فيما يرى البعض من الناس أن شرب القهوة رمز وتقليد لا يمكن الاستغناء عنه، يرى آخرون أن هذا الارتباط بهذا المشروب العالمي عادة سيئة، لكن دراسة حديثة بينت أن شرب القهوة يمكنه أن يقي من عواقب أضرار النوبة القلبية.
إعلان
يستحيل بالنسبة للكثيرين بداية يومهم بدون فنجان قهوة لما لمادة الكافيين الموجود في هذا المشروب من تأثير محفز على أجسامهم. وعُرف مشاهير كثر بحبهم للقهوة مثل الموسيقار الألماني الكبير بيتهوفن الذي كان يعتبر فنجان القهوة شيئا مقدسا بالنسبة له. وكان يُعد فنجانه اليومي من القهوة بستين حبة بالضبط. وكتب المؤلف الموسيقي الشهير يوهان سيباستيان باخ رسالة حب لمشروبه المفضل من خلال مقطوعته "كنتاتة القهوة". ومن المفترض أن المؤلف الفرنسي أونوريه دو بلزاك كان يحتسي ما يصل إلى 50 فنجانا من القهوة في اليوم.
وفيما يرى البعض من الناس أن شرب القهوة يبث فيهم الحيوية والنشاط يرى البعض الآخر أنه من الضروري الاستغناء على هذا المشروب والإقلاع عن احتسائه لأضراره الصحية. لكن على ما يبدو، فإن أن شرب القهوة له تأثير إيجابي على حياتنا وصحتنا، فقد اكتشف الباحثون الآن أن استهلاك فنجان واحد أو فنجانين من القهوة يوميا يمكن أن يحمي من عواقب نوبة قلبية مميتة كما جاء في الموقع الألماني الذي يٌعنى بالصحة "هايل براكسيس".
وتوصل علماء في جامعة يورك البريطانية إلى أن الأشخاص الذين يشربون القهوة هم في أحسن حال من غيرهم عند إصابتهم بنوبة قلبية، لأن استهلاك القهوة يحميهم من عواقب أضرار النوبة القلبية ويقلل من خطر إصابة القلب بأي ضرر سابق نتيجة هذه النوبة القلبية. وينصح العلماء الأمريكيين في دراستهم، التي نشرت في مجلة „Coronary Artery Disease“ وذكرها موقع "هايل براكسيس"، باحتساء كوب أو كوبين من القهوة يوميا لأن ذلك يقلل من أضرار النوبة قلبية بنسبة عشرين في المائة.
القهوة: رحلة "الذهب الأسود" من أثيوبيا للعالم
القهوة التركية أو الكابتشينو..تختلف أشكال وطرق إعداد القهوة في العالم، لكن أصل جميع هذه المشروبات واحد وهو أمر يجهله الكثيرون. في هذه الجولة المصورة نتابع رحلة حبوب القهوة التي تبدأ من جنوب أثيوبيا.
صورة من: DW/J. Jeffrey
لا يستطيع ملايين الناس في مختلف دول العالم التخلي عن فنجان القهوة الصباحي. لكن الكثيرين لا يعرفون مصدر فنجان القهوة الذي تبدأ رحلته من أثيوبيا. وتأتي القهوة في المركز الثاني على قائمة صادرات الدولة الواقعة في شرق أفريقيا. وتتم تعبئة الحبوب الطازجة في أكياس يتسع كل واحد منها لـ 60 كيلوغراماً ليتم توزيعها لمختلف الدول.
صورة من: DW/J. Jeffrey
بونغا هي منطقة منسية في جنوب غرب أثيوبيا رغم أهميتها لصناعة القهوة في العالم. تقع بونغا في قلب الغابات وتنتشر شجيرات القهوة في كل بقعة من بقاعها. كما أنها من أهم مناطق إنتاج العسل أيضاً.
صورة من: DW/J. Jeffrey
يرجع اكتشاف القهوة في بونغا للقرن السادس. وتقول الأساطير إن أحد رعاة الغنم لاحظ حالة النشاط المفرط التي سيطرت على أغنامه بعد تناولهم لحبوب غريبة عليه، وهي حبوب القهوة. وبدافع الفضول، تناول هذا الراعي نفس الحبوب ليعيش نفس حالة النشاط.
صورة من: DW/J. Jeffrey
تعتبر أثيوبيا اليوم أكبر منتج للقهوة في أفريقيا. وينتج صغار المزارعين الجزء الأكبر من إجمالي إنتاج البلاد للقهوة، المعروفة بـ"الذهب الأسود". ويعيش نحو 15 مليون شخص في أثيوبيا على زراعة حبوب البن. صدرت أثيوبيا الموسم الماضي ما قيمته نحو 900 مليون دولار من حبوب القهوة.
صورة من: DW/J. Jeffrey
يختلف مذاق القهوة بحسب مكان زراعة حبوبها. هنا توفر المزارع المحيطة ببونغا أفضل ظروف لزراعة حبوب القهوة، على ارتفاع يتراوح بين 900 و1800 متر فوق سطح البحر. وتساهم أوراق الأشجار المحيطة بحبوب البن في نمو الحبوب ببطء، ما يزيد من تركيز طعمها.
صورة من: DW/J. Jeffrey
تجتذب هذه الغابات النحل، ما يزيد من إنتاج العسل بكافة ألوانه في تلك المنطقة. ويستخدم هذا العسل في إنتاج "نبيذ العسل" الذي تشتهر به أثيوبيا.
صورة من: DW/J. Jeffrey
يقول أحد مربي النحل: "لا أفكر أبداً في الانتقال من هنا والعيش في المدينة والتخلي عن كل هذا"، مشيراً إلى الغابات المحيطة بقريته، ومضيفاً أن هذه المنطقة تجمع كل ما يحتاجه الإنسان.
صورة من: DW/J. Jeffrey
يتميز أهل بونغا بالطبع بطريقتهم ومراسمهم الخاصة في إعداد القهوة، إذ يتم تحميص حبوب البن على الفحم الساخن ثم طحنها في أوعية خشبية، وأخيراً يتم طهيها في أوان خاصة. وتعرف هذه القهوة في أثيوبيا باسم "بونا".
صورة من: DW/J. Jeffrey
8 صورة1 | 8
كما ذكر الباحثون في دراستهم أنه ليس من الواضح حتى الآن تماما لماذا تحمي القهوة قلوبنا، ولكنهم توصلوا في أبحاثهم إلى أن حبوب القهوة تحتوي بالإضافة إلى الكافيين على مجموعة من المكونات يمكن أن تكون مفيدة لأجسامنا وتؤدي إلى تقليل تراكم الترسبات الدهنية فيها. وأضاف العلماء أن استهلاك القهوة بشكل غير مبالغ فيه له فوائد عديدة منها التقليل من بعض الأمراض مثل السكري من النوع الثاني ومرض باركينسون وبعض أمراض الكبد، بالإضافة إلى تحسين مستوى الكوليسترول فى الدم لاحتوائه على مواد مضادة للأكسدة.