توصلت دراسة سويسرية جديدة إلى أن مستحضر القنفذية له تأثير كبير في قتل فيروسات كورونا بعد عدة تجارب على غشاء مخاطي اصطناعي ملوث بالفيروس. فما هي القنفذية؟ وما مفعولها؟
تنقسم نبتة القنفذية التي تُسمى بالألمانية أيضاً بـ "قبعات الشمس"، إلى ثلاثة أنواعصورة من: imago/Harald Lange
إعلان
مراسلون حول العالم - مشروب سحري ضد كورونا ومواضيع أخرى
12:36
This browser does not support the video element.
في ظل غياب لقاح فعال للوقاية من فيروس كورونا المستجد وانتشار الوباء في مختلف دول العالم، بات الكثيرون يحاولون إيجاد علاج للشفاء من كوفيد-19 في العلاجات العشبية. ومؤخراً شاع استخدام نبتة القنفذية (وتعرف أيضاً باسم الإشنسا) لهذا الغرض. فهل هي وصفة سحرية فعلاً؟ وللوصل إلى إجابة حاسمة عن هذا السؤال اخضع مختبر سبيتس التابع للمعهد السويسري للوقاية من الأمراض الانتقالية النبتة ومكوناتها ومفعولها للدراسة. وعرض الباحثون نتائج دراستهم في مجلة "فيرولوجي جورنال" العلمية البريطانية مؤخراً، ما أدى إلى نفاد هذا الشاي من رفوف المتاجر.
لكن قبل الخوض في نتائج الدراسة، ما هي نبتة القنفذية؟ هي نبتة من الصنوبريات ويُقال إن تأثيرها قوي ضد نزلات البرد، على الرغم من تشكيك بعض المختصين بذلك. وتنقسم هذه النبتة التي تُسمى بالألمانية أيضاً بـ"قبعات الشمس" إلى ثلاثة أنواع، يمكن استخدامها جميعاً كعلاجات عشبية. ويعتبر الجذر في نوع "إشنسا أنغستيفوليا"مناسباً طبياً بشكل خاص، إذ يحتوي على ألكاميدات وزيوت أساسية ومشتقات حمض الكافيين.
ما مدى فعالية هذه النبتة؟
يُستخلص من القنفذية علاجات على قطرة وعصير وأقراص. ويقال إن المكونات الطبيعية تحفز دفاعات الجسم، بحيث يتم تكوين المزيد من الخلايا لمحاربة الفيروسات والبكتيريا. ومع ذلك، هناك خلاف حول فعالية العلاج، كما يكشف مقال لموقع "wa.de" الألماني. فقد أظهرت دراسات أن مستخلصات القنفذية يمكنها مكافحة فيروسات معينة مثل فيروسات الأنفلونزا أو فيروسات الهربس البسيط، بينما توصلت وكالة الفحص النوعي الألمانية "شتفيتونغ فارينتيست" إلى استنتاج مفاده أن حالة البيانات الخاصة بالدراسات التي أُجريت على القنفذية لا تتسم بالتكامل.
وتوصلت الدراسة السويسرية إلى أن المواد الموجودة في القنفذية يمكنها أن تؤدي إلى قتل فيروسات كورونا. واختبر الباحثون في المختبر السويسري فاعلية النبتة على الغشاء المخاطي للأنف الذي أُعيد بناؤه في المختبر. ونقلوا عدوى كورونا إلى النسيج الاصطناعي وعالجوه بهذا العلاج العشبي في مراحل مختلفة، ثم تمّ فحص التأثير ضد فيروس سارس كوفيد-2، وكذلك ضد فيروسات كورونا وفيروسات ميرس الأخرى، بحسب صحيفة "بيلد" الألمانية.
وكانت النتيجة أن كان المكون النباتي فعالاً في منطقة الجهاز التنفسي العلوي ليس فقط ضد فيروسات البرد، ولكن أيضاً ضد سارس كوفيد-1 وسارس كوفيد-2. كما يمكن لهذه النبتة أيضاً تعطيل كوفيد-19 عند تركيز معين. ويحدث التأثير المضاد للفيروسات فقط عندما يكون العنصر النشط على اتصال مباشر مع مسببات المرض، وبمجرد أن تتلامس فيروسات كورونا مع المواد الموجودة في هذا العلاج الطبيعي، تموت هذه الفيروسات.
ع.غ/ و.ب
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".