دراسة تقترح طريقة لإعداد المريخ ليتمكن البشر من العيش عليه!
١١ أبريل ٢٠٢٥
تقف كثير من العوامل عائقًا أمام تحقيق حلم تأهيل وإعداد المريخ لحياة البشر عليه يومًا ما. وفيما يشبه أفلام الخيال العلمي، اقترح باحثون ما يبدو حلا عمليا للتعامل مع واحد من تلك العوائق الرئيسية، فهل يتحقق الحلم قريبًا؟
اقتراح يحتاج إلي تكنولوجيا متطورة لتحقيقه، ولكنه على الأقل ربما يعطي بعض الأمل للحالمين بتأهيل المريخ لحياة البشر يومًا ما.صورة من: NASA/REUTERS
وتحت عنوان "مشاكل الطاقة لتحويل المريخ لكوكب صالح للعيش فيه"، وجدت دراسة حديثة الخطوة الأولى، التي ربما تمهد الطريق نحو تأهيل المريخ ليكون مناسب للبشر، وفقًا لموقع ساينس أليرت Science Alert العلمي.
وتوصل باحثون في الأكاديمية البولندية للعلوم إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في معدلات الضغط الجوي على المريخ والتي لا تناسب طبيعة الجسم البشري. ويشير مصطلح الضغط الجوي إلى وزن الهواء المحيط بنا ومعدل ضغطه على كل ما يلمسه من أجسام، بحسب ناشيونال جيوغرافيك.
بحسب ما ذكرت هيئة الأرصاد الجوية الألمانية (DWD) يبلغ الضغط الجوي على المريخ حوالي 6 هكتوباسكال، وهو ما يعادل 0.6% فقط من الضغط الجوي على الأرض، الذي يبلغ في المتوسط حوالي 1013 هكتوباسكال. ومن هنا فإن الإنسان على المريخ يكون معرضا للموت. رغم ذلك تتمتع بعض المناطق على الكوكب الأحمر بضغط جوي أكبر بما قد يمثل فرصة أمام البشر.
واقترح الباحثون، أمام المؤتمر السادس والخمسين لعلوم القمر والكواكب في تكساس بالولايات المتحدة، أن الحل المبدئي للتعامل مع مشكلة الضغط الجوي على المريخ يكون بزيادة الضغط الجوي للمريخ بشكل كبير إلى نقطة يمكن للبشر تحملها، أو على الأقل إلى نقطة لا يموتون فيها على الفور عند تعرضهم لها.
وتشير الدراسة، بحسب موقع يونيفرس توداي Universe Today المتخصص في علوم الفضاء، إلى أن الأمر يتطلب اصطدام جسم جليدي كبير الحجم بالمريخ من أجل تأهيل الغلاف الجوي للكوكب.
ويقترح الباحث ليزيك تشيكوفسكي استخدام ما يعرف باسم حزام كايبر Kuiper Belt، وهو منطقة من النظام الشمسي تتكون من صخور وأجسام متجمدة ومركبات وعناصر كيميائية، مثل الميثان والأمونيا والماء.
ويقول تشيكوفسكي: "يبدو أن أجسام حزام كايبر هي الأنسب لهذا الغرض، لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الماء، ومن الناحية النظرية يمكن نقلها إلى المريخ على مدى عقود من الزمن بدلاً من آلاف السنين… للقيام بذلك، سيحتاج المهندسون إلى تصميم نظام دفع لا يعتمد على الجاذبية لتوجيه الجسم الجليدي".
ويرى الباحثون أن هذا الاقتراح يحتاج إلي تكنولوجيا متطورة لتحقيقه، ولكنه على الأقل ربما يعطي بعض الأمل للحالمين بتأهيل المريخ لحياة البشر يومًا ما.
