دراسة تحذر من مخاطر المبالغة في ممارسة رياضة الجري
١١ يناير ٢٠١٨
ينصح الأطباء المرضى وغير المرضى بممارسة الرياضة للحفاظ على لياقتهم ورشاقتهم. ومن بين الرياضات الأكثر فعالية الجري. لكن المبالغة فيه قد يكون قاتلا، حسب دراسة دنماركية حديثة. كيف ذلك؟.
إعلان
لا يختلف أحد حول فوائد الرياضة بشكل عام والجري بشكل خاص. لكن المبالغة في ذلك قد تكون لها عواقب سلبية على الجسد.
دراسة أجراها مستشفى فريدريكسبرغ في العاصمة الدنمركية كوبنهاغن كشفت أن المبالغة في الجري يضر بالصحة. وأشار الباحثون نقلا عن موقع "هايل براكسيس" الألماني المتخصص في أمراض القلب أنه لا ينبغي أن تتجاوز مدة الجري ساعتين ونصف في الأسبوع.
ورغم أن مخاطر الإصابة بسكتة قلبية أو دماغية لدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أقل بنسة 30 بالمئة مقارنة مع الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة، إلا أن تجاوز عدد معين من الساعات أسبوعياً أو يومياً يمكن أن يرفع من احتمال الإصابة.
وقام باحثون دنماركيون بإجراء تقييم للعلاقة بين الجري وحالات الوفاة، واكتشفوا أن معدل الوفيات لدى الأشخاص الذين يبالغون في الجري مماثلة للذين لا يمارسون رياضة الجري.
واستعان المشرفون على الدراسة ببيانات 1098 من ممارسي رياضة الجري الأصحاء و3950 من ممارسي الجري الذين يعانون من أمراض صحية معينة. وسجل الباحثون معدلات منخفضة لحالات الوفيات وسط الذين يمارسون رياضة الجري أو رياضة المشي السريع مرتين أو ثلاث مرات ومعدلات مرتفعة للذين يمارسونها لأكثر من ثلاث مرات في الأسبوع، يضيف موقع "هايل براكسيس".
ويوصي الباحثون الدنماركيون بعدم ممارسة رياضة الجري لأكثر من ساعة في اليوم وأكثر من ثلاث مرات في الأسبوع ليستفيد جسم الإنسان دون تعريضه للمخاطر.
ع.ع/ هـ.د
أمراض الدماغ الناتجة عن ممارسة الرياضة
الصدمات التي تصيب الرأس أثناء ممارسة بعض الرياضات قد تؤدي إلى أضرار كبيرة في الدماغ، وتسبب تغيرات سلوكية وإدراكية و"خرف ارتجاج الدماغ". تكمن المشكلة في افتقار العلم لعملية تشخيص معتمدة للتعرف على هذه الأمراض.
صورة من: Getty Images/D. Rogers
كان لاعب كرة القدم الأمريكية مايك ويبستر يلقب بـ"مايك الحديدي". حاز أربع مرات مع فريقه على لقب السوبر بول، وهي البطولة الوطنية لكرة القدم الأمريكية. لكن مايك تعرض لعدة إصابات دماغية رضية بسبب ممارسته لهذه الرياضة العنيفة وتوفي مبكراً في سنة 2002 وهو في الخمسين من عمره. اكتشف الأطباء بعد تشريح جثته وجود ارتجاجات في الدماغ، ولذلك يعد مايك أول لاعب يصاب بأمراض الدماغ الناتجة عن الرياضة.
صورة من: picture alliance/AP Photo/G.J. Puskar
الطبيب الشرعي بينيت أومالو (وسط الصورة) هو أول طبيب يختص بعلاج وتشخيص أضرار الدماغ المزمنة الناتجة عن ممارسة الرياضة. تعرض أومالو للكثير من الضغوطات والتهديدات للتوقف عن البحث عن أسباب هذه الأمراض، لكنه أستمر في عمله ما جعله نجماً عالمياً، وهو ما حفز المخرج بيتر لانديسمان (يمين) لعمل فيلم يروي قصة حياته من بطولة ويل سميث (يسار). الفيلم يحمل عنوان "كونكشن" (وتعني ارتجاج الدماغ).
صورة من: picture alliance/AP Photo/M.S. Gordon
الصدمات التي تصيب الرأس تسبب تغيرات سلوكية وإدراكية للشخص، ويسمى هذا المرض "سي تي إي" أو "خرف ارتجاج الدماغ". ويحدث لدى الملاكمين مثلاً فقدان القدرة على الكلام والكآبة والخرف. وتسبب الصدمات المتكررة أضراراً في الخلايا العصبية بالدماغ وإطلاق البروتينات التي تتجمع في الجسم، مسببة التغيرات السلوكية وزيادة الميل إلى العنف وارتفاع الرغبة في الانتحار.
صورة من: picture-alliance/dpaW. Grubitzsch
انتحر الكثير من لاعبي الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية بين عامي 2008 و2015، مثل تيري لونغ وتوم ماكهيل ويوفان بيلشر وأدريان روبنسن وديف ديورسون (في الصورة)، الذي انتحر في سنة 2011 وتبرع بدماغه للطب. وبعد الكشف على الدماغ وجد الأطباء إشارات على وجود مرض خرف ارتجاج الدماغ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Walsh
حتى في عالم الكرة القدم يعاني بعض اللاعبين من إصابات الدماغ، إذ تعرض لاعب المنتخب الألماني لكرة القدم كريستوف كريمر في المباراة النهائية لمونديال 2014 لصدمة في الدماغ، لكنه استمر في اللعب لدقائق بعد ذلك، ما كاد يعرضه لخطر الإصابة بـ"الصدمة الثانية"، التي قد تؤدي إلى خرف ارتجاج الدماغ. المشكلة التي يعاني منها الرياضيون والأطباء هي افتقار العلم لعملية تشخيص معتمدة طبياً للتعرف على المرض.
صورة من: picture alliance/dpa/T.Eisenhuth
يمكن للاعبي كرة القدم التعرض لإصابات الدماغ عبر الاحتكاك بالرأس مثلاً مع لاعب آخر. وذكرت دراسة حديثة صادرة عن المؤسسة الاتحادية الألمانية للعلوم الرياضية أن مخاطر التعرض لإصابات الدماغ تصل إلى نحو 38 في المائة عند لاعبي الدفاع وإلى 28 في المائة عند لاعبي خط الوسط والهجوم وإلى سبعة في المائة عند حراس المرمى.
صورة من: picture alliance/dpa/N.Schmidt
تعد الرغبي أكثر الرياضات التي تحدث فيها حالات خرف ارتجاج الدماغ، بالإضافة إلى ارتجاج الدماغ والإصابة الدماغية الرضية، حسب المؤسسة الاتحادية الألمانية للعلوم الرياضية، ومن ثم تتبعها كرة القدم الأمريكية وهوكي الجليد وكرة السلة. وتعد الإصابات في الدماغ بسبب ممارسة كرة القدم قليلة مقارنة بالرياضات الأخرى، ولكن وبسبب انتشار اللعبة جماهيرياً تنتشر هذه الحالات بين ممارسيها.
الكاتب: زمن البدري/ DW