنا على مدار 12 أسبوعاً فائدة إضافة القرفة إلى النظام الغذائي وأثرها على تثبيت نسبة السكر في الدم لدى المشاركين الذين لديهم مقدمات مرض السكري. وستكون هذه النتائج بداية لدراسات أكبر وأوفى عن قدرة القرفة على تخفيض خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني على المدى الطويل."
يذكر أن القرفة لها فوائد صحية متعددة أخرى، فبحسب موقع هيلث لاين تحتوي القرفة على مضادات تأكسد تحمي الجسم من الالتهابات، كما أظهرت عدة الدراسات فائدة القرفة في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب.
س.ح/ع.ش
"أُمِّ قِرْفَةَ".. ضحية لوصفات الطب التقليدي والعجز الجنسي
على الرغم من أن حراشفه المتقرنة تحميه من أعدائه في الطبيعة، إلا أنها تجذب إليه الصيادين من البشر، الذين يتاجرون بحيوان "أُمِّ قِرْفَةَ" أو "آكل النمل الحرشفي"، بشكل جعله مهدداً بالانقراض.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Firdia Lisnawati
"أمْنَعُ مِنْ أُمِّ قِرْفَةَ"
حراشفه جعلته مضرباً للأمثال، حتى أن العرب قالوا قديماً: "أمْنَعُ مِنْ أُمِّ قِرْفَةَ" للدلالة على حسن التحصن والقوة. لكن يبدو أن الحراشف الحامية لأم قِرْفَةَ، المسمى أيضاً بـ "آكل النمل الحرشفي"، لم تمنع الإفراط في صيده لدرجة أنه بات على وشك على الانقراض. وتوجد 8 أنواع من هذا الحيوان في العالم، وهو من الثدييات. تعيش أربعة منها في جنوب إفريقيا، والأربعة الأخرى في آسيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Lalit
الضحية الأولى
يؤكد خبراء البيئة وحماية الحيوان أن "أُمِّ قِرْفَةَ"، المسمى أيضاً بـ "آكل النمل الحرشفي"، تأتي على رأس قائمة الحيوانات التي تتم المتاجرة بها بشكل غير قانوني. ويوضحون أنه في العقد الماضي وحده تم اصطياد أكثر من مليون حيوان منه وبيعه بشكل غير قانوني.
صورة من: picture-alliance/Zuma/I. Damanik
حظر دولي
برغم حظر دولي للمتاجرة بأُمِّ قِرْفَةَ لكن واقع هذا الحيوان مرير للغاية، إذ تكتشف منظمة حماية البيئة WWF سنوياً نحو 200 ألف حيوان خلال التهريب، لكن العدد الحقيقي للحيوانات المُهربَة يبقى غير معروف. في 2017 ضُبط في أسواق إندونيسيا السوداء وحدها عدد هائل من حيوانات أُمِّ قِرْفَةَ مُعدة للتهريب بقيمة 1.5 مليون دولار أمريكي.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Elkareem
علاجات تقليدية
ما يجذب الصيادون إليه حراشفه التي تدخل في وصفات علاجية تقليدية في آسيا وإفريقيا، إذ يعتقد السكان هناك أنها تساعد غي معالجة الحمى ولها تأثير مطهر، وتدر الحليب من الأمهات الشابات، إضافة رفع القدرة الجنسية. لكن الحقيقة العلمية تقول إن هذه الحراشف تشبه تماماً الأظافر البشرية، فكلاهما مكون من الكيراتين.
صورة من: Getty Images/AFP/Wahyudi
وجبة شهية!
وليست الحراشف وحدها ما تجعله ضحية الصيد الجائر، فرغم اختلاف العادات الغذائية بين سكان دول غرب إفريقيا والصين وبعض دول جنوب شرق آسيا، إلا أن الكثير منهم يجدون في لحم هذا الحيوان المهدد بالانقراض وجبة شهية!
صورة من: picture-alliance/dpa/Traffic
تجارة دولية
مؤخراً تمكنت السلطات الماليزية من مصادرة نحو 30 طناً من لحوم هذا الحيوان وحراشفه. واكتشف المحققون قرابة 1800 صندوق تحتوي لحم أُمِّ قِرْفَةَ المجمد، و61 حيواناً حياً. وفي فيتنام (كما يظهر في الصورة)، وهونغ كونغ وأوغندا تم خلال الأسابيع الماضية اكتشاف 10 أطنان من اللحوم المهربة.
صورة من: picture-alliance/Save Vietnam’s Wildlife
حماية غير كافية
وعند شعور هذا الحيوان بالخطر فإنه يلتف على نفسه مبرزاً حراشفه بحافاتها الحادة إلى الخارج في استراتيجية دفاعية مثالية أمام الحيوانات المفترسة. لكن الاستراتيجية تجعل من أم قرفة صيداً سهلاً للصيادين من البشر الذي يمسكون بها دون أدنى مشكلة أو مطاردة.
صورة من: picture-alliance/imagebroker/N. Dennis
حركية محدودة
وتعيش أُمِّ قِرْفَةَ على الأرض أو أغصان الأشجار وتنشط ليلاً. وغالباً ما تتنقل على الأرض بتثاقل رافعة أطرافها الأمامية مثل الكنغر وتستخدمها للارتكاز والتوازن. وتختلف القائمتان الأماميتان لهذا الحيوان عن بقية الثدييات بسبب الحراشف.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
قدرة فائقة
يقتات هذا النوع من الحيوانات في المقام الأول على النمل والأَرَضَة، ويحدد مكان فريسته من خلال حاستي الشم والسمع الفائقتين. ومن أجل الوصول إلى مستعمراتها فإنه يستخدم مخالبه وبوزه الذي يشبه الأنبوب وفكه الخالي من الأسنان، ولسانه اللزج البالغ طوله نحو 70 سم.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Rahman
أشهر طويلة من الرعاية
لا تعيش أُمِّ قِرْفَةَ في مجموعات بل هي حيوانات منفردة ولا تلتقي إلا في وقت التزاوج. وتنجب الأنثى بعد 140 يوماً من التلقيح. وتُولد الصغار بحراشفها لكنها تكون لينة عن الولادة وتتصلب بعد أيام قليلة. وتتشبث الصغار على ذيل الأم التي تتولى رعاية صغيرها لأشهر طويلة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Firdia Lisnawati
نحو ضوابط صارمة
قبل نحو عامين أُدرجت جميع الأنواع الثمانية لحيوان أُمِّ قِرْفَةَ في "أعلى مستوى حماية" على قائمة منظمة حماية الأنواع CIT في واشنطن. ومنذ ذلك الحين تم حظر التجارة الدولية بهذا الحيوان. لكن هذا الإجراء لم يغير من الواقع المرير لهذا الحيوان، فالطلب عليه لا يتوقف والتجارة مربحة للغاية. وقد يمكن حمايته بالعقوبات الجنائية وبث الوعي العام لحمايته من الانقراض. ألكسندر فرويند/ ع.غ