1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دراسة: انتشار المخدرات يهدد المجتمعات العربية

١٨ يناير ٢٠١٢

حذرت دراسة جديدة من ارتفاع عدد مستهلكي المخدرات في العالم حيث اعتبرت أن حوالي 200 مليون شخص يلجئون يوميا إلى مختلف أنواع المخدرات بصفة غير مشروعة خصوصا في البلدان الغنية.

صورة من: Fotolia/NatUlrich

الإعلان عن الأرقام الجديدة بشأن انتشار واستهلاك المخدرات مثل الكوكايين والقنب والهيروين يدق ناقوس خطر في عدد من المجتمعات التي تنتشر فيها المخدرات بشكل ملحوظ. وذكرت المجلة العلمية البريطانية " دولانسيت" أن حوالي 200 مليون شخص في العالم في عمر بين 15 و64 سنة يتعاطون يوميا للمخدرات بشكل غير قانوني بمعنى أن كل شخص من بين عشرين شخصا في العالم يتناول المخدرات. واعتمدت المجلة في ذلك على ثلاث دراسات علمية من أستراليا و بريطانيا التي لاحظت استمرار تفاقم الوضع بشكل ملحوظ في الدول الغنية واعتبرت أن استهلاك المخدرات بشكل غير مشروع يهدد الأوضاع الصحية للمجتمعات بنفس المستوى مثل الاستهلاك المفرط للكحوليات.

أرقام تقديرية عن الإدمان في البلدان العربية

فيصل لائق حجازي:مسؤول البرامج بالمكتب الإقليمي للأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمةصورة من: Unodc.org

رغم صعوبة تحديد عدد المستهلكين للمخدرات بشكل دقيق لعدم وجود أرقام رسمية فإن الباحثين الأستراليين Wayne Hall و Louisa Degenhardt يقدران أن ما بين 125 مليون و 203 ملايين شخص في العالم يتعاطون يوميا لمواد مخدرة مثل القنب والحشيش. أما بالنسبة للمتعاطين للمخدرات الأفيونية مثل الكوكايين والهيروين فإن عددهم في مستوى 21 مليون على الصعيد العالمي. وكشفت الدراسة أن ما بين 11 و21 مليون شخص في العالم يلجئون إلى التخدير عبر الحقن بالإبرة. يبلغ عدد هؤلاء في المنطقة العربية حوالي 000125 مدمن.

في العالم العربي لا توجد إحصاءات بهذا الشأن. كما أن التقديرات التي يصدرها سنويا المكتب الإقليمي للأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في القاهرة تعتمد فقط على التقارير الدولية كما يؤكد الأستاذ فيصل لائق حجازي مسؤول البرامج والمشروعات بالمكتب الإقليمي للأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في القاهرة.

تدفق قوي للمخدرات على المنطقة العربية

انتشارالحشيش والقنب في المنطقة العربية بشكل كبيرصورة من: Fotolia/Ademoeller

ويحذر فيصل لائق حجازي من أن "المنطقة العربية تقع الآن تحت تهديد عال جدا من المخدرات المختلفة" بسبب التدفق القوي لمختلف أنواع المخدرات على دول الخليج والأردن و سوريا و السعودية مثل الهيروين من إيران و أفغانستان وجنوب شرق آسيا أو مادة "الكابتاغون" من شرق أوروبا، حيث يرى الخبير حجازي أن الشباب السعودي يعاني بالخصوص من إدمان الكابتاغون.

في الدول العربية يختلف انتشار المخدرات كما ونوعا من بلد إلى آخر ففي الوقت الذي تعتبر فيه منطقة الخليج أكبر منطقة للإدمان على الهيروين والأفيامينات المعروفة بالكابتاغون، تعاني مصر من الإدمان بالهروين والكوكايين والحشيش الذي يأتي من المغرب و البقاع اللبناني أو أيضا من السودان حديثا، خصوصا وأن كثافة المادة المخدرة للحشيش في العالم العربي ارتفعت خلال الأعوام الأخيرة بعشرة أضعاف.

أسباب الإدمان - تتشابه في كل دول العالم

حول الأسباب المؤدية إلى التعاطي المتنامي للمخدرات لدى شباب في عدد من الدول العربية مثل دول الخليج يشير الخبير إلى أنها تعكس نفس الأسباب المعترف بها دوليا مثل الفراغ والبطالة وعدم وعي الشباب بأضرار المخدرات وعدم اقتناع الشباب بوجود قيم في المبادئ والدين أوانجرافهم السريع إلى المخدرات.

شاب مغربي من ضحايا الادمان على المخدراتصورة من: DW

ويبدو أن مستهلكي المخدرات في أستراليا و نيوزيلندا يفضلون مخدرات القنب أو الحشيش على غيرها من المخدرات الأفيونية كما يؤكد الباحثات الأستراليان اعتمادا على أرقام بيانية للأمم المتحدة. في حين يزداد الطلب في منطقة الشرق الأوسط على المخدرات الأفيونية مثل الكوكايين والهيروين والتي تشكل خطرا على الصحة حيث أن 25 بالمائة من مستهلكيها ينتقلون إلى مرحلة الإدمان، وربما إلى مخاطر الجرعات الزائدة المؤدية أحيانا إلى الموت. يضاف إلى ذلك انتقال محتمل لأمراض معدية خطيرة الى المستهلك مثل الإيدز. ويعتقد الخبير حجازي أن "عصابات المخدرات تستغل في العالم العربي خصوصا في منطقة الخليج وجود إمكانيات مادية لترويج الأمفيتامينات والهيروين والحشيش بسبب البطالة إضافة إلى بوادر وجود انحلال في الروابط الأسرية العربية، خصوصا في منطقة الخليج".

إرادة لدى الدول العربية لمكافحة المخدرات

وفي الوقت الذي انتقد فيه الباحث البريطاني John Strang في دراسة بهذا الشأن ضعف القرار السياسي في عدد من دول العالم بشأن التعامل مع المشاكل المرتبطة بموضوع المخدرات، عبر الخبير الأممي فيصل لائق حجازي عن اعتقاده بوجود إرادة تحول لدى الدول العربية في مكافحة المخدرات خلال السنوات الأخيرة عبر حملات التوعية والبرامج والمشروعات وعبر تحركات المجتمع المدني أو بشراكات مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، الذي يساعد في توفير المعلومات و الخبرات في هذا المجال.

عبدالحي العلمي

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW