في دراسة معقدة وكبيرة توصل باحثون إلى أن تغيرات معينة في أربع كروموسومات تشير إلى علاقة مع الميول الجنسية سواء إلى الجنس الآخر أو المثلية الجنسية، وترتبط بحاسة الشم والسمع ومتغيرات أخرى.
إعلان
شغلت بحوث علاقة السلوك الجنسي للبشر بالجينات العلماء لربع قرن تقريباً، ورغم تقدم العلماء في هذا المجال إلا أن جانباً معقداً من السلوك الجنسي بقي عصياً عليهم. مجلة ساينس العلمية كتبت حول أوسع دراسة على الإطلاق في علم الوراثة وعلاقته بالميول الجنسية، البحث كشف عن أربعة اختلافات وراثية مرتبطة بما أطلق عليه العلماء، السلوك غير الجنسي.
وقال أندريا غانا الباحثة في معهد برود بجامعة كامبردج وفي كلية الطب بجامعة بوسطن إنه وفريق العمل العلمي درسوا جينا لمئات آلاف من الناس، طرح عليهم في نفس الوقت سؤلاً: إن كانوا قد مارسوا الجنس مع شخص ينتمي إلى الجنس نفسه؟ فجاءت الإجابات أن نحو 451 ألف أجابوا بلا، فيما أجاب نحو 25 ألفا بنعم.
فريق العمل وجدوا متغيرات في الكروموسومات رقم 7,11,12, و15. وتبين لهم أن هناك نوعان مختلفان من الرجال الذين أبلغوا عن تجربة جنسية مع نفس الجنس. في النوع الأول لوحظ تغير في مجموعة من الحمض النووي على الكروموسوم 15، وعثر هناك على بيانات ترتبط بالصلع الذكوري. وفي الحالة الثانية في الكروموسوم 11، حيث يرتبط بمستقبلات شمية غنية. كما لاحظ الباحث أن الحاسة السمعية تلعب دورًا كبيرًا في الجذب الجنسي.
أما التغير الرابع فقد كانت له علاقة بالمزاج واضطرابات الصحة العقلية. وكان الرجال والنساء الذين لديهم متغيرات في هذه الكروموسومات أكثر عرضة للإصابة باضطراب اكتئابي رئيسي وانفصام الشخصية، وكانت النساء أكثر عرضة للإصابة باضطراب ثنائي القطب.
وكانت دراسة أصغر أُجريت في عام 1993 قد بحثت عن العلاقة بين الكروموسوم x والمثلية الجنسية، لكنها لم تتوصل إلى النتائج التي وصل إليها فريق عمل أندريا غانا. وقال غانا لمجلة ساينس إنه رغم نتائج البحث، لكنه لا يمكن القول إن هناك جينا مسؤولا عن المثلية الجنسية عند البشر. وأوضح أن النتائج التي ظهرت جديرة بالاهتمام "لأننا لا نعلم شيئا حقاً عن علم الوراثة في السلوك الجنسي، ويبدو أننا قد بدأنا بالفعل في هذا المجال". كما أضاف أن السلوك الجنسي عند البشر معقد جداً هناك مؤثرات كثيرة عليه، بحيث لا يمكن ربطه بالجينات فقط.
وأوضح موقع مجلة ساينس، أن الجانب الآخر الغريب في الدراسة أن الغالبية من الناس الذين لهم سلوك جنسي مغاير وليس مثلي، الذين كشفت عنهم الدراسة ولديهم متغيرات في الجينات الأربع المتعلقة بالصلع والشم وحاسة السمع والمزاج، يميلون إلى أن لهم شركاء جنس أكثر من المعتاد. ورغم ذلك يرى العلماء أن الدراسة الحذرة تشكل بداية لفهم علاقة الميول الجنسية بالجينات.
ع.خ/ ه.د (DW)
أمثلة على المثلية الجنسية في الطبيعة...
عملية الاقتران بالجنس نفسه ليست طبيعية فحسب في عالم الحيوان، بل هي عملية شائعة الحدوث أيضاً، إذ تشير الدراسات أن مايقارب الـ1500 نوع من الحيوانات تجامع شريكاً من نفس الجنس. في جولتنا هذه سنعرفكم على بعض منها.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library
يزداد النشاط الجنسي المثلي بين ذكور الزرافات مقارنة مع النشاط بين الإناث والذكور، إذ بيّنت الدراسات أن من خلال متابعة أكثر من 90 في المائة من السلوك الجنسي لدى الزرافات، أن لديها ميلاً إلى الجنس نفسه. وتعرف الذكور كيفية ملاطفة الطرف الآخر الذي يبدأ عادة بعناق الرقاب الذي يمكن أن يدوم لأكثر من ساعة.
