فيروسات الأنفلونزا تهاجم الإنسان بشكل كبير، لكن ليس كل شخص يقع ضحيتها. باحثون وجدوا أنه من الممكن توقع أولئك المعرضين للإصابة بفيروس معين.
إعلان
نفق أكثر من مائة طائر منذ بداية الأسبوع في ألمانيا بسبب الإصابة بفيروس انفلونزا الطيور H5N8. وعلى الرغم من أن هذا النوع من انفلونزا الطيور لم يصب الناس بعد، إلا أن هذا الأمر يمكن أن يحدث في المستقبل. فيروسا H5N1 وH7N9 انتقلا السنوات الماضية لأكثر من 1400 شخص في أنحاء العالم، لقي بعضهم حتفهم بسبب المرض. لكن العلماء توصلوا أثناء تحليلهم لتلك الحالات المصابة إلى أن السلالات المختلفة من المرض لا تصيب البشر بنفس الشكل، فبينما يصيب فيروس H5N1 الأطفال والشباب، يصيب فيروس H7N9 كبار السن.
عام 1968 السحري
حاول جيمس لويد سميث، عالم الأحياء المتخصص في التطور في جامعة كاليفورنيا، مع زملائه دراسة هذه الظاهرة، لمعرفة الأسباب، وتوصلوا إلى نتيجة مفاجئة: الإصابة بالمرض ترتبط بعام الولادة، حسبما كتب فريق البحث في دورية العلوم "ساينس". واستطاع الباحثون استنتاج الأسباب: فالطفل الذي يصاب بنوع معين من الفيروس في عامه الأول أو نوع مشابه له، تتكون لديه مناعة أكبر لهذا النوع طوال حياته. وهو ما يزيد من نسبة المناعة تجاه الإصابة بمرض خطير بنسبة 75 بالمائة، ويزيد من احتمال الحماية ضد الموت بسبب هذا الفيروس بنسبة 80 بالمائة.
واكتشف العلماء أن عام 1968 هو "الرقم السحري"، فهؤلاء الذين ولدوا قبل عام 1968 لديهم مقاومة لفيروس H5N1، بينما من ولد بعد هذا العام لديه مقاومة أكبر لفيروس H7N9. للتوصل إلى هذه النتيجة، قام الباحثون بدراسة 18 سلالة مختلفة للانفلونزا والراصة الدموية على سطحها. واكتشفوا أثناء ذلك أن احتمال الإصابة بنوع جديد من الأنفلونزا، متوقف على سلالات المرض المصاب بها في عامه الأول. فعندما يقابل الجسم الفيروس لأول مرة يقوم بإنتاج أجسام مضادة، كما يوضح العلماء. هذا الاكتشاف الجديد يمكن أن يوضح التأثير غير المعتاد "للانفلونزا الإسبانية"، في عام 1918. فقد تسبب بشكل خاص في قتل الشباب كما يوضح بروفسور مايكل وروبي، من جامعة أريزونا المشاركة في الدراسة.
س.ك/ط.أ (DW)
إنفلونزا واحدة .. ولكنها بفيروسات مختلفة!
الأنفلونزا هي التهاب فيروسي خطير، كيف يمكننا الوقاية منه؟ وهل يمكن علاجه باللقاحات؟ وما الفرق بين أنفلونزا الطيور والخنازير؟ تساؤلات نتعرف على إجابتها من خلال هذه الجولة المصورة.
صورة من: Reuters
أنفلونزا الطيور في الصين
منذ بداية العام تشهد الصين تزايدا في عدد حالات الإصابة بأنفلونزا الطيور، ما دفع السلطات الصينية إلى البدء بحملة للقضاء على 20 ألف دجاجة وغيرها من أنواع الطيور، وظهرت موجة أنفلونزا الطيور في الصين منذ شهر شباط/فبراير الماضي الذي يسببه فيروس اتش7 ان 9 .
صورة من: Reuters
أنفلونزا الطيور أم أنفلونزا الدجاج؟
تنتقل فيروسات الإنفلونزا من طير إلى آخر. وعندها يجب إعلام السلطات بالأمر لاعتباره وباءاً خطيراً على الحيوان. أخطر الحالات هي الإصابة بفيروس H5N1 الذي يسبب إنفلونزا الطيور المعروفة. ورغم أن الفيروس ينتقل عادة بين الطيور نفسها، إلا أن إمكانية انتقاله للإنسان تبقى محتملة وخطيرة.
صورة من: picture alliance/dpa
إجراءات وقائية
إذا ما أنتشر وباء أنفلونزا الطيور في مزرعة لإنتاج لحوم الدجاج، فيحنها يجب التخلص من جميع الطيور في المزرعة، وفق القانون الألماني النافذ منذ عام 1996، حيث تم التأكد من انتقال الفيروس من الطير إلى الإنسان. ويعتقد العلماء أن بانتقال الفيروس إلى الإنسان يولد جيلا جديدا يحمل أسم أج 7 ان 9. وأن الفيروس الجديد قد ظهر في عام 2013.
صورة من: picture-alliance/dpa
فضحية تاميفلو
يعد تاميفلو من شركة روش واحدا من العقاقير المضادة لمكافحة الأنفلونزا. ما دفع الكثير من المقاطعات الألمانية إلى توفير كميات كبيرة من هذه المادة المكلفة تحسبا لانتشار وباء الأنفلونزا على نطاق واسع. لكن كميات كبيرة من هذه العقاقير لم تعد صالحة ويجب التخلص منها، علاوة على ذلك، يشكك العلماء بفعالية هذه العقاقير في مكافحة الأنفلونزا.
صورة من: picture-alliance/dpa
فيروسات من أجنة الدجاج
تقوم أغلب الشركات المنتجة للقاح الفيروسات بحقن بيض الدجاج بالفيروسات، التي تستخدم كحاضنات للفيروس. فالأنفلونزا تصيب الدجاج أيضاً. وبذلك يمكن الحصول على فيروسات لغرض اللقاح. ويمكن عادة الحصول على زجاجة لقاح من كل بيضة.
صورة من: GlaxoSmithKline
أنفلونزا الخنازير سببها فيروس اتش 1 إن 1
تصيب فيروسات الإنفلونزا الخنازير أيضاً، مسببة التهابات في الجهاز التنفسي، إذ يصيب نوع خاص من فيروس H1N1 الثدييات ومن ضمنها الإنسان. أحد أنواع فيروس H1N1 يسبب الأنفلونزا الإسبانية المعروفة. وفي عام 2009، انتشر المرض من جديد بين الخنازير وأصاب البشر، فيما يعرف بوباء الجائحة (Pandemie).
صورة من: Fotolia/Lilifox
ذعر ليس في هونكونغ فحسب
عام 2009 بدا فيروس انفلونزا الخنازير بالانتشار في المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية ليصاب به بعد ذلك الكثيرون في جنوب آسيا وشرق إفريقيا وأمريكا الجنوبية . فوفقا لمنظمة الصحة العالمية، توفي أكثر من 18 ألف شخص بسبب الإصابة بأنفلونزا الخنازير.
صورة من: AP
الوقاية خير من العلاج
غسل اليدين دائماً وسيلة ناجعة للنظافة والتخلص من الفيروسات العالقة عليها. ومن المهم عدم لمس العينين والأنف في حال عدم غسل اليدين، إذ يتسبب ذلك في نقل الفيروسات بسرعة إلى داخل الجسم.