جراسة: تشابه القرود والبشر في نمط التفكير أكثر مما كان يعتقد
١١ يوليو ٢٠٢٠
التشابه بين البشر وبعض أنواع القردة ما يزال قادرا على إبهارنا. دراسة أظهرت أن نمط التفكير ليس عادة إنسانية فقط، بل أن القردة أيضا قادرة على تعلم القواعد، وبأن درجة التشابه في التفكير مع الانسان أكبر مما هو متوقع.
إعلان
أظهرت نتائج أبحاث قامت بها كل من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وجامعة هارفارد، وجامعة كارنيجي ميلو أنه بالرغم من أن البشر والقرود لا يتحدثون نفس اللغةبيد أن طرق تفكيرهم متشابهة أكثر بكثير مما كان يعتقد في السابق.
وقالت الدراسة التي تم نشرها في مجلة "Science Advances” إن الباحثين وجدوا تقاربا بين البشر وبين فصيلة من القرود تدعى قرود المكاك. وكان هذا التشابه فيما يخص الاستدعاء الذاتي والذي يعني عملية تكرار الشيء بطريقة مشابهة ذاتيا.
وتم فحص أكثر 100 متطوع من مختلف الفئات العمرية والثقافات والأصول في الولايات المتحدة، ووجد الباحثون تقاربا بين البشرووالقرد من فصيلة المكاك.
طبيعة التجربة
الاسترجاع الذاتي هي عملية معرفية تحدث في الدماغ. على سبيل المثال، عند ترتيب الكلمات أو الجمل أو الرموز التي تعبر عن الأوامر أو المشاعر أو الأفكار المعقدة.
تم تدريب الأشخاص لأول مرة على مهمة إنشاء تسلسل الأشكال، تم تقديم أربعة أقواس للمشاركين في مواقع عشوائية وكان عليهم لمسها بترتيب معين لتلقي ردود فعل. وأظهرت النتائج تقاربا بين المتطوعين وبعض القردة. وقال الباحثون إن القردة على وجه الخصوص كان أداؤها أفضل بكثير في التجربة مما كان يتوقع.
يقول سام شايت، الذي شارك في الدراسة كطالب دكتوراه: "تشير بياناتنا إلى أن القرود ذات التدريب الكافي قادرة على رسم خريطة لعملية الاسترجاع الذاتي أيضا، ما يجعل الأمر غير منوط بالبشر وحدهم كما كان يعتقد سابقًا".
ووفقًا للدراسة، تقدم النتائج رؤى جديدة حول تطور اللغة. يقول المؤلف المشارك للدراسات ستيفن بيانتادوسي، الأستاذ المساعد في علم النفس في جامعة كاليفورنيا في بيركلي: "للمرة الأولى، لدينا بيانات تجريبية ذات مغزى عن أنماط التفكير لدى البشر وبعض أنواع الحيوانات العليا ".
تعلم القرود للقواعد
تم تصميم أحجام العينات للمواضيع البشرية لمطابقة كمية البيانات التي تم جمعها بين المجموعات بناءً على عدد تجارب المهام التي يمكن أن تكملها الموضوعات من كل مجموعة. استخدم المشاركون وكذلك القرود شاشة تعمل باللمس لترتيب الرموز. وحصل القرود على مكافأة طعام أو عصير للقيام بالتجارب الصحيحة. وكان هناك فاصل زمني 2 ثانية قبل بدء التجربة التالية بغض النظر عن الدقة، وتلقى الأشخاص ردود فعل إيجابية بغض النظر عن الاستجابة.
وفقا للباحثين فإن القرود أصبحت على علم بالأخطاء التي ارتكبتها في التجارب، ولم تكررها في التجارب التي تلتها وهو ما يظهر قدرة معينة لدى بعض أنواع القردة مثل المكاك وأيضا قرد البابون على تعلم القواعد الصحيحة في العمل.
آن كريستسن هيربه / علاء جمعة
قرود البونوبو الأقرب إلى الإنسان تكافح من أجل البقاء!
