دراسة :امتناع الفئران عن الجنس يقودها لإدمان المخدرات
بريجيت اوستراث\ ر.ض٥ أكتوبر ٢٠١٦
يقول البعض إن الجنس هو العقار الأكثر نفوذاً في العالم، إذ يثير في الدماغ المناطق ذاتها التي تثيرها الأمفيتامينات، وهي عقار مخدر. مما يجعل الفئران في حالة بحث عن المخدرات في حال توقف الاتصال الجنسي اليومي الاعتيادي لديهم.
إعلان
من الممكن أن يصبح الجنس حالة إدمانية، فيؤدي عدم الشعور بالاكتفاء رغم الممارسة المتكررة، إلى اللجوء لعقاقير كيميائية أخرى. وهذه التجربة قد طُبقت على الفئران، التي تعرف بالتزاوج اليومي. فأظهرت النتائج ميل الفئران إلى العقاقير كتعويض عن الجنس حين لا تمارسه بما يكفي. وقد قام مؤخراً فريق الأبحاث من مركز الميسيسيبي الطبي في الولايات المتحدة الأمريكية، برئاسة لاورا بيلوت، بالتوصل إلى أسباب هذه الظاهرة.
عبر الإحساس
فقد وجد الباحثون أن كلاً من الأمفيتامينات والجنس يعملان في نفس المسارات العصبية في الدماغ، في المنطقة التي تسمى (السقيفية البطينية). وهذه المجموعة العصبية تنتج الدوبامين (أحد النواقل العصبية)، الذي يؤدي دوراُ رئيسياً في الإحساس بالمتعة والسعادة والإدمان، وتشارك في دائرة الإثابة الطبيعية في الدماغ.
وبالنسبة للعلماء مثل بيلوت وفريقها، الجنس عبارة عن مكافأة طبيعية، ويمنح الشعور الجيد ويقود للرغبة بتكرار هذا النشاط بعد ذلك، والمخدرات تتعامل مع الجزء نفسه من الدماغ، مما يسبب الإدمان. وتوصل فريق بيلوت إلى نتيجة مفادها أن "غياب الاتصال الجنسي بعد اعتياده، أدى إلى استخدام المخدرات كتعويض عنه". والتجربة أظهرت أيضاً أن الفئران التي سبق لها أن إختبرت الاتصال الجنسي، أدمنت العقاقير بشكل أسرع وبجرعات أقل مقارنة بالفئران التي لم يسبق لها أن اختبرته". ويطلق العلماء على هذه الحالة اسم (زيادة التأثر). في تجربة الفئران هذه، خمسة أيام متوالة من ممارسة الجنس ومن ثم الامتناع لسبعة أيام، كان كافياً لتحريك هذا التغيير في الدماغ.
وذكر تقرير مستخدمي الأمفيتامينات بأنهم تورطوا بعلاقات غير آمنة لأنهم فقدوا السيطرة على أنفسهم بفعل العقاقير. ووجد العلماء من التجارب السابقة، أن استخدام جرعة محددة، بشكل اعتيادي، من الميثافيتامين أو الـ ميث، ينتج عنه وسواس جنسي في حال غياب المخدر، أما الجرعات الكبيرة منه فقد أدت إلى فقدان الرغبة الجنسية عند الفئران التي خضعت للتجربة.
من السجن إلى الترفيه.. طرق العلاج من الإدمان حول العالم
إدمان تعاطي المخدرات هو أحد أمراض العصر، والشفاء منه ليس بالأمر الهين، لكنه ليس بالمستحيل. وبإتباع بعض طرق العلاج البسيطة قد ينجح المريض في التخلص من هذا الإدمان القاتل. تعرف على طرق العلاج في مختلف دول العالم في صور.
صورة من: picture alliance/AP Photo/R.Gul
الطريقة التايلاندية.. في دير تامكرابوك في تايلاند يقضي المدمنون على المخدرات عدة أيام هناك سوية مع الرهبان البوذيين ليعيشوا حياة بنمط جديد. هذه الطريقة تلاقي نجاحا كبيرا في علاج أمراض الإدمان وعلاج الأمراض النفسية أيضا.
