دراسة: تذكر الأحداث والذكريات المؤلمة يقود لنسيانها!
٩ يناير ٢٠٢١
يعاني كثيرون من كوابيس أو ذكريات سلبية ترافقهم ويبقون سجناء لها لسنوات طويلة. وكشف باحثون أن أفضل طريقة للتخلص من الذكريات المؤلمة ونسيانها هو مواجهتها وليس التهرب منها. لكن كيف ذلك؟
إعلان
يحاول الناس قدر الإمكان الاحتفاظ بالذكريات الجميلة التي عاشوها، وفي نفس الوقت التخلص من اللحظات السلبية والمؤلمة. غير أن الكثيرين لا يستطيعون ذلك ويظلون سجناء للذكريات السلبية؛ ما يسبب لهم معاناة نفسية قد تطول مدى الحياة. ويسود الاعتقاد لدى الكثيرين أن نسيان ما عاشه الإنسان غير ممكن. لكن نتائج دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة تكساس في أوستن، أظهرت أن عملية النسيان ممكنة. ويتم ذلك من خلال التركيز وبذل جهد ذهني، حسب موقع "يزنس إنسايدر" البريطاني.
كما أوضح الباحثون بجامعة تكساس أن الدماغ يتوفر على بنية ديناميكية يتم تحديثها وتكييفها بانتظام من خلال التجارب التي يعيشها الشخص. فخلال النوم نقوم تلقائيا بحفظ وتخزين بعض المعلومات في الذهن والتخلص من أخرى.
وخلصت نتائج بعض الدراسات السابقة إلى أن تسريع عملية نسيان الذكريات السلبية ومحوها من الذاكرة، ممكن فقط عبر تقليل الانتباه إلى الأحداث السلبية التي عشناها أو محاولة "قمع" تلك الذكريات بوعي. لكن نتائج الدراسة الجديدة كانت مفاجئة وترى العكس تماما.
وحسب الباحثين من جامعة تكساس فإن التحكم بوعي في عملية النسيان أمر قابل للتطبيق من خلال لفت الانتباه إلى الذكريات غير المرغوب فيها بدل محاولة صرف النظر عنها. وفي هذا الصدد يقول جارود لويس بيكوك، وأستاذ علم النفس في جامعة أوستن وأحد المشاركين في الدراسة "يمكننا محو الذكريات التي تثير ردود فعل سلبية كالتجارب المؤلمة حتى يكون باستطاعتنا التعامل معها بشكل مناسب في المستقبل".
كيف نتذكر الأشياء بشكل أفضل؟
02:00
نسيان المشااهد أسهل من نسيان الوجوه
واعتمد الباحثون في دراستهم ما يُعرف باسم التصوير العصبي؛ وهو طريقة تمكن من تتبع ورصد أنماط نشاط الدماغ. وعرض الباحثون صوراً لمشاهد ووجوه على مجموعة تتكون من 24 شاباً. وطلب الباحثون من المشاركين في تلك التجربة إما تذكر أو نسيان صورة معينة أو كل الصور. ولاحظ الباحثون من خلال مراقبة الجزء الأيمن من الدماغ أن الإنسان لا يستطيع فقط التحكم في النسيان بوعي، ولكن أيضا أن النسيان بوعي يتطلب نشاطا دماغيا أكبر أكثر من تذكر الأشياء.
ويوضح الباحث في علم النفس، لويس بيكوك أن "الإنسان لديه قدرة على النسيان طوعا وبوعي. ولكن كيف تنجح أدمغتنا في فعل ذلك بالضبط هذا لا يزال قيد الاستكشاف". ويضيف ذات الباحث أن معرفة الطريقة "ستمكن من تطوير علاج يساعد الناس على التخلص من الذكريات غير المرغوب فيها ".
ومن بين النتائج التي خلصت إليها الدراسة أن نسيان صور المشاهد أسهل من نسيان صور الوجوه. ويرى الباحثون أن السبب في ذلل يعود إلى المعلومات العاطفية التي تنقلها صور الأشخاص إلى أدمغتنا. وتتجلى أهمية هذه النتائج في كونها تمكن الناس من فصل أنفسهم عن التجارب والمشاعر المؤلمة، يضيف موقع "يزنس إنسايدر".
وبالنسبة للمعالجين النفسانيين فإن الطريقة الأكثر نجاعة للتخلص من الكوابيس والذكريات السلبية هي تغيير طريقة تعاملنا معها. وبالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون التخلص من الذكريات المؤلمة عبر بذل مجهود فردي يمكنهم اللجوء إلى متخصصين في العلاج النفسي والسلوكي أو الأعصاب لتعلم تقنيات التحكم في الكوابيس والذكريات السلبية عبر مواجهتها، حسب الموقع الطبي الألماني "هايل براكسيس نيت".
ع.ع / ع.ج
فوائد التلامس..بين البشر
في عالم رقمي يتراجع فيه التواصل الانساني المباشر، على حساب الرسائل القصيرة وغيرها عوضاً عن اللقاء وجهاً لوجه. من المهم أن نتذكر الفوائد الجسدية والعقلية للمس والاتصال الجسدي بين البشر، حيث يحسن ذلك من معيشتنا.
