يبدو أن صناعة سينما الخيال العلمي لا تطابق وقائع العلوم والأبحاث، فالإعلان في فيلم عن وفاة سريرية لشخص ما لا يتطابق مع الصورة المعروضة لدماغه، كما أكد فريق بحث أمريكي كاشفا أنّ التصوير غير الصحيح قد يسبب مشكلة .
إعلان
خلص باحثون أمريكيون إلى أنّ تصوير الموت الدماغي في الأفلام والمسلسلات خيالي كالشخصيات التي تؤدي تلك الأدوار. جاء ذلك بعد مراجعة مجموعة من الأفلام والعروض التلفزيونية التي تحكي قصصا تتناول وفاة دماغية اكتشف الباحثون أنه مع إعلان الوفاة الدماغية لتسعة عشرة شخصية لم يعرض أي تصوير فحصا ملائما يسمح للأطباء بالوصول لهذه النتيجة.
وقالت الدكتورة أريان لويس عالمة الأعصاب في مركز لانجون الطبي في نيويورك "معظم الحالات كانت غير صحيحة ومضللة."
وكتبت لويس وفريقها المساعد في الدورية الأمريكية لزراعة الأعضاء (أمريكان جورنال أوف ترانسبلانتيشن) أن التصوير غير الصحيح وغير الاحترافي قد يكون مشكلة تتعلق بما يواجهه الناس في الواقع ومنه على سبيل المثال متى يمكن التبرع بأعضاء أو فهم التشريع المرتبط بالمسألة.
وبخلاف الأحياء الذين يدخلون في غيبوبة أو "حالة خضرية دائمة" فإن الإعلان عن الموت الدماغي تعني الموت الكامل من الناحية القانونية. ويحدث الموت الدماغي عندما تتوقف وظائف الدماغ ولا تعمل باقي أعضاء الجسم إلا بوضعها على أجهزة.
ما هو التصوير بالرنين المغناطيسي؟
يسمح التصوير بالرنين المغناطيسي بالحصول على صور مقطعية مفصلة من داخل الجسم.و ذلك اعتمادا على الخصائص المغناطيسية لنواة الهيدروجين في الجسم. ويستخدم لفحص الكثير من أعضاء الجسم كالدماغ والاوعية الدموية والمفاصل.
الأشعة السينية هي الأولى
يعد تطوير التصوير بالأشعة السينية هي الطريقة الأولى التي سمحت بالدخول إلى أعماق الجسم ورؤية أدق تفاصيله وكان ذلك في نهاية القرن الثامن عشر.
صورة من: picture-alliance/prismaarchivo
سلبيات التصوير بالأشعة السينية
عدم القدرة على رؤية جميع الأنسجة، إضافة إلى التأثير المضر للأشعة السينية التي من شأنها أن تسبب أوراما سرطانية، دفع العلماء إلى البحث عن طرق آخرى إضافية تتيح النظر إلى داخل جسم الانسان بضرر أقل، لينتشر التصوير بالموجات فوق الصوتية.
صورة من: Sven Bähren/Fotolia
التصوير بعيدا عن أضرار الاشعة
مؤخرا أصبح من الممكن الحصول على صورة داخلية وتفصيلية لكامل الجسم على الحاسوب باستخدام الرنين المغناطيسي والمعروف بـ "MRT". ولعل أهم ما يميز هذه الطريقة عن الطرق الآخرى هو عدم استخدامها للأشعة المضرة، ما يجعل استعمالها ممكنا لفحص النساء الحوامل أيضا.
صورة من: DW/F. Schmidt
لفحص الكثير من أعضاء الجسم
غالبا ما يتم استخدام الرنين المغناطيسي لفحص الدماغ والعمود الفقري والمعدة والمفاصل. حتى الأوعية الدموية يمكن فحصها بالرنين المغناطيسي. كما يمكن يمكن الحصول على صور رائعة تظهر مثلا نشاط الدماغ أثناء عملية الأيض .
كيف تتشكل الصور المقطعية؟
تعتمد فكرة الرنين على الخواص المغناطيسية لذرة الهدرجين في الجسم. يدفع الحقل المغناطيسي جميع ذرات الهدرجين لاتجاه واحد. إلا أن تحفيز ذرات الهدروجين يدفعها لتغير اتجاهها. ما يساعد على تشكيل موجات كهرومغناطيسية يلتقطها الحاسوب لتشكيل صورة مقطعية.
صورة من: picture-alliance/dpa
قوة جذب مغناطيسية عالية جدا
الحقل المغناطيسي قوي جدا، فقوته تفوق الحقل المغناطيسي الأرضي بـ30 ألف مرة، الأمر الذي يمنع دخول الأجسام المعدنية كالمفاتيح مثلا إلى داخل جهاز التصوير.
صورة من: picture alliance/AP Photo
ميزة سلبية
قوة الحقل المغناطيسي في جهاز التصوير تعني عدم القدرة على تصوير الأشخاص الذين لديهم أجهزة تنظيم ضربات القلب أو أولئك الذين لديهم قطع معدنية في أجسامهم.
7 صورة1 | 7
وقالت لويس إن الدراسة الجديدة اعتمدت على بحث آخر وجد أن وصف الموت الدماغي في الصحافة غير صحيح في أغلب الحالات. وأضافت "بمجرد أن اطلعت على الأسلوب الإعلامي أردت أن انتقل وأقوم بنفس الشيء مع أسلوب الأفلام والمسلسلات."
ويستلزم الإعلان عن الوفاة الدماغية لشخص فحصا شاملا تحدده الأكاديمية الأمريكية للأعصاب ينظر في علامات منها كون المريض في حالة غيبوبة وانعدام استجابة جذع المخ وعدم القدرة على التنفس دون جهاز.
ومن بين 19 شخصية أعلن عن وفاتها الدماغية في أفلام ومسلسلات لم تخضع أي منها لفحص الأكاديمية الأمريكية للأعصاب. وجرى تشخيص ست حالات بالإصابة بغيبوبة وحدثت استجابة في جذع المخ لتسع حالات أخرى كما تمكنت حالتان على الأقل من التنفس دون جهاز.