صورة من: N.Asfouri/AFP/Getty Images
فترة العلاج في المعبد البوذي يجب أن لا تقل عن عشرة أيام، وبإمكان المشاركين البقاء أكثر ولغاية تأقلمهم مع حياتهم الجديدة. وعلى المرضى تناول شراب خاص يجعلهم يتقيؤون مباشرة ولعدة مرات في اليوم، وقبل الخروج عليهم أداء القسم بأنهم لن يعودوا لتعاطي المخدرات مجددا.
صورة من: Getty Images/Paula Bronstein
العلاج في بيرو.. المئات يذهبون إلى مركز "اياهواسكا" للنقاهة في بيرو لأغراض العلاج من الأمراض النفسية والهلوسة والإدمان، وذلك عن طريق إتباع طرق روحية في العلاج. لكن الأطباء الغربيين يحذرون من طريقة "اياهواسكا" العلاجية لأنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
صورة من: picture-alliance/dpa/V.Donev
في البرازيل يفضل المدمنون طرق العلاج الدينية والروحية وينطلقون في الصباح الباكر عبر شوارع مدنهم، وبشكل حلقات بشرية، مرددين الصلوات. هذه الطريقة تدعمها الكنائس في المدن الكبيرة، كمدينة ري ودي جانيرو وتوفر للمدمنين أماكن للسكن والطعام والشراب.
صورة من: picture-alliance/AP/ F.Dana
الطريقة الأفغانية.. أمان الله هو أحد مدمني المخدرات في أفغانستان وعوقب بالحبس لمدة 40 يوما، وتم ربط أيديه بالحديد من أجل إجباره على الابتعاد عن المخدرات. وفي شرق أفغانستان يعتقد الناس أن إتباع الحمية التي تتضمن شرب الماء وأكل الخبز والفلفل الأسود تساعد على الشفاء.
صورة من: picture alliance/AP Photo/R.Gul
علي بابا هو أحد ضحايا الإدمان والمجتمع في أفغانستان. قيدت يداه وقدماه ورُبطت بأحد جدران منزله. ربط المدمنين بالسلاسل طريقة شائعة في عدة دول في آسيا، لأن الإدمان في هذه المناطق يرتبط غالبا بالجريمة.
صورة من: picture alliance/AP Photo/R.Gul
العلاج في الصين يتم بإرسال المدمنين إلى معتقلات عمل أقيمت خصيصا لهم للنقاهة. وفي هذه المعتقلات يجب عليهم أداء تمارين إجبارية خاصة. منظمات حقوق الإنسان تتهم الصين بسوء معاملة المدمنين في المعتقلات.
صورة من: picture-alliance/dpa/Shenglian
تجربة الموت هي إحدى طرق العلاج في قرغيزستان. وبهذه الطريقة يُحقن المريض بمادة خاصة ترسله في غيبوبة تستمر لعدة ساعات، أملا في أن يصحو المريض دون أعراض الإدمان. لا توجد بحوث ودراسات علمية تفيد بصحة أو نجاح هذه الطريقة.
صورة من: picture alliance/Robert Harding World Imagery
في بعض مراكز النقاهة في الولايات المتحدة يُرسل المدمنون إلى منتجعات فاخرة تتوفر فيها مختلف أنواع العلاج وعدد كبير من الأطباء المختصين. هذا النوع من العلاج الفاخر يفضله المشاهير والفنانون، كالمطرب بيت دوهيرتي (الظاهر في الصورة).
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Rain
إدمان المخدرات هو أحد أمراض العصر الحديث، وتفتقر أغلب دول العالم إلى مراكز نقاهة متخصصة للعلاج. في الولايات المتحدة لا يحصل سوى 10 بالمائة من المدمنين على علاج مناسب، في حين تنعدم وسائل العلاج في الكثير من دول العالم الثالث.