د.ب./ص.ش
نموذج للحياة على المريخ- انطباعات من مركز تدريب ناسا
أربعة متطوعين يجربون العيش على مساحة 160 مترا مربعا. على مدى عام سيجرب هؤلاء في مختبر لوكالة ناسا كيف يمكن أن تكون الحياة على سطح المريخ. أما الوكالة فتأمل بالحصول على معلومات هامة لإطلاق رحلات إلى الكوكب الأحمر.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
كثير من الواقعية
ابتداء من يونيو/حزيران يتوقع التحاق أربعة متطوعين بدار "مارس ديون الفا/ Mars Dune Alpha" التابعة لوكالة ناسا لتجربة إمكانية الحياة فوق الكوكب الأحمر. ومن أجل ذلك سيعيشون طوال سنة داخل عنبر في مركز البحوث الفضائية في هيوستن بتكساس. هناك تنتظر المشاركين عدة حجرات ومجالات للمحاكاة على الرمل الأحمر.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
العزلة كمشكلة خلال رحلات الفضاء
في تجربة أولى يعتزم العلماء تجربة كيف يمكن للبشر العيش في عزلة وكيف يتعاملون مع التوتر. وهذا من شأنه مساعدة وكالة ناسا على تقييم "الموارد" المطلوبة كي يتجاوز رواد الفضاء المصاعب التي تواجههم مستقبلا، كما تقول غراس دوغلاس التي تدير برنامج التجربة.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
قليل من المتسع للحركة
ليس بإمكان المتطوعين أخذ الكثير من الأمتعة معهم. فهم سيعيشون خلال عام في غرف صغيرة بدار مركز البحوث. وهذه الدار مصممة بعملية طباعة ثلاثية الأبعاد، وهي تقنية تتبعها ناسا لتشييد بنايات في كواكب أخرى، كما تقول مديرة المشروع غراس دوغلاس.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
مجال للتجارب
إلى جانب غرف النوم صممت مهمة "مارس ديون ألفا/ Mars Dune Alpha" حمامين وغرفة للرعاية الصحية ومجالا للاسترخاء وعددا من مواقع العمل. وسيقوم الباحثون بانتظام خلال تلك الفترة بتجربة كيف يتعامل المتطوعون مع حالات التوتر ـ مثلا عندما ينقصهم الماء أو تكون هناك حاجة إلى أجهزة.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
أحذية مواتية لرحلة المريخ
عبر ممر هوائي يصل المتطوعون من الدار الثلاثية ألأبعاد إلى مشهد طبيعي. فبكثير من الرمل الأحمر وجب محاكاة الحياة فوق المريخ بأكبر واقعية ممكنة.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
لياقة في عزلة
سيقوم رواد الفضاء الافتراضيين على أجهزة الركض بجولات إلى الخارج بعد أن يتم ربطهم بأحزمة لمحاكاة الجاذبية فوق المريخ. وسيتوجب عليهم جمع عينات وبيانات ومتابعة تشييد البنية التحتية. وتكمن خلفية ذلك في أنه "لا يمكن لنا تركهم يركضون ست ساعات في حلقة مغلقة"، كما أفادت سوزان بيل مديرة مختبر الصحة والأداء.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
غرس خضروات فوق المريخ
مركز البحوث يقدم إلى جانب مرصد جوي ضيعة أو قرية عمودية لغرس نباتات. هنا يمكن للمشاركين غرس سلطة وخضروات أخرى لتغطية الاستهلاك الذاتي خلال فترة التجارب.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
معلومات مهمة لرحلات مقبلة
وفي المجمل يتم التحضير لثلاث تجارب على مدى فترات طويلة في هذا الحقل. ويأمل الباحثون في الحصول على "معلومات هامة" حول فترات عيش طويلة في عزلة. لكن وكالة ناسا ما تزال في فترة الإعداد لرحلة إلى المريخ. وتعنى وكالة الفضاء في المرحلة الأولى بمهمة "ارتيميس/ Artemis" التي تقضي بنقل أشخاص إلى القمر مجددا لأول مرة منذ نصف قرن.