يبدو أنّ انقطاع الطمث عند النساء يؤدي فعلا الى ما يعرف باسم ضباب الدماغ، وقد يكون انخفاض نسبة الاستروجين في أجسادهن في هذا السن هو المسبب في تدني أداء الذاكرة لديهن.هذا ما كشفت عنه دراسة نشرها موقع ويبميد الطبي.
إعلان
كشفت دراسة نشرها باحثون من مستشفى النساء في برمنغهام ومستشفى هارفارد العام ومدرسة هافارد الطبية في بوسطن أنّ انخفاض نسبة الأستروجين لدى النساء اليائسات يؤدي الى تدني مستوى أداء الذاكرة. ويحدث ذلك بين سن 45 إلى 55 إثر انقطاع الطمث لدى المرأة لمدة 12 شهرا متعاقبة.
وبناء على دراسة سابقة فإنّ 60% من النساء شكون من مشكلات في الذاكرة إبان انقطاع الطمث. واستندت الدراسة إلى تجارب أجريت على 200 امرأة ورجل بين الفئتين العمريتين المذكورتين، ثم خلصت الى أنّ النساء اللواتي انخفضت عندهن نسبة إيستراديول سجلت عندهن اخفاقات أسوأ في الذاكرة، وبشكل عام خلصت الدراسة الى أنّ النساء الذين تجاوزن عمر انقطاع الطمث ظهر عندهن نشاط دماغي متباين في طبقة هيبوكامبوس، مقارنة بالنساء اللائي لم يبلغن عمر انقطاع الحيظ أو اللواتي يعشن عمر انقطاع الطمث.
لكن ملاحظات الباحثة اميلي جاكوبس التي أجرت بحثا في جامعة هارفارد أظهرت أنّ هذه الظاهرة تحدث عند بعض النساء، ولا تصيب أخريات، لماذا؟ وقد علقت على هذا التساؤل بالقول " إنّه سؤال بمليون دولار"، ثم تمضي إلى القول" من المحتمل أنّ أدمغة بعض النساء مقاومة لتدني نسب ايستراديول" ثم تستدرك الباحثة بالقول" وربما كان الموضوع برمته لا يتعلق بالاستروجين، فمن المحتمل أنّ بعض النسوة مارسن تمارين عقلية دون شعورهن" ما حصّن أدمغتهن ضد ضباب انقطاع الطمث.
كيف يستعد الرجل لبلوغ "سن اليأس"؟
يرتبط مصطلح "سن اليأس" بالنساء عادة، إلا أن العلم الحديث أثبت أن الرجال أيضا يمرون بأعراض مشابهة مع التقدم في العمر، الأمر الذي يتطلب استعدادات وبعض التغيير في أسلوب الحياة بعد بلوغ سن الأربعين.
صورة من: picture-alliance/dpa
"سن اليأس" للرجال أيضا
تحدث في جسم الرجال أيضا تغيرات هرمونية مرتبطة بالتقدم في العمر ينتج عنها نفس الأعراض تقريبا التي تعاني منها المرأة في سن اليأس، ومنها التعرق الشديد والشعور بالاكتئاب وضعف القدرات البدنية والذهنية وأحيانا هشاشة في العظام.
تغيير نمط التغذية
تغيير نمط الحياة في الوقت المناسب يساعد الرجل على تجاوز فترة "سن اليأس" بسلام مع الاحتفاظ بأكبر قدر من اللياقة البدنية والعقلية. تأتي التغذية الصحية في مقدمة الأمور التي تساعد على رفع معدلات الحماية من الإصابة بالسرطانات. ينصح الأطباء الرجال بالبدء في تغيير طريقة تغذيتهم بعد سن الأربعين من خلال الاعتماد بشكل أكبر على الفاكهة والخضروات والعصائر الطبيعية والتقليل من الوجبات السريعة والدهون.
صورة من: picture-alliance/ZB
الرياضة البدنية والذهنية
يؤكد الخبراء أن ممارسة الرجل للرياضة لمدة 45 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع من الأمور التي تساهم في الحماية من الإصابة بالسرطانات، علاوة على دورها في الحفاظ على اللياقة البدنية والذهنية للإنسان.
صورة من: picture-alliance/dpa
الفحص الطبي الدوري
الإصابة بسرطان البروستاتا ترتبط عاليا بالتقدم في العمر وغالبا ما يصاب بها الرجل بعد الستين، وهو أكثر أنواع السرطانات انتشارا بين الرجال. ينمو سرطان البروستاتا عادة ببطء، وفي معظم الأحيان لا يكون على قدر كبير من الشراسة. ثمة تحليلات خاصة للدم يمكن أن ترجح إمكانية وجود السرطان من عدمه وينصح بالقيام بها بشكل منتظم، خاصة بعد بلوغ سن الخامسة والأربعين.
صورة من: Reuters
العامل الوراثي
العامل الوراثي والخلل في هورمون التيستوستيرون من أهم عوامل الإصابة بالسرطان لدى الرجال وتحديدا سرطان البروستاتا. العلاج الهورموني المتخصص من الأمور التي يمكن أن تكون مساعدة في هذه الحالات.
صورة من: Fotolia/Stefan Schurr
قطع الحبل المنوي
اللجوء لقطع الحبل المنوي كطريقة لمنع الإنجاب من الممكن أن يزيد نسبة الإصابة بالسرطان لدى الرجال بمقدار أكثر من عشرة بالمئة، وفقا لما رصدته دراسة حديثة. تنتشر هذه الفكرة كوسيلة لمنع الإنجاب لدى الأمريكيين بشكل أكبر، إذ تشير الإحصائيات إلى أن نحو 15 بالمئة من الرجال يلجأون لهذه الطريقة.
صورة من: picture alliance / dpa
هشاشة العظام
بالرغم من أن مرض "هشاشة العظام" أكثر انتشارا بين النساء، خاصة بعد سن اليأس، إلا أنه يصيب الرجال أيضا مع التقدم في العمر. الاهتمام بالحصول على كميات كافية من فيتامين (د) ومن الكالسيوم من الأمور التي تحمي من الإصابة بضعف العظام وهشاشتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
7 صورة1 | 7
وتخشى كثير من النساء أن تؤدي هذه الأعراض إلى تفاقم حالتهن وصولا الى مرض الزهايمر أو ما يشابهه من أمراض تقدم السن، لكن الدراسة التي عرضها موقع ويبميد تسعى الى تطمين مخاوفهن.
من جانب آخر، فإن دراسات أخرى تميل الى افتراض أنّ الدماغ وأداء خلايا الذاكرة يتراجع بعد انقطاع الطمث لدى النساء. ورغم أن سبب ضباب الدماغ الذي يرافق هذه المرحلة قد لا يكون ناتجا عن سبب باثولوجي، فإنّ بعض النساء يبحثن عن سبيل للخلاص منه.
وتنصح الدراسة النساء بعدم اللجوء الى العلاجات الهرومونية، مؤكدة عدم وجود أدلة تؤيد فائدة هذا العلاج للدماغ. لكن الباحثين يؤكدون مرة أخرى على النشاط البدني، دون أن يبينوا مدى فائدة التمارين لازالة ضباب الدماغ، لكنهم يستندون إلى دراسات سابقة طالما أثبتت أنّ التمارين الرياضية تقوي ذاكرة من تقدمت بهم السن وتنشط وظائف الدماغ والقدرات العقلية. وهنا يؤكد الباحثون أنّ التمارين المعتدلة تكفي إذا رافقها المشي باعتدال.