دراسة ترجح تسبب الإنسان في ارتفاع منسوب مياه البحار
٢٣ فبراير ٢٠١٦
أكدت دراسة عالمية أن ارتفاع منسوب مياه البحار وصل إلى متسوى لم يسبق له مثيل منذ ثلاثة آلاف سنة. ورجح فريق من الباحثين من أكثر من دولة أن يكون التأثير البشري وراء هذا التزايد غير المسبوق.
إعلان
منذ ثلاثة آلاف العام، لم يشهد منسوب مياه البحار ارتفاعا كذلك الذي وصلت إليه مياه البحار مؤخرا. وخلص الباحثون إلى هذه النتيجة بعد تحليل بيانات أخذت من أكثر من منطقة من مناطق العالم واستخدام هذه البيانات في إعادة محاكاة تطور منسوب البحر على مستوى العالم.
هذه النتيجة التي توصل إليها الباحثون بقيادة روبرت كوب من جامعة روتجرس بمدينة بيسكيتاوي بولاية نيوجيرسي الأمريكية، نشرت اليوم الثلاثاء (23فبراير/شباط) في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم .
وتوقع الباحثون من خلال هذه المحاكاة أن يرتفع منسوب بحار العالم بحلول عام 2100 بواقع 52 إلى 131 سنتمترا أخرى، وحصل الباحثون من خلال بيانات أخذت من نحو عشرين من مناطق العالم على استنتاجات بشأن المناسيب السابقة للبحار "فبيانات مكان بمفرده لا يمكن أن تعكس منسوب البحار على مستوى العالم" حسبما جاء عن الأستاذ كوب المشرف على الدراسة في بيان عن الجامعة.
وضمن الباحثون دراستهم بيانات أخذت من مناطق شمال المحيط الأطلسي وجنوبه وجنوب المحيط الهادي وأستراليا والبحر المتوسط و خليج المكسيك. ورغم أن الدراسة لا تتضمن بيانات من أجزاء واسعة في آسيا وأفريقيا و جنوب أمريكا إلا أن الباحثين يعتقدون أن دراستهم أجريت على أرض علمية صلبة. وحسب الباحثين فإن تطور منسوب مياه البحار كان دائما في ارتفاع وانخفاض.
وحسب الدراسة فقد بدأ هذا المنسوب في الارتفاع منذ مولد المسيح واستمر في الارتفاع حتى عام 700 ميلادي بمعدل واحد مليمتر سنويا ثم ظل منسوب البحار مستقرا تماما على مدى 300 سنة ثم انخفض بواقع 2ر0 مليمتر سنويا بسبب مرحلة باردة انخفضت فيها درجة حرارة البحار بواقع 2ر0 درجة مئوية قبل أن يعاود المنسوب الصعود حتى عام 1600 بسرعة 3ر0 مليمتر سنويا ثم دخل في مرحلة مشابهة حتى عام 1800، ثم بدأ منسوب سطح البحار في الارتفاع بشكل هائل خلال عصر التصنيع حيث ارتفع بواقع 4ر0 مليمتر سنويا في الفترة بين عام 1860 و1900 ثم بمعدل 4ر1 مليمتر سنويا في القرن العشرين.
المساكن العائمة - حلول لمشكلة ارتفاع منسوب البحار
يسعى المهندسون المعماريون إلى توظيف التقنيات الحديثة في خلق إمكانية العيش على الماء. وما كان يبدو وكأنه أشبه بأفلام الخيال العلمي، سيصبح قريبا حقيقة واقعية، لأن منسوب مياه البحار يرتفع بشكل أسرع مما يعتقد.
صورة من: Koen Olthuis, Waterstudio.NL / Dutch Docklands
الزهرة العائمة
هذا التصميم المعماري، الذي يشبه زهرة عملاقة، وضعه مهندسون هولنديون خصيصا لجزر المالديف. ويضم المشروع 185 فيلة فخمة عائمة يمكن الوصول إليها بالقوارب. وقد تم إنجاز خمس فيلات من المشروع وهي جاهزة للبيع.
صورة من: Koen Olthuis, Waterstudio.NL / Dutch Docklands
قلعة ضد الفيضانات
صمم المكتب الهولندي "ووتر ستوديو" أول مشروع سكني عائم في أوروبا أطلق عليه "القلعة". المشروع، الذي سيقام في منطقة بين مدينتي لاهاي وديلفت، سيضم 60 شقة سكنية. يذكر أن ثلث الأراضي الهولندية يقع حاليا تحت مستوى سطح البحر.
صورة من: Koen Olthuis, Waterstudio.NL / ONW/BNG GO
سفينة نوح!
