تشتهر ألمانيا بعدم وجود تحديد للسرعة على أجزاء من طرقاتها السريعة. دراسة بيئية تؤكد ضرورة تحديدها، لتخفيف الاحتباس الحراري. لكن المعارضة كبيرة.
إعلان
ذكرت دراسة جديدة أن ألمانيا يمكنها توفير ما يقرب من ثلاثة أضعاف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ممّا كان يعتقد سابقًا، وذلك من خلال فرض حد للسرعة على طرقها السريعة، ما يرفع الضغط على برلين لإعادة النظر في هذه القضية.
البيانات صادرة عن وكالة البيئة الفيدرالية (UBA) هذا الأسبوع، قالت إن وضع حد أقصى للسرعة بـ120 كيلومترًا في الساعة، يمكن أن يخفض إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من السيارات بنحو 6.7 مليون طن متري في السنة.
ولا تطبق ألمانيا على عدد من طرق السيارات السريعة أيّ حد للسرعة، لكن هناك توصيات متعددة لمستخدمي الطريق بعدم تجاوز 130 كيلومترًا للسرعة على هذه الطرق.
وكانت الوكالة قد توصلت، عبر دراسة سابقة بمنهجية مختلفة، إلى أن وضع حد يمكن أن يخفض سنوياً 2.6 مليون من ثاني أكسيد الكربون.
لكن وزارة النقل ذكرت أن هذه الدراسة تبيّن أن وضع حد أقصى للسرعة سيؤدي إلى تحول في حركة المرور من الطرق السريعة إلى الطرق الثانوية، ممّا يؤدي إلى مزيد من الاختناقات المرورية والمزيد من الحوادث في المدن وعلى الطرق الريفية مع المزيد من الضوضاء والتلوث.
ألمانيا وحدود السرعة
07:27
وقال متحدث باسم الوزارة لرويترز "إن الطرق السريعة تساعد كثيراً في تدفق حركة المرور والسلامة الطرقية"، مضيفا أن الحكومة اتفقت على إجراءات فعالة لتحقيق أهدافها المناخية، لكن ليس بينها وضع حد أقصى للسرعة.
وتوجد معارضة لفرض حد أعلى للسرعة من طرف بعض الأطراف، خصوصا الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) الذي يوجد على رأس وزارة النقل.
وتسبب قطاع النقل في سنة 2021 بانبعاث 148 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون، بدل 145 مليون طن التي يسمح بها القانون الاتحادي لحماية المناخ. وتقول وزارة النقل إن لها برنامجًا في السنوات المقبلة سيتيح خفض 13 مليون طن، لكن نشطاء المناخ يشككون في هذه الإمكانية.
وتهدف ألمانيا إلى أن تصبح محايدة للكربون بحلول عام 2045 ، ما يزيد من الضغوط على الحكومة الحالية لأجل سنّ قوانين تتيح خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، خصوصا في قطاع النقل.
وسبق لوكالة البيئة الفيدرالية أن ذكرت أنه لا توجد مؤشرات لنجاح ألمانيا في هذه الأهداف على المدى القريب. وتسود مخاوف كبيرة من تداعيات الاحتباس الحراري عبر العالم.
ا.ع/ف.ي (رويترز)
نوفمبر تشرين الثاني.. ألدُّ أعداء سائقي السيارات
تزداد في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر حوادث المرور على الطرقات الألمانية السريعة، إذ يتسبب المطر وتساقط الثلوج بازدحامات خانقة قد تصل طولها إلى عدة كيلومترات بالإضافة إلى رعونة بعض السائقين أنفسهم. فهل يغير كورونا في الوضع؟
صورة من: picture alliance/APA/B. Gindl
في ظل التدابير الصحية الجديدة التي اتخذتها ألمانيا ضمن القيود بسبب جائحة كورونا، تنصح السلطات بتجنب ما يسمى بـ "ضوء القفل" والرحلات الخاصة غير الضرورية والرحلات والزيارات من حيث المبدأ. وهذا ليس حظرًا رسميًا للقيادة، على سبيل المثال، ولكنه توصية ملحةـ في ظل حظر االسفر لأسباب سياحية بحتة بين ألمانيا وعدد كبير من البلدان الأوروبية، مع وجود استثناءات قليلة جدا.
صورة من: picture-alliance/ANP/R. de Waal
بعيداً عن تسميات الازدحامات المرورية، لا عجب أن يبلغ طول الازدحامات المرورية عام 2018 في ألمانيا 1.5 مليون كيلومتر. الطرق الألمانية سجلت رقما قياسيا في 2018 بلغ 745 ألف ازدحام مروري، بزيادة 3 % عن2017، وفقا لمؤسسة ADAC، أكبر نادي للسيارات في ألمانيا. وأجبرت الازدحامات السائقين على الجلوس في سياراتهم لمدة 459 ألف ساعة إضافية. وبسبب قيود كورونا تراجعت نسبة الازدحامات بألمانيا في صيف 2020 الى 3 %.