صورة من: imago/Nature Picture Library
تظهر إناث وذكور الدلافين ميولاً مثلية إلى الجنس نفسه، ويترافق ذلك مع استخدام خطومها القارورية الشكل. وعادة ما تكون الميول الجنسية لدى ذكور الدلافين موجهة إلى الجنسين، غير أنها تمر بفترات تصبح فيها حصرية للجنس ذاته.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library
الميول المثلية شائعة بين الأسود أيضاً، إذ يقوم ذكران أو أربعة ذكور بتشكيل تحالف يجمع بينهم، ويتم تعزيز هذا التحالف بإقامة علاقات مثلية فيما بينهم. لكن العديد من الباحثين يشيرون إلى أن طبيعة هذه العلاقة أقرب ما تكون إلى العلاقة القوية بين ذكرين بعيداً عن المثلية.
صورة من: ARTIS/R. van Weeren
النشاط الجنسي المثلي بين ذكور ثيران البيسون هو أكثر شيوعاً من العلاقة بين ذكور وإناث ثيران البيسون، لأن إناث البيسون تتزاوج مرة واحدة في السنة، وإذا لم تُشْبِع ذكور البيسون رغبتها خلال موسم التزاوج، فإنها تلجأ إلى إقامة علاقة مثلية مع ذكور آخرين.
صورة من: imago/Nature Picture Library
تنخرط ذكور وإناث قرود المكاك في علاقات مثلية مع بعضها البعض، ولكن بينما تستمرالعلاقة المثلية بين القرود يوماً واحداً فقط، نلاحظ أن العلاقة المثلية بين إناث قرود المكاك تشكل رابطاً قوياً يجمع الإناث ويساعدها على البقاء معاً والدفاع عن بعضها البعض ضد الأعداء.
صورة من: picture alliance/robertharding
تُعرف أعشاش طيور القطرس في جزيرة هاواي بأنها تضم تجمعاً كبيراً من الطيور مثلية الجنس، إذ ما يقارب 30 في المائة من كل الأعشاش في جزيرة هاواي تشغلة أنثيان من طائر القطرس تبقيان معاً طوال حياتهما، وتتحملان معاً عبء رعاية الفراخ التي نتجت من علاقة بطيورٍ ذكور هي بالأصل على علاقات بإناث طيور أخرى.
صورة من: imago/Mint Images
تعتبر حياة قرود البابون الأشبه بحياة الإنسان، ويُعرف عن هذه القرود سعيها للمتعة الجنسية، إذ تقيم ذكور وإناث قرود البابون علاقة مثلية مع نفس الجنس، وأكثر من ثلثي العلاقات المثلية تمارسها إناث قرود البابون، كما تنشط العلاقة المثلية بين هذين الذكرين من قرود البابون.
صورة من: picture-alliance/F. Lanting
مثل العديد من الطيور، يكتفي طائر البجع بزوجة واحدة ويظل الزوجان معاً طوال حياتهما، غير أن ذكرالبجع يقوم باختيار شريك من نفس جنسه، ويعتبر نحو 20 في المائة من أزواج طيور البجع من المثليين جنسياً، وهم ينشئون عائلات مع بعضهم البعض، وأحياناً تقوم الأنثى بإقامة علاقة مع أنثى أخرى وتنتهي العلاقة بوضع تلك الأنثى الأخرى لبيضها فتطردها من العش وتحتض بيضها في عملية تُعرف بتبني البيض.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/P. Frischknecht
يصل ذكر حيوان الفظ المائي إلى سن البلوغ في الرابعة من عمره، ولحين وصوله إلى سن البلوغ يعيش حصراً حياة المثليين، غير أنه فور وصول معظم الذكور إلى سن البلوغ يبدأ بإقامة علاقة مع الإناث خلال موسم التكاثر، بينما يتابع الذكور إقامة علاقة مثلية مع بقية الذكور طوال بقية العام.
صورة من: imago/Nature in Stock
.تشير الدراسات إلى أن ما يُقارب 8 في المائة من ذكور الأغنام تفضل إقامة علاقة مثلية مع ذكورأغنام أخرى حتى ولو كانت إناث الأغنام في فترة الخصوبة. وبينت الدراسة أن بُنية الأدمغة لدى الأغنام المثلية الجنس تختلف عن بُنية أدمغة نظرائها التي تفضل الجنس الآخر. كما أن تفرز كميات أقل من الهرمونات الجنسية.
غ.د/ ي.أ