دراسة: تعرّض الأطفال للشاشات يؤثر سلباً على نموهم اللغوي
٥ مارس ٢٠٢٤
خطر الشاشات، سواء الرقمية أو التلفزيونية، على الأطفال أمر معروف تقريبا، لكن الآن دراسة جديدة تؤكد أن الخطر أكبر على تعلم الأطفال للغة، وأن الإفراط في استخدامها يجعلهم يسمعون كلمات أقل.
إعلان
كشفت دراسة جديدة أن الأطفال الصغار يفقدون الفرصة لسماع أكثر من 1000 كلمة ينطق بها البالغون كل يوم بسبب الإفراط في مشاهدة الشاشات، مما يؤثر على تطور لغتهم، وفق ما نشرته صحيفة الغارديان عن قسم أطباء الأطفال في مجلة الطب الأمريكية (جاما).
تابعت الدراسة 220 عائلة أسترالية لمدة عامين لتقييم العلاقة بين استخدام الشاشات واكتساب الأطفال للغة. باستخدام أنظمة متقدمة للتعرف على الكلام، سجلت العائلات جميع الأصوات المحيطة بطفلهم خلال 16 ساعة يوميًا داخل المنزل. تم تكرار هذه العملية كل ستة أشهر من عمر 12 إلى 36 شهرًا.
قادت الدكتورة ماري بروش من معهد تيليثون للأطفال البحث، واستخدمت جهازًا لقياس عدد الكلمات التي تُقال للأطفال الصغار أو يملكون القدرة على سماعها. كما اكتشف الجهاز الضوضاء الإلكترونية، والتي استخدمها الباحثون لحساب وقت الشاشة.
وجدت الدراسة أن التعرض للشاشات مثل التلفزيونات والهواتف والألواح الرقمية أثر سلبًا على تطور اللغة لدى الأطفال الصغار، مع أكبر تأثير على الأطفال في عمر الثلاث سنوات. وأظهرت النتائج أنه لكل دقيقة إضافية من وقت الشاشة، كان الأطفال في عمر الثلاث سنوات في الدراسة يسمعون سبع كلمات أقل، وينطقون بخمس كلمات أقل، ويشاركون في محادثة واحدة أقل.
وبينت الدراسة أن الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات في المتوسط يتعرض إلى ما يقرب من ثلاث ساعات من وقت الشاشة يوميًا. نتيجة لذلك، تقدر الدراسة أن هؤلاء الأطفال لا يتلقون 1139 كلمة من قاموس الكبار، و 843 أقل من كلمات الأطفال، و194 محادثة أقل في المجموع.
ومع ذلك، قد تكون الدراسة قدّرت تأثيرات استخدام الشاشة على الأطفال بأقل من الواقع الحقيقي، لأنها لم تأخذ في الحسبان استخدام الآباء للهاتف أثناء وجودهم مع أبنائهم، علما أن هناك دراسات سابقة أشارت إلى أخطار أخرى.
وقد أجريت أبحاث الدراسة من 2018 إلى 2021، حيث سجلت بعض العائلات بياناتها لـ 30 أو 36 شهرًا خلال المراحل المبكرة من جائحة كورونا. ومع ذلك، صرح الباحثون بأن متوسط وقت الشاشة لدى المشاركين لا يبدو أنه قد زاد بشكل كبير مقارنة بأولئك الذين أجروا تسجيلاتهم قبل الجائحة.
وأكدت ماري بروش على أهمية بيئة غنية باللغة في المنزل للرضع والأطفال الصغار لدعم تطور لغتهم. وأشارت أنه رغم وجود بعض برامج الأطفال التعليمية التلفزيونية التي تهدف إلى تحسين مهارات اللغة لدى الأطفال، فالأطفال الصغار في الفئة العمرية التي تمت دراستها قد يواجهون تحديات في نقل المعلومات التي يتلقونها من برامج التلفزيون إلى حياتهم اليومية.
ع.ا
أي الدول الصناعية الأفضل لحياة الأطفال؟
نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" تقريرها لوضع الأطفال في الدول الصناعية. تعرف على أفضل الدول في العالم الصناعي لعيش الأطفال حسب نسب المساواة في المستويات الاقتصادية والتعليم والخدمات الصحية ومعدل السعادة.