صورة من: picture alliance/APA/B. Gindl
يقول مايكل بوغوس، الباحث في علم نفس المرور من مؤسسة المراقبة والفحص التقنية شمال ألمانيا (TÜV Nord): "يبدأ في الخريف رالي آخر السنة: يتجه جميع الناس إلى أعمالهم أو مواعيدهم ومشاريعهم التي يجب أن تنجز قبل نهاية السنة، لأن هذا الوقت ليس وقت الإجازات. وبسبب الأحوال الجوية السيئة، يستبدل الناس وسائل النقل العامة بسياراتهم الخاصة. لذا تنشغل الطرقات بسرعة كبيرة".
صورة من: picture alliance/dpa/P. Pleul
الثلج والجليد يجعلان من القيادة أمراً غير آمناً بالنسبة للسائقين، فيرغمون على القيادة ببطء، فضلاً عن زيادة مسافة الأمان بين السيارات. ويوضح بوغوس أن تقليص السرعة يؤدي إلى ازدياد الازحامات المرورية أيضاً.
صورة من: picture alliance/R. Kalb
فصل الشتاء هو السبب الأساسي لكثرة الحوادث المرورية، إذ بلغ عدد الحوادث في ألمانيا 2.5 مليون عام 2015، منها 229 ألفاً في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر وحده، وغالباً ما يكون ذلك بسبب تجاهل تبديل الإطارات الصيفية بالشتوية، وهو إلزامي مع بداية تشرين الثاني/ نوفمبر في ألمانيا. فضلاً عن ذلك، يحتاج الناس إلى ثلاثة أيام على الأقل لاعتياد ظروف الطرقات الجديدة، ما يتسبب بارتفاع نسبة وقوع الحوادث أيضاً.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Seeger
حتى في الأشهر المعتدلة، قد تتزايد الازدحامات المرورية بسبب أعمال البناء، فيختصر الطريق ذو الحارات المتعددة إلى حارة واحدة فقط أو اثنتين، الأمر الذي يزعج السائقين ويضطرهم إلى القيادة في وقت أبكر من المعتاد والقلق من الازدحام وقت العودة، بالإضافة إلى الانتظار الطويل.
صورة من: picture-alliance/ZB/K. Schindler
تسير السيارات على الطرقات الألمانية السريعة حوالي 224 مليار كيلومتر سنوياً، ويؤثر ذلك سلباً على 13 ألف كيلومتر من الطرقات السريعة. وعلى الرغم من قلة مواقع البناء والتجديد في فصل الشتاء، إلا أن شركات البناء تحاول استغلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر لتحسين الطرقات وصيانتها، إذ تكون الأحوال الجوية نوعاً ما مستقرة وما تبقى من الميزانية يسمح بذلك. والأهم أن هذا الشهر ليس شهر إجازات.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Dedert
يُمنع السائق في ألمانيا من وضع الجوال على الأذن تحت طائلة المخالفة، إلا أن التحدث عبر مكبر الصوت أثناء القيادة قد يشتت انتباه السائق ويؤدي إلى الحوادث أيضاً. ويشرح مارك فولراث، باحث في علم نفس المرور من جامعة براونشفايغ التقنية: "هناك عدد كبير وملحوظ من حوادث الاصطدامات الخلفية بسبب استخدام الهواتف النقالة أثناء القيادة".
صورة من: picture alliance/Blickwinkel/M
"الاسترخاء أثناء القيادة يبدأ من المنزل". يوصي يوهانيس بوس من نادي السيارات الألماني (إيه دي إيه سي) السائقين باتباع أمور بسيطة لتجنب التوتر أثناء القيادة، من أهمها التخطيط قبل القيادة بهدف توظيف الوقت جيداً، وبذلك يتجنب السائق التوتر والاختناقات المرورية، كالتخلص من الجليد قبل الانطلاق بوقت كاف.
صورة من: DW/Nelioubin
قبل الانطلاق بأي رحلة، استمع إلى نشرة الحركة المرورية عبر الراديو أو ابحث عن أخبار حركة المرور على مواقع الإنترنت. تعتبر أجهزة الملاحة (جي بي إس) بديلاً عملياً ومرناً، إذ تقترح طرقاً بديلة لتجنب الاختناقات المرورية، إلا أنها أحياناً قد تقود مباشرة إلى ازدحامات أخرى. سابرينا بابست/ ريم ضوا/ م.س