صورة من: Colourbox/T. Srilao
ضبط النغمة
غالبًا ما يكون لمس بشرتنا هو نقطة الانطلاق لإدراك بعض المواقف والتفاعل مع بعضنا البعض. وجد الباحثون أنه يمكن للناس اكتشاف بعض المشاعر، مثل الحب والغضب والامتنان والاشمئزاز، عن طريق اللمس. ثبت أن اللمس يقلل من العدوانية ويزيد من السلوك الايجابي اتجاه المجتمع. كما أنه يساعدنا على تشكيل والحفاظ على الروابط العاطفية في العلاقات الإنسانية.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/McPHOTO/ADR
اللمسة تعزز روح فريق
يمكن أن يساعدنا العناق في بناء الثقة والتعاون المشترك. وجدت إحدى الدراسات أن لاعبي كرة السلة المحترفين والفرق التي كان بينها تفاعل جسدي أكثر في بداية موسم المنافسات الرياضية، مثل الهاي فايف (أو كما تقال في اللغة العربية: كفّك) أو العناق الجماعي، كانوا يحققون نتائج طيبة في المباريات اللاحقة.
صورة من: Reuters/A. Perawongmetha
عانقوا بعضكم!
يسهم العناق في الحد من الاضطرابات الداخلية بعد النزاع. وأظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تلقوا عناقًا في اليوم الذي حدث فيه نزاع كانوا في حالة مزاجية أفضل بعد ذلك. كما ثبت أن العناق يقلل من احتمالية الإصابة بنزلات البرد العادية، وذلك بسبب قدرته على تخفيف الضغط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Gul
حضن دافئ
يمكن أن يسهم الاتصال الدافئ بين الشركاء، مثل إمساك اليدين أو الاحتضان، في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية ويمكن أن يقلل من تفاعل الشخص مع الإجهاد، وذلك لأن إشارة الدعم الجسدية الإيجابية تلك تبطئ من معدل ضربات القلب، وتقلل من هرمون التوتر "الكورتيزول" وتخفض من ضغط الدم. ويمكن للأزواج مزامنة معدل ضربات قلوبهم وموجات الدماغ فقط عن طريق اللمس.
صورة من: AFP/Getty Images/P. Singh
التدليك: أكثر من مجرد استرخاء
وجد الباحثون في المركز الطبي بجامعة ديوك أن التدليك لكامل الجسم يخفف من الألم ويزيد من قدرة المرضى - ممن يعانون من التهاب المفاصل في ركبهم - على الحركة والتنقل. كما تبين أن اللمسة العلاجية تقلل الألم وتزيد من جودة الحياة لمرضى الألم العضلي التليفي. ليس فقط أولئك الذين يحصلون على التدليك هم من يستفيدون وحسب، بل إن تقديم التدليك يؤثر إيجابا على من يقوم به.
صورة من: apops/Fotolia.com
تدليك ذاتي
ومع ذلك، فأنت لست بحاجة إلى شخص آخر لتحصل على فوائد اللمس. فالتدليك الذاتي قد يكون له نفس تأثيرات التدليك المنتظم الذي يقدمه لك شخص آخر. وتكون الفوائد الصحية للتدليك أقوى عند استخدام المزيد من الضغط، بعكس ما يحدث عند اللمسة الخفيفة. يمكن لليوغا وغيرها من أشكال التمرينات الرياضية أيضاً أن تُحدث تأثيرات مماثلة لتخفيف التوتر وذلك عند وجود اتصال بين جسدك وبين الأرض.
صورة من: Colourbox
لمسة مباشرة
يؤدي التدليك أيضاً إلى زيادة الوزن عند الأطفال ناقصي النمو من خلال إشراك جزء من جهازهم العصبي في العملية. كما يحسّن التدليك من عملية الهضم بإفراز هرمونات لازمة لامتصاص الطعام. ويساعد لمس الجلد على إطلاق الأوكسيتوسين، وهو الهرمون المرتبط بتعلق الأم بالرضيع، كما يقلل من إفراز الكورتيزول، هرمون التوتر. وقد يكون للتدليك أيضًا تأثير مخفف للألم لدى الأطفال الذين يخضعون لإجراءات طبية بسيطة.
صورة من: picture-alliance/AP/Sharp HealthCare
أظهر دعمك
الإمساك بيد الشريك أثناء تعرضه لآلام جسدية، قد يكون مفيدًا لكلا الطرفين. فالألم يتراجع بالفعل لدى الشريك عند لمسه. وهذا الاتصال الجسدي بين الأشخاص يمكنه أيضا المساعدة على تعزيز الثقة في النفس.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Wiedl
شعور متزايد بالاحساس
اليوم، يجري العمل على إنشاء أطراف صناعية مدعمة حسياً بحيث يمكن لمن بترت أحد أطرافه الحصول على الفوائد نفسها عندما يتم لمسه. وقد ثبت أن الشعور بالسعادة والعافية النفسية تتزايد لدى مستخدمي هذه الأطراف الاصطناعية والتي يمكنهم من خلالها الشعور باللمس. يعمل باحثون آخرون أيضاً على تطوير تقنية إلكترونية للبشرة يمكن من خلالها الشعور بالأسطح الصلبة والأقمشة الناعمة أو الأحاسيس الإدراكية مثل السخونة.