صورة من: picture-alliance/dpa/W.Pfeiffer
رغم المستوى الاقتصادي العالي والرفاهية التي يتمتع بها سكان الدول الصناعية المتقدمة، إلا أن نسبة الفوارق في مستوى الحياة الاجتماعية بين السكان في ارتفاع مستمر. الأطفال يعانون أكثر من غيرهم من تأثير التباين هذا، حسب تقرير منظمة اليونيسيف.
صورة من: picture-alliance/dpa/O.Lehtonen
حلت تركيا وإسرائيل في الترتيب الأخير في قائمة اليونيسيف حول مستوى المساواة والرفاهية للأطفال في الدول الصناعية التي يصل عددها إلى 41 دولة. وكان التفاوت في معدل الدخل في إسرائيل مثلا 37 بالمائة وفي تركيا 29 بالمائة. ووصلت نسبة عدم المساواة في مجال التأمين الصحي في كلا البلدين إلى نحو 35 بالمائة.
صورة من: picture-alliance/dpa
فرنسا احتلت المركز 28 فقط، متفوقة بمركز واحد فقط على بلجيكا ولوكسمبورغ. ويعاني الأطفال في فرنسا وخاصة في مجالي التعليم ونسبة السعادة، إذ كانت نسبة الفوارق بين الأطفال في التعليم 35 بالمائة وفي السعادة 28 بالمائة.
صورة من: AFP/Getty Images
الدولة الاسكندينافية الوحيدة التي احتلت مركزا متأخرا في القائمة هي السويد، إذ قبعت في المركز 24 من بين 41 بلدا صناعيا. فنسبة الفوارق وعدم المساواة بين الأطفال مرتفعة جدا في مجال التعليم، ووصلت إلى 29 بالمائة كما وصلت في مجال الخدمات الصحية إلى 22 بالمائة.
صورة من: picture-alliance/dpa/D.Karmann
ألمانيا وبريطانيا والمجر واليونان حلت جميعها في المركز الرابع عشر في القائمة، متفوقة بمركز واحد فقط عن الولايات المتحدة. ورغم الفوارق الاقتصادية الكبيرة بين هذه الدول، إلا نسب الفوارق وعدم المساواة بين الأطفال جمعتها. وكانت النسبة الأسوأ للفوارق في ألمانيا وبريطانيا في مجال التعليم، أما في اليونان والمجر فكانت في مجال معدل الدخل.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
استونيا في المركز الثامن وسلوفينيا في التاسع ولاتفيا في العاشر. واشتركت هذه الدول في نسبة الفوارق الكبيرة بين أطفالها في المجال الاقتصادي وفي معدل الدخل، فيما كانت نسب المساواة بين الأطفال في مجال التعليم مرتفعة وجيدة جدا.
صورة من: picture alliance/dpa/B. Anton
النمسا، الدولة الثالثة بين الدول الصناعية الأفضل لعيش الأطفال فيها. ويعاني الأطفال في النمسا في مجال التعليم فقط من عدم المساواة، فيما يتساوى تقريبا جميع الأطفال في مجال الخدمات الصحية، ولا يعانون من أية فوارق في التأمين والعناية الصحية بغض النظر عن مستوى ذويهم الاجتماعي والاقتصادي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J.Büttner
فنلندا والنرويج وسويسرا احتلت المركز الثاني. ما يجمع هذه الدول المستوى الاقتصادي الجيد ومعدل الدخل العالي والخدمات الصحية المتميزة، وكذلك ارتفاع الفوارق في مجال التعليم. إذ وصلت إلى 16 بالمائة في فنلندا و23 بالمائة في النرويج و20 بالمائة في سويسرا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pilick
وأخيرا جاءت الدنمارك كأفضل الدول في العالم لعيش الأطفال. ووصلت نسبة الفوارق وعدم المساواة بين الأطفال في هذا البلد إلى مستويات منخفضة جدا في جميع المجالات، إذ بلغت 4 بالمائة في معدل الدخل و8 بالمائة في التعليم و5 بالمائة في مجال الخدمات الصحية و3 بالمائة في معدل السعادة.