رغم أن قرود البونوبو هي الأقرب والأشبه بالإنسان جينيا، فإنه هو عدوها الأكبر! إذ أن هذا النوع من القرود بات مهددا بالانقراض. لذلك أطلقت جمهورية الكونغو الديمقراطية مبادرة لحمايتها، فهل ستنجح في منع انقراضها؟
صورة من: DW/S. Fröhlich
انشر الحب لا الحرب
شعار البونوبو غير المعلن هو "انشر الحب وليس الحرب". كلما كان ذلك ممكنا، تتجنب هذه القرود أي نوع من القتال. وإذا نشأ خلاف قد يؤدي إلى عراك، فإن البونوبو سيسعى إلى تخفيض وتيرته من خلال العناق بدلاً من القتال وغالبًا من خلال الجنس. كما أن نسبة الإناث بين البونوبو أعلى من الذكور، مما يساهم في بيئة أكثر سلما.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
أقرب الكائنات إلى الإنسان
البونوبو في جمهورية الكونغو على وشك الانقراض. قبل 40 عاما بلغ عددها حوالي 100 ألف. لكن هذا العدد تقلص اليوم بفعل عوامل بشرية ليتبقى 20 ألف قرد فقط. يتم صيد القردة الصغيرة لبيعها كحيوانات أليفة، كما يتم بيع لحمها بأسعار مرتفعة في الأسواق. وعلاوة على ذلك يقوم الإنسان بتدمير بيئتها والملاذ الآمن الوحيد لها المتمثل بالغابات.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
لا يستطيع السباحة
لا يعيش البونوبو حاليا سوى في جمهورية الكونغو الديمقراطية - وتحديدا في حوض الكونغو، وهي منطقة شاسعة تساوي ثلاثة أضعاف حجم فرنسا. العديد من الأنهار بما فيها نهر الكونغو تصب في هذه المنطقة. ولأن البونوبو لا يستطيع السباحة، لم يتمكن من مغادرة الحوض.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
تطابق جيني كبير
ما يصل إلى 98 بالمائة من الحمض النووي للبونوبو مطابق للحمض النووي للإنسان. فقرود بونوبو هي أقرب إلى الإنسان منها إلى الغوريلا. لكن ثمة بعض الاختلافات أيضا، على سبيل المثال يمكن أن يعاني البونوبو من أمراض مثل فيروس نقص المناعة الإيدز، لكنه محصن ضد الملاريا.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER/I. Kuzmin
جنة البونوبو
"لولا يا بونوبو" تقع في منطقة كيموينزا وتعتبر المحمية الطبيعية الوحيدة في العالم التي تحتضن قرود البونوبو اليتيمة بعد أن تشردت بسبب الاتجار غير المشروع، وهي تعتبر بمثابة جنة لهذه القرود. أسسها الناشط البيئي البلجيكي كلودي أندريه، بهدف توفير الرعاية للقرود قبل إرجاعها إلى الحياة البرية من جديد.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/D. Heuclin
الحاجة إلى الطمأنينة والحنان
الرعاية النفسية لا تقل أهمية عن الرعاية الصحية. أحيانا، يتعرض صغار البونوبو لصدمات نفسية بسبب فقدان أمهاتهم، يمكن أن تودي بحياتهم. ولتجنب هذا، تعمل نساء على رعاية رضع البونوبو بهدف توفير الحنان والطمأنينة لها. ويحتاج طفل البونوبو لهذه الرعاية الخاصة حتى يبلغ سن الرابعة.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
أرض البونوبو
تبلغ مساحة المحمية الطبيعية في مقاطعة إكواتور في جمهورية كونغو الديمقراطية 20 ألف هكتار كم من الغابات. و المعروفة محليا باسم "إيكولو يا بونوبو" ، وهو ما يعني "أرض البونوبو". وتسعى الحكومة إلى توسيع هذه المحمية لتصل إلى نحو 100 ألف هكتار، لحماية البونوبو من الانقراض على المدى الطويل.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
الاستعداد للعودة إلى البرية
يعيش أكثر من 60 قردا على مساحة 75 هكتارا من الغابات الاستوائية حيث توجد محمية لولا يا بونوبو. هنا يتم تربية ورعاية القرود المريضة قبل إعادتها إلى حياتها الطبيعية والحرية في البرية. وأعادت لولا يا بونوبو مجموعتين من أيتام البونوبو بعد رعابتها وتأهيلها إلى البرية منذ عام 2009.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
التحول من عدو إلى صديق
أكثر من 30 ألف شخص يزورون المحمية كل عام. معظم الزوار من أطفال المدارس الكونغولية، فهم صناع القرار في المستقبل. فإذا كان هناك أحد سينقذ البونوبو، ربما سيكون منهم! إعداد: شيليا فروليش/ ح.ش