يبدو أن طبيعة الحياة على كوكب الأرض لم تبح بعد بكل أسرارها، التي تكشف عن نفسها مع مرور الوقت، فقد كشفت دراسة حديثة عن سر تطور التكاثر الجنسي، في ظل توقعات بأن تمهد هذه الدراسة النوعية الطريق أمام فهم أكثر لحياة الإنسان.
إعلان
خلصت دراسة حديثة إلى أن التكاثر الجنسي، هو المفضل فيما يخص الانتقاء الطبيعي، لأنه لا يوفر فقط إمكانية تعزيز المزايا التطورية الهامة بل يمنع أيضاً انتشار السرطان، وفق ما أشار إليه الموقع العلمي المتخصص "ساينس دايلي"، نقلاً عن دراسة صادرة في مجلة "journals.plos".
وأوضح موقع صحيفة "ذا صن" أن كائنات حية متعددة الخلايا (ظهرت قبل حوالي مليار سنة) ومنذ ذلك الحين، ساعد التكاثر الجنسي على نشر وإنشاء عدة آليات لوقف السرطان على غرار جهاز المناعة البشري. وأضاف الموقع البريطاني أن جهاز المناعة هذا، يمتلك القدرة ليس فقط على التعرف على الخلايا السرطانية بل أيضاً تمييزيها عن الطبيعية.
وأفاد موقع "ذا صن"، أنه نظراً لأن التكاثر الجنسي يؤدي إلى إنتاج نسخة مُطابقة للوالدين، فإن إصابة الأب بالسرطان يمكن أن يؤدي كذلك إلى إصابة النسل بنفس المرض.
وتابعت الدراسة الصادرة بالتعاون بين جامعتي "مونبوليه" الفرنسية و"ديكن" الأسترالية، أنه بمرور الوقت يمكن أن يؤدي ذلك إلى القضاء على نوع حي بأكمله، لاسيما إذا لم يكن لهذه المخلوقات أي وسيلة لتطوير نظام مناعة أقوى، وذلك لأنه لديها مجوعة واحدة فقط من الجينات، حسب ما أورد نفس موقع البريطاني.
من جهة أخرى، أشار موقع "نيوز ويك" الأمريكي أن التكاثر الجنسي يقلل ليس فقط من فرصة إصابة كائن حي بالعدوى وإنما أيضاً نقلها إلى أطفاله (في حال الأم مثلاً). بالإضافة إلى انخفاض السرطانات التي تتكاثر من خلال الاتصال الجنسي.
وفي نفس السياق، قال فريديريك توماس، وهو أحد المشاركين في الدراسة من جامعة مونبوليه الفرنسية إن "انتشار التكاثر الجنسي في العالم الطبيعي يوحي بشكل غير مباشر بأن القوى الانتقائية الكامنة وراء تطور الجنس يجب أن تكون قوية وواسعة الانتشار".
ر.م/ع.ج.م
في صور: حيوانات تتكاثر ذاتيا بدون ممارسة الجنس
الأنثى وحدها "بدون تخصيب ذكري" قادرة على التكاثر. ربما يعتقد البعض أن هذا الأمر ضربا من الخيال، لكن العلماء أثبتوا هذه الحقيقة العلمية لدى مجموعة من الحيوانات. نعرفكم عليها في هذه الجولة المصورة.
صورة من: picture alliance/dpa/Kitchin and Hurst
إنجاب الأطفال يعني أولا وقبل كل شيء البحث عن شريك مناسب، إلا أن إيجاد ذلك قد يحتاج إلى وقت طويل جدا. بعض الحيوانات تمكنت من الاستغناء كليا عن عملية البحث المطولة لإيجاد "الشريك المناسب". لأن تكاثرها يكون بشكل لاجنسي، وتقوم باستنساخ نفسها.
صورة من: picture-alliance/dpa
يعد السرطان الرخامي سرطانا عذريا، ومثالا على الحيوانات التي تستنسخ ذاتها. وحسب الدراسات التي توصل إليها باحثون ألمان مؤخرا، فإن هذا النوع من السرطان جميعها أنثى، وتستنسخ نفسها.
صورة من: picture-alliance/dpa/R.Andrian
حتى الآن لم يتضح تماما كيف فقد السرطان الرخامي تكاثره الجنسي. ولكن هناك تحاليل جينية أظهرت أنه من سلالة جراد البحر الموجودة في أمريكا الشمالية. ويعتقد العلماء أن أحد جراد البحر حدثت له طفرة في تسعينات القرن الماضي، ليتحول تكاثره إلى تكاثر لاجنسي.
صورة من: picture alliance/dpa/C. Huetter
ما يميز التكاثر اللاجنسي، هو أن أنثى واحدة تكفي لاستنساخ فصيلة بأكملها. "الوزغية العذراء" هي من بين الحيوانات التي تعتمد في تكاثرها على الاستنساخ الذاتي. وهي تعيش على جزر معزولة تماما في المحيط الهادئ.
صورة من: picture-alliance/Hippocampus-Bildarchiv
الدوارات الثنائية هي حيوانات مائية مجهرية. منذ حوالي 40 مليون عام وهذه الحيوانات تتكاثر لا جنسيا. صحيح أن الظروف البيئية شهدت تغيرات عدة على الأرض. إلا أن بقاء هذا النوع من الحيوانات يعود ربما إلى وجود جينات في حمضها النووي من كائنات حية أخرى مثل البكتيريا أو الفطريات.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Fox
السرطان الرخامي والدوارات الثنائية وغيرها.. كلها حيوانات تتكاثر لاجنسيا. لكن هناك حيوانات، يكون تكاثرها الجنسي اختياريا. وتعد سحلية قوس قزح مثال على هذه الحيوانات. وتعيش هذه السحلية في أمريكا الوسطى والجنوبية. بعض أفراد الفصيلة يتكاثر لاجنسيا والبعض الآخر يتكاثر جنسيا.
صورة من: picture alliance/dpa/Kitchin and Hurst
تنخفض نسبة التكاثر اللاجنسي لدى الحيوانات التي تعيش في مجموعات. لكن في حديقة الحيوانات في لندن أنجبت أنثى تنين الكومود العذراء عام 2006 أربعة صغار. ومن الواضح أن ذلك لم يكن استنساخا. بل هو تكاثر بدون تخصيب ