تحليل الحمض النووي الجنائي قد يزج بأبرياء في السجن!
٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤
نتائج قد تكون صادمة للبعض أفضت إليها دراسة حديثة مفادها أن نتائج تحليل عينات خليط الحمض النووي الجنائي قد لا تكون دليلاً مؤكداً على تورط أحد الأشخاص في ارتكاب جريمة ما.
إعلان
وجد باحثون أن "تحليل خليط الحمض النووي" الجنائي يمكن أن يكون أقل دقة بالنسبة لمجموعات معينة من الأشخاص ذوي التنوع الجيني المنخفض، مما قد يربطهم بشكل خاطئ بمسرح الجريمة.
عندما يتعلق الأمر بربط المشتبه به بجريمة ما، فإن معظم الناس يعتقدون أن أدلة الحمض النووي لا يمكن دحضها ويعتبرونها دليلاً قوياً على ربط الشخص بالجريمة، فالحمض النووي يحمل بصمة فريدة لكل شخص وبالتالي فإن مطابقة الشفرة الوراثية للمشتبه به مع الحمض النووي الموجود في مسرح الجريمة تؤكد بشكل كبير ارتباط الشخص بالجريمة.
لكن دراسة حديثة أفادت أن الأمر ليس بهذه البساطة دائمًا، إذ وجدت الدراسة المنشورة في 28 سبتمبر بمجلة iScience، أن اختبار الحمض النووي الشائع المستخدم في الطب الشرعي من المرجح أن يعطي نتائج "إيجابية كاذبة" لمجموعات معينة من الأشخاص، بحسب ما أفاد موقع "لايف ساينس".
نتائج إيجابية كاذبة!
وفي هذا السياق، فإنه من شأن النتائج الإيجابية "الكاذبة" أن تطابق الحمض النووي الموجود في الجريمة بشكل غير صحيح مع شخص لم يكن متورطًا في الحدث، بل إن المثير أن علماء الطب الشرعي يدركون بالفعل إمكانية حدوث ذلك خلال الاختبار.
وتركز الدراسة على عملية "تحليل خليط الحمض النووي"، والذي يستخدم لتحديد المشتبه بهم من عينة الحمض النووي التي تحتوي على المادة الوراثية لأشخاص متعددين. على سبيل المثال، إذا كان هناك مقبض باب في مسرح الجريمة، فقد تكون هناك آثار للحمض النووي تركها جميع الأشخاص الذين لمسوا هذا المقبض مؤخرًا.
جرائم العصر الحجري
05:50
ولا يعطي تحليل الخليط إجابة قاطعة بـ "نعم" أو "لا" حول ما إذا كان الشخص تورط في ارتكاب جريمة. تتضمن التقنية برنامج كمبيوتر يقدر مدى احتمالية مساهمة الحمض النووي لشخص ما في خليط من المادة الوراثية. بالتالي وكجزء من محاكمة جنائية، قد يذهب تقدير احتمال ارتباط الشخص بالجريمة إلى هيئة محلفين، جنبًا إلى جنب مع أدلة أخرى، وفقًا للمعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا (NIST).
إعلان
بين قوة وموثوقية الأدلة
وقالت روري رولفس، المؤلفة الرئيسية للدراسة وعالمة البيانات في جامعة أوريغون، لموقع لايف ساينس في رسالة بالبريد الإلكتروني: "يُظهر عملنا أننا بحاجة إلى توخي الحذر في تفسير نتائج التحليل الجنائي لمخاليط معينة من الحمض النووي"، وأضافت: "نحن بالتأكيد بحاجة إلى موازنة بين قوة الأدلة وموثوقيتها. من الممكن أن تكون الإدانة الخاطئة قد صدرت بناءً على تحليل خاطئ لمزيج الحمض النووي".
بدوره قال مارك جوبلينغ، أستاذ علم الوراثة في جامعة ليستر في المملكة المتحدة: "بشكل عام، كانت نتائج الدراسة" غير مفاجئة، ولكن من الجيد أن نرى تأكيدًا لهذا الأمر بدقة "، مضيفاً أن "أصول المساهمين في خليط من الحمض النووي يمكن أن تؤثر على النتائج بشكل كبير".
ويعتبر استخلاص النتائج من تحليل الحمض النووي المختلط والقادم من عدة أشخاص أكثر صعوبة في التفسير من عينات الحمض النووي التي يتركها شخص واحد فقط، كما تصبح المخاليط أكثر صعوبة في التفسير مع زيادة عدد الأشخاص، وتناقص كمية الحمض النووي من كل شخص، وتدهور الحمض النووي، وفقًا للمعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا.
بالإضافة إلى هذه القيود، أكد الباحثون في الدراسة أن تحليل مخاليط الحمض النووي تعتبر أقل دقة للأشخاص الذين لديهم تنوع وراثي أقل - أي الأفراد من مجموعة سكانية تشترك في الحمض النووي المتشابه بشكل كبير.
ع.ح
من بصمات الأصابع إلى البيانات الحيوية
قبل 125 عاما بدأ الاعتماد على بصمات الأصابع كوسيلة للإثبات، أما اليوم فأصبح بإمكان رجال الشرطة الاعتماد على كم هائل من المعلومات البيومترية أو الحيوية واستخدامها كأدلة، مثل الحمض النووي والأصوات والبيانات.
صورة من: arfo - Fotolia.com
في عام 1891، قام خوان فوكيتش، وهو باحث بعلم الجريمة أرجنتيني من أصول كرواتية، بإنشاء أول أرشيف بصمات حديث الطراز. ومنذ ذلك الحين، أصبحت بصمات الأصابع إحدى أهم الأدلة التي استخدمت لتحديد هوية المجرمين. في الصورة يظهر شرطي يقوم بنشر الغبار على قفل شقة تعرضت للسطو وهو ما يجعل بصمات الأصابع تصبح مرئية.
صورة من: picture-alliance/dpa
يقوم الشرطي بإستخدام شريط لاصق لإلتقاط بصمات الأصابع ومن ثم يلصقها على قطعة ورقية. في السابق، كانت مقارنة بصمات الأصابع أمراً كثير العناء، إذ كان يتوجب على الشرطة مقارنة بصمات الأصابع ،التي يعثرون عليها في مسرح الجريمة، واحدة تلو الأخرى مع بصمات المشتبه بهم المحتملين. أما حالياً، إختصر الكمبيوتر تلك المشقة.
صورة من: picture-alliance/dpa
كان إجراء أخذ البصمات في السابق عملاً فوضوياً لما يسببه الحبر من آثار قذرة على الأيدي. وبفضل أجهزة المسح الضوئي أصبحت عملية سهلة وبسيطة وتقوم مباشرة بإرسال البيانات وتحويلها إلى بيانات بيومترية.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Endig
يحدد الكمبيوتر النقاط النموذجية بين الخطوط الكثيرة في بصمات الأصابع، من ضمنها التفرعات في الخطوط و موقع مركز البصمة بدقة. لا يمكن أن تتطابق بصمات الأصابع بين شخصين إطلاقاً ويستحيل تطابقها حتى بين التوائم.
صورة من: itestro/Fotolia.com
لا مجال للمراوغة! في نيجيريا يتم استخدام بصمة الماسحات الضوئية في الإنتخابات ليتم التأكد من التصويت لمرة واحدة فقط.
صورة من: APC Presidential Campaign Organisation
هذا هو السؤال الأهم بالنسبة للمسؤولين في أوروبا فيما يخص اللاجئين. إذ يجب أخذ بصمات المهاجرين عند أول عبور بدول الإتحاد الأوروبي. وقد تم تزويد كل مراكز الشرطة بالماسحات الضوئية.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
العديد من الأجهزة الذكية الآن مزودة ببرنامج الحماية بالتعرف على البصمة، مثل جهاز آي فون تاتش-ID، حيث يتمكن صاحب الهااتف المحمول فقط من فتح الجهاز باستخدام بصمته. وبهذه التقنية الجديدة تبقى بيانات صاحب الجهاز محمية في حال ضياع الجهاز أو سرقته.
صورة من: picture-alliance/dpa Themendienst
في بلدة دوندي الاسكتلندية، يقوم الناس باستخدام القياس الحيوي كالبصمة لسحب المال من آلة الصراف الآلي. خبر"سيء" للصوص!
صورة من: picture-alliance/dpa
منذ عام 2005، تحتوي جوازات السفر الألمانية على بصمة رقمية كجزء من المعلومات البيومترية المحفوظة على رقاقة لتحديد الهوية بموجات الراديو. المعلومات الأخرى على الرقاقة، تشمل صورة وجه بيومترية أيضاً. وشأنها شأن بصمات الأصابع، لا يستحيل تطابقها أيضاً مع بيانات أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Grimm
برنامج يتعرف على الوجوه خلال مقارنة ملامح الوجه وقاعدة البيانات، إذ يتمكن من التعرف على وجه المشتبه به، من ضمن حشد كبير من خلال كاميرا المراقبة. خدمات الإنترنت توفر هذه الميزة ايضا على سبيل التسلية للتعرف على وجوه الأصدقاء والعائلة.
صورة من: picture-alliance/dpa
في عام 1984 قام أليك جيفري باكتشاف بصمة الحمض النووي بمحض الصدفة أثناء بحث كان يقوم به بجامعة لستر البريطانية. إذ توصل في بحثه لوجود أجزاء في الحمض النووي تختلف من إنسان لآخر.
صورة من: picture-alliance/dpa
قام مكتب التحقيقات الجنائية الألماني بحل أكثر من 18 ألف جريمة باستخدام البصمات الوراثية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أنقذت هذه التقنية حياة الكثيرين. إذ لا يتم استخدامها لتحديد هوية المجرمين فقط، بل تم تبرئة العديد ممن أدينوا بجرائم لم يرتكبوها.
صورة من: picture-alliance/dpa
تم أول إختبار للحمض النووي في الإبادة الجماعية في سربرنيتسا في البوسنة والهرسك. إذ تم تحديد هويات الجثث التي استخرجت من المقابر الجماعية بشكل ممنهج، ليتم بعد ذلك دفنهم من قبل ذويهم. أكثر من 6 آلاف جثة تم تحديدها باستخدام بصمة الحمض النووي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Emric
قد تتفاجأ عندما تعلم بوجود بيانات بيومترية في الأصوات والبيانات الرقمية الأخرى. برمجيات تحديد الأصوات بإمكانها على سبيل المثال تحديد صوت الأشخاص الذين يقومون بإجراءات مكالمات تهديد. فالصوت البشري لكل شخص مميز. وعلينا أن لا ننسى أن البيانات التي نتركها على الإنترنت قد تكون بمثابة أثر يسهل تعقبه ويحدد هويتنا.