دراسة: النساء أقل أنانية من الرجال والسبب في الدماغ!
١٧ أكتوبر ٢٠١٧
أثبتت دراسة حديثة أن الرجال أكثر أنانية مقارنة مع النساء. وأرجعت الدراسة سبب سخاء النساء وشح الرجال إلى وجود اختلافات في دماغ النساء والرجال. فأين يكمن السر في ذلك؟
إعلان
كشفت دراسة حديثة أن النساء أقل أنانية من الرجال ويقتسمن ما لديهنمع الآخرين أكثر من الرجال. وربطت الدراسة الاختلاف بين النساء والرجال بالدماغ. وحسب الدراسة التي قام بها باحثون سويسريون بجامعة زيوريخ فإن النواة المتكئة وهي منطقة بالمخ المسؤولة عن المكافآت بالدماغ البشري، أكثر نشاطاً عند النساء.
وأثناء الدراسة قام الباحثون بتعطيل نشاط النواة المتكئة باستخدام أدوية، وكانت النتيجة تصرف النساء بشكل أكثر أنانية في الاختبارات السلوكية بينما أصبح الرجال أكثر سخاء. ويفترض العلماء أن الاختلاف في السلوكيات بين الرجال والنساء له علاقة بالتربية داخل المجتمع وأنه سلوك مكتسب، نقلاً عن الموقع الإخباري الألماني "بريلنر كوريير".
وأجرى البروفيسور الكسندر سوتشيك مع فريق عمله أول اختبار سلوكي مع 21 من الرجال و 19 من النساء. وخلال الاختبار أُدخل المشاركون في التجربة إلى جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي وطلب منهم الإجابة عن سؤال ما إذا كانوا يفضلون الحصول على مبلغ أكبر من المال والاحتفاظ به لأنفسهم فقط أو مبلغ أصغر لهم ولشخص مجهول يشاركهم في اللعبة.
وقام الباحثون فعلا بمنح الأموال للمشاركين في التجربة لمعرفة ردود فعلهم. وخلص الباحثون إلى أن النساء يتقاسمن المال أكثر من الرجال، وهو ما يؤكد نتائج تجارب سابقة.
بعد هذا الاختبار اتجه تركيز الباحثين إلى مركز الدماغ لمعرفة هل هو المسؤول عن الفرق بين الجنسين في الاختيار. ويتوفر دماغ الإنسان على منطقة وسط الدماغ هي المسؤولة عن المشاعر الإيجابية التي تقف وراءها هرمونات السعادة مثل الاندورفين. وكانت تلك المنطقة من الدماغ أكثر نشاطا عند النساء، عندما يقررن اقتسام ما يملكنه مع الآخرين. غير أن المنطقة تكون أكثر نشاطاً عند الرجال عندما يتخذون قرارا أنانيا، يضيف الموقع الإخباري الألماني "بريلنر كوريير".
وهكذا أثبت الباحثون للمرة الأولى أن دماغ الذكور يكافئ القرارات الأنانية، بينما دماغ المرأة يدعم السلوكيات والقرارات الاجتماعية. رغم ذلك فهذا الاختلاف ليس فطرياًبل مكتسباً وهو قابل للتعلم من خلال التربية أو التأثير بالمجتمع.
ع.ع/ ع.خ
أمراض الدماغ الناتجة عن ممارسة الرياضة
الصدمات التي تصيب الرأس أثناء ممارسة بعض الرياضات قد تؤدي إلى أضرار كبيرة في الدماغ، وتسبب تغيرات سلوكية وإدراكية و"خرف ارتجاج الدماغ". تكمن المشكلة في افتقار العلم لعملية تشخيص معتمدة للتعرف على هذه الأمراض.
صورة من: Getty Images/D. Rogers
كان لاعب كرة القدم الأمريكية مايك ويبستر يلقب بـ"مايك الحديدي". حاز أربع مرات مع فريقه على لقب السوبر بول، وهي البطولة الوطنية لكرة القدم الأمريكية. لكن مايك تعرض لعدة إصابات دماغية رضية بسبب ممارسته لهذه الرياضة العنيفة وتوفي مبكراً في سنة 2002 وهو في الخمسين من عمره. اكتشف الأطباء بعد تشريح جثته وجود ارتجاجات في الدماغ، ولذلك يعد مايك أول لاعب يصاب بأمراض الدماغ الناتجة عن الرياضة.