على غرار سفينة نوح، وضع المصممون الهولنديون لمشروع "شجرة البحر" في حسبانهم كل شيء تقريبا حتى من حيث تخصيص مساحات لحياة الحيوانات والطيور والأسماك. وسيتم تثبيت الحديقة العائمة في قاع البحر على غرار منصات النفط.
صورة من: Koen Olthuis, Waterstudio.NL
المسجد العائم
المهندسون المعماريون الهولنديون صمموا أيضا مسجدا عائما لدولة الإمارات العربية المتحدة. اللافت للنظر أن أعمدة المسجد الداخلية شفافة وتسمح بمرور الضوء.
صورة من: Koen Olthuis, Waterstudio.NL
جزر وملاعب عائمة
الجزر المالديفية مهددة بالغمر بسبب ارتفاع منسوب البحر، وقد تختفي تماما يوما ما، حسب توقعات الخبراء. لكن هذا الأمر يجب ألاّ يزعج المصطافين هناك، إذ سوف يقضون إجازتهم في "النجمة الخضراء" التي صمّمها أيضا المهندسون الهولنديون. وحتى عشاق الرياضة سوف يكون لديهم ملعب عائم للغولف.
صورة من: Koen Olthuis, Waterstudio.NL
مرافق ضرورية للحياة
وقد وضع في الاعتبار بناء أسواق ومطاعم وفنادق على الجزيرة الصناعية العائمة في المالديف، ما سيعني بالنسبة للسكان المحليين ضرورة حياتية أكثر منه ترفا. ذلك أن الخبراء يتوقعون أن يصبح الكثير من الجزر المالديفية، التي يقارب عددها الـ 2000 جزيرة، غير قابل للسكن خلال 100 سنة من الآن.
صورة من: Koen Olthuis, Waterstudio.NL / Dutch Docklands
القوارب السكنية
السكن على سطح الماء له تقاليد في هولندا ذات الكثافة السكانية العالية، فالبنايات كانت دائما نادرة، ويوجد حاليا حوالي عشرة آلاف قارب سكني، منها نحو 2500 في قنوات أمستردام.
صورة من: Fotolia/peteri
تقليد قديم يعرفه الفقراء
يعرف سكان العديد من البلدان الفقيرة السكن فوق سطح الماء منذ زمن بعيد، ففي منطقة كشمير بالهند يستأجر السياح قوارب سكنية. الفكرة كانت من بنات أفكار مواطن إنجليزي لم يسمح له بشراء قطعة أرض في كشمير قبل مئة عام. هذه الفكرة الإبداعية ستكون مهمة في المستقبل، حيث يعتقد الخبراء أن الشواطئ الهندية مهددة أيضا بالفيضانات.
صورة من: Getty Images
قرى عائمة في فيتنام
في خليج هالونغ في شمال فيتنام يعيش نحو 1600 شخص في قوارب سكنية في القرى العائمة. ويعتمد السكان على الصيد وزراعة اللؤلؤ والسياحة لتأمين حياتهم المعيشية.
صورة من: Fotolia/MasterLu
خارطة العالم العائمة في دبي
في دولة الإمارات العربية المتحدة بدأ الناس في العيش فوق سطح البحر، حيث شيدت 270 جزيرة صناعية في دبي على شكل خارطة العالم. لكن أسعارها باهظة، إذ يتراوح سعر الوحدة السكنية الواحدة بين 11 و40 مليون دولار.
صورة من: AFP/Getty Images
جزر النخيل في دبي
"جزر النخيل" في دبي، التي شيدت عام 2001 من قبل شركة تابعة للدولة، لازالت تواجه انتقادات من قبل حماة البيئة نظرا لعدم حركة المياه حول هذه الجزر، كما أن طبيعة هيكل البناء سيواجه مشكلات في المستقبل.
صورة من: AFP/Getty Images
11 صورة1 | 11
وأكد الباحثون أنه من المرجح بقوة أن يكون الارتفاع في منسوب بحار العالم في القرن العشرين أسرع عما كان في أي قرن مضى منذ عام 800 قبل الميلاد.
وأوضح الباحثون أنه لولا النفوذ البشري وتصرفات الإنسان لما ارتفع منسوب مياه البحر سوى بواقع 7 مليمترات بأقصى تقدير بل ربما تراجع بواقع 3 سنتمترات.
وأضاف الباحثون: "كان الارتفاع الذي حدث لمنسوب مياه البحار في القرن العشرين غير مسبوق في الألفيات الثلاث الماضية بل إن ارتفاعه تسارع أكثر خلال العقدين الماضيين".
ويرى الباحثون أن منسوب البحار سيرتفع بواقع 52 إلى 131 سنتمترا حتى عام 2100 مع استمرار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وأنه إذا نجح العالم في كبح الانبعاثات المسببة لارتفاع منسوب سطح البحار بشكل هائل فسيرتفع منسوب سطح البحار بواقع 24 إلى 61 سنتمترا.