بينما يكون الكثير من الأطفال بصدد اللعب في البيت أو في حاجة إلى مساعدة، ينشغل آباؤهم وأمهاتهم بالهواتف الذكية ويتجاهلون أطفالهم. ويرى خبراء أن ذلك من شأنه أن يؤثر سلبا على العلاقة بين الآباء وأبنائهم. كيف ذلك؟
إعلان
أكد باحثون أميركيون في دراسة حديثة لهم نشرت نتائجها في دورية "بحوث طب الأطفال" أن الأطفال الذين يتم تجاهلهم من طرف الآباء يشعرون بالإحباط أو يظهر لديهم إفراط في الحركة والنشاط أو الإصابة بنوبات من الغضب.
واستعان الباحثون في هذه الدراسة ما بين 2014 و2016 ب181 زوجًا (آباء وأمهات) مع أطفال تقل أعمارهم عن خمس سنوات. وطلب الباحثون من تلك العائلات كتابة تقارير منتظمة ومفصلة لمدة ستة أشهر حول درجة استخدامهم لوسائل الإعلام الخاصة بهم (هواتف ذكية، حاسوب، تلفاز). كما طُلب منهم تسجيل السلوكيات الخارجية أو الداخلية لهم ولأطفالهم خلال تلك الفترة، وفق ما أورده موقع صحيفة "برلينر تسايتونغ" الألمانية.
ويعتقد الباحثون أن بعض الجوانب في التكنولوجيا الرقمية تكون مغرية بشكل خاص للآباء الذين لديهم صعوبات ذاتية في التنظيم أو الآباء الذين ليسوا راضين عن الحياة الاجتماعية داخل عائلاتهم. ولهذا السبب يصرف الكثير من الآباء النظر عن أبنائهم لما يطلب الأطفال الكثير من الاهتمام بهم كما هو الحال أثناء الأكل أو اللعب أو الذهاب إلى النوم. وبناءً على ذلك يكون اللجوء إلى التكنولوجيا الحديثة بمثابة تهرب من طلبات الأطفال وحاجياتهم العاطفية.
وتؤكد الباحثتان سوزان إيغرت وغيسيلا شوبرت من معهد بيداغوجيا الإعلام بميونيخ أن الخبراء يتفقون على أن نتائج الدراسة الأمريكية تتماشى مع تم التوصل إليه في ألمانيا أيضا، فـ"ليس من المستغرب أن تزيد المشاكل بين الوالدين والأطفال عندما يقل التواصل الشخصي والمباشر بين الآباء والأبناء ولا يتم الحديث عن المشاكل المطروحة"، كما نقل موقع "برلينر تسايتونغ".
لكن الخبراء لا يطالبون بالتخلي الكامل عن استعمال الهواتف الذكية داخل البيت. غير أنهم يؤكدون بأن الحوار المباشر مع الطفل يجب أن يكون محوريا. كما ينصح الخبراء بوضع قواعد مشتركة داخل العائلة لاستخدام الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الرقمية الأخرى. ومن بين تلك القواعد تخصيص أوقات معنية يتخلى فيها الجميع عن استخدام تلك الوسائل ويتفرغون لبعضهم البعض
ع.ع./ع.ج.م
صناعات تعتمد على الأطفال كأيد عاملة
تقول منظمة العمل الدولية إن 218 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً يعملون. هنا ننظر إلى بعض أكثر الصناعات التي تقوم على استغلال عمالة الأطفال.
صورة من: dpa
القهوة
وفقاً لمنظمة العمل الدولية، فإن الزراعة هي القطاع الذي يشهد أسوأ أشكال عمالة الأطفال وأكثرها شيوعاً، حيث توظف مزارع البن الأطفال لجمع الحبوب في كولومبيا وتنزانيا وكينيا وأوغندا والمكسيك ونيكاراغوا وجمهورية الدومينيكان وهندوراس وبنما والسلفادور وغينيا وساحل العاج.
صورة من: dpa
القطن
يتم قطف القطن من قبل الأطفال في جميع أنحاء العالم، خاصة في البلدان التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على محصول القطن، كما هو الحال في ساحل العاج، حيث توفر تلك الزراعة لقمة العيش لنحو ثلاثة ملايين شخص. وفي أوزبكستان وتركمانستان، يعد عمل الأطفال في جمع القطن من المشاكل الصعبة، فوفقاً لمنظمات غير حكومية، يُجبر الأطفال أحياناً على العمل في قطاع القطن.
صورة من: Issouf Sanogo/AFP/Getty Images
الطوب
وضعت وزارة العمل الأمريكية قائمة بـ15 بلداً تستخدم عمالة الأطفال لإنتاج الطوب لمشاريع البناء. وتشمل هذه البلدان الأرجنتين والبرازيل والصين والإكوادور وكوريا الشمالية وبيرو.
صورة من: picture-alliance/dpa/zpress/Keystone/P. Pattisson
صناعة الملابس
لعل أكثر البلدان شهرة بعمالة الأطفال في مجال صناعة الملابس في ظروف كارثية هي كمبوديا وبنغلادش. توظف صناعة الملابس الأطفال في جميع أنحاء العالم. في الصورة لاجئون سوريون، بينهم أطفال، يعملون في إنتاج الأحذية في مدينة غازي عنتاب جنوب شرق تركيا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
قصب السكر
يقوم الأطفال في بلدان مثل غواتيمالا والفلبين وكمبوديا بجني محصول قصب السكر، حيث عثرت منظمة العمل الدولية على آلاف الأطفال الذين يعملون في إنتاج قصب السكر في الفلبين ولم يتجاوزعمر بعضهم سبع سنوات.
صورة من: dpa
التبغ
تقول منظمة العمل الدولية إن صناعة التبغ واحدة من أخطر أنواع العمالة للأطفال بسبب ساعات العمل الطويلة والحرارة الشديدة والتعرض للمواد الكيميائية الخطرة، بالإضافة إلى اضطرار الأطفال إلى رفع أحمال ثقيلة وخطر الهجوم من الحيوانات المفترسة أحياناً. ويبلغ متوسط ساعات العمل للأطفال في صناعة التبغ حوالي 10 ساعات يومياً.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Khanna
التنقيب عن الذهب
تشكل عمالة الأطفال في المناجم، وخاصة مناجم الذهب، أمراً شائعاً في بعض أنحاء أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية. يواجه الأطفال مخاطر عدة: فإما خطر الموت من الانفجارات في حفر التنقيب، أو الوقوف لساعات على ضفاف النهر لغربلة فتات الذهب. ويعاني الأطفال الذين يعملون في التنقيب عن الذهب من مخاطر أمراض مثل الزحار والملاريا والتهاب السحايا والدرن بسبب المياه الملوثة التي يعيشون عليها.