صورة من: picture alliance/AP Photo/G.J. Puskar
الطبيب الشرعي بينيت أومالو (وسط الصورة) هو أول طبيب يختص بعلاج وتشخيص أضرار الدماغ المزمنة الناتجة عن ممارسة الرياضة. تعرض أومالو للكثير من الضغوطات والتهديدات للتوقف عن البحث عن أسباب هذه الأمراض، لكنه أستمر في عمله ما جعله نجماً عالمياً، وهو ما حفز المخرج بيتر لانديسمان (يمين) لعمل فيلم يروي قصة حياته من بطولة ويل سميث (يسار). الفيلم يحمل عنوان "كونكشن" (وتعني ارتجاج الدماغ).
صورة من: picture alliance/AP Photo/M.S. Gordon
الصدمات التي تصيب الرأس تسبب تغيرات سلوكية وإدراكية للشخص، ويسمى هذا المرض "سي تي إي" أو "خرف ارتجاج الدماغ". ويحدث لدى الملاكمين مثلاً فقدان القدرة على الكلام والكآبة والخرف. وتسبب الصدمات المتكررة أضراراً في الخلايا العصبية بالدماغ وإطلاق البروتينات التي تتجمع في الجسم، مسببة التغيرات السلوكية وزيادة الميل إلى العنف وارتفاع الرغبة في الانتحار.
صورة من: picture-alliance/dpaW. Grubitzsch
انتحر الكثير من لاعبي الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية بين عامي 2008 و2015، مثل تيري لونغ وتوم ماكهيل ويوفان بيلشر وأدريان روبنسن وديف ديورسون (في الصورة)، الذي انتحر في سنة 2011 وتبرع بدماغه للطب. وبعد الكشف على الدماغ وجد الأطباء إشارات على وجود مرض خرف ارتجاج الدماغ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Walsh
حتى في عالم الكرة القدم يعاني بعض اللاعبين من إصابات الدماغ، إذ تعرض لاعب المنتخب الألماني لكرة القدم كريستوف كريمر في المباراة النهائية لمونديال 2014 لصدمة في الدماغ، لكنه استمر في اللعب لدقائق بعد ذلك، ما كاد يعرضه لخطر الإصابة بـ"الصدمة الثانية"، التي قد تؤدي إلى خرف ارتجاج الدماغ. المشكلة التي يعاني منها الرياضيون والأطباء هي افتقار العلم لعملية تشخيص معتمدة طبياً للتعرف على المرض.
صورة من: picture alliance/dpa/T.Eisenhuth
يمكن للاعبي كرة القدم التعرض لإصابات الدماغ عبر الاحتكاك بالرأس مثلاً مع لاعب آخر. وذكرت دراسة حديثة صادرة عن المؤسسة الاتحادية الألمانية للعلوم الرياضية أن مخاطر التعرض لإصابات الدماغ تصل إلى نحو 38 في المائة عند لاعبي الدفاع وإلى 28 في المائة عند لاعبي خط الوسط والهجوم وإلى سبعة في المائة عند حراس المرمى.
صورة من: picture alliance/dpa/N.Schmidt
تعد الرغبي أكثر الرياضات التي تحدث فيها حالات خرف ارتجاج الدماغ، بالإضافة إلى ارتجاج الدماغ والإصابة الدماغية الرضية، حسب المؤسسة الاتحادية الألمانية للعلوم الرياضية، ومن ثم تتبعها كرة القدم الأمريكية وهوكي الجليد وكرة السلة. وتعد الإصابات في الدماغ بسبب ممارسة كرة القدم قليلة مقارنة بالرياضات الأخرى، ولكن وبسبب انتشار اللعبة جماهيرياً تنتشر هذه الحالات بين ممارسيها.
الكاتب: زمن البدري/ DW