في الوقت الذي يسعى فيه خبراء الصحة إلى اكتشاف حلول فعالة تقضي على القلق أو تُقلل منه، توصلت دراسة حديثة إلى أن هذا المرض يُمكن أن يساعد في تحسين الذاكرة البشرية. فكيف فسرت الدراسة هذه النتيجة "المفاجئة" نوعا ما؟
صورة من الأرشيف.صورة من: Fotolia/bernd.walter
إعلان
لطالما حاول خبراء الصحة البحث عن حلول ناجعة للقضاء على القلق. وتشير منظمة الصحة العالمية أن ملايين الناس تُعاني من هذا المرض، حيث يفشل الكثير من الناس في التعامل مع ضغوطات الحياة المتنامية، بالإضافة إلى خوف البعض المستمر مما يحمله المستقبل.
بيد أن هذه الصورة السلبية عن القلق، قد تحمل في طياتها أيضا جانبا إيجابيا يُمكن أن يُساعد في تحسين بعض وظائف الجسم والحصول على نتائج إيجابية. وفي هذا الشأن، ذكر موقع "نويروساينس" العلمي المتخصص أن علماء من جامعة "واترلو" الكندية توصلوا إلى أن القلق المُعتدل قد يساعد على تحسين ذاكرة الناس.
وأوضحت الدراسة الحديثة أن مستويات يمكن التحكم فيها من القلق، قد ساعدت أشخاصا شملتهم الدراسة في تذكر تفاصيل الأحداث، بيد أن نفس دراسة تؤكد أن ارتفاع مستوى القلق يؤدي إلى (تلوين الذكريات) وهي ربط أحداث عادية يمر بها يوميا بسياق سلبي، وبالتالي نتائج عكسية.
وفي نفس السياق، قال الأستاذ، ميرا فرنانديز، وأحد المشاركين في الدراسة "يجب على الأشخاص الذين يعانون من شدة القلق أن يكون حذرين"، وأضاف الأستاذ في قسم علم النفس بجامعة واترلو: "نوعا ما هناك مستوى (معتدل) من القلق من شأنه أن يفيد الذاكرة" وأردف "لكنا نعرف من خلال أبحاث أخرى أن مستويات عالية من القلق يمكن أن تؤثر على ذكريات وأداء الناس".
وأوضح موقع "بيزنيس إنسايدر" أن النتائج اعتمدت على دراسة شملت أكثر من 80 طالبا من جامعة واترلو الكندية، وأضاف الموقع أن المشاركين تم تقسيمهم عشوائيا إلى مجموعتين، إذ طُلب من احدهما الترميز العميق والأخرى الترميز السطحي، كما تم عرض 72 كلمة مصحوبة بصور ذات معان إيجابية وسلبية ومحايدة على المشاركين.
ويشير الموقع الألماني إلى أن الترميز السطحي هو معالجة الأصوات وبُنية اللغة، بينما الترميز العميق يرتبط بمعالجة سماع كلمة ما واستجلاء معناها. ولاحظ العلماء أن القلق المعتدل ساعد المشاركين على حفظ الأشياء والحصول على مزيد من التفاصيل. وقال الدكتور كريستوف لي، وهو من المشاركين في الدراسة "عن طريق التفكير في أحداث عاطفية أو سلبية قد تجعلك عقليتك سلبية وتغير الطريقة التي تُدرك بها البيئة المحيطة بك".
ر.م/ع.خ
أفضل النصائح للتخلص من القلق والتوتر
من يعاني من القلق المستمر ترتفع عنده نسبة الإصابة بعدة أمراض خطيرة، كالكآبة وأمراض القلب والنوبات القلبية. لكن الحلول لمواجهة القلق بسيطة جدا ولا تحتاج في الغالب إلى معالجة طبية، فتعرف عليها في صور.
صورة من: Fotolia
ممارسة الرياضة الخفيفة وبصورة مستمرة هي أفضل طريقة لمحاربة القلق وتأثيراته السلبية. وأفضل رياضة لذلك هي الركض وركوب الدراجة الهوائية لأنها تساعد على تقويض هرمونات القلق وتنشط الدورة الدموية وعمل القلب. وأثبتت دراسات علمية حديثة أنه حتى الناس الذين يعانون من التعب يشعرون بالراحة عند ممارسة رياضة خفيفة. فيما لا يُنصح بممارسة رياضات صعبة أو رياضات الدفاع عن النفس كونها تحفز التوتر والقلق.
صورة من: Colourbox/PetraD
هنالك عدة طرق للاسترخاء التي اُثبت نجاحها علميا في محاربة التوتر، مثل "تدريب التحفيز الذاتي" الذي يتضمن ممارسة جلسات استرخاء يومية تستمر نحو 15 دقيقة بوضعيات معينة، على سبيل المثال الاستلقاء أو التأمل جالسا. وكذلك عملية "استرخاء العضلات التدريجي"، وفيها يقوم الشخص بتحفيز عضلات معينة على الاسترخاء. كذلك رياضة اليوغا والتأمل لها تأثيرات إيجابية على مقاومة التوتر في الجسم.
صورة من: Colourbox/Pressmaster
زيارة أماكن هادئة للراحة النفسية مفيدة جدا لوقف التوتر، إذ تبدأ أعصاب الجسم بالاسترخاء وتخلد الأحاسيس والعقل إلى الراحة وتتجهز لإعادة النشاط. ويمكن للمرء البحث عن مكان هادئ في منزله ليبقى فيه 15 إلى 20 دقيقة ويكررها عدة مرات في اليوم ليهرب من الضوضاء أو من زحمة الحياة. ويمكن الذهاب أيضا إلى المكاتب العامة أو المتاحف أو أماكن العبادة طلبا للراحة النفسية.
صورة من: Colourbox/A. Mijatovic
علماء من هولندا اكتشفوا أن اللون الأخضر يساعد الجسم على الاسترخاء ويبعث الراحة في القلوب. والناس اللذين يملكون حديقة في منزلهم أو يسكنون قرب حديقة عامة هم في الغالب، حسب الإحصائيات العلمية، يتمتعون بصحة نفسية أكبر من غيرهم. لذلك حاول أن تذهب إلى المناطق الخضراء أو الحدائق واستمتع هناك بوقتك واستمع إلى تغريد الطيور بعيدا عن الضوضاء.
صورة من: Colourbox
حاول تنظيم نشاطات ضد التوتر والقلق، مثل الركض أو القيام برحلات استرخاء واجعلها في مقدمة أولوياتك للعمل. وحاول الاستراحة والاستمتاع بأوقات الراحة وعدم وضع برامج عمل أو مواعيد هامة فيها، لأن أوقات الراحة مهمة للجسم لإعادة نشاطه وتساهم في تقليل التوتر.
صورة من: Colourbox
الجسم والعقل يحتاجان إلى راحة وبصورة مستمرة. ومن يجلس طوال اليوم أمام مكتب العمل أو أمام الكمبيوتر ترتفع عنده هرمونات التوتر في الدم بصورة عالية، فلذلك يفضل أخذ أوقات راحة قصيرة والمشي لفترات قصيرة في الهواء الطلق للتخلص من التوتر.
صورة من: Colourbox
النصيحة الأخيرة هي النوم الكافي. كل إنسان يحتاج إلى راحة جسدية وقسطا وافيا من النوم. ويمكن لأعضاء الجسم مقاومة هرمونات التوتر بكفاءة عالية عند النوم الكافي. وينصح بالنوم في فراش مريح في مكان هادئ ومُهوى جيدا لمساعدة الجسم على التنفس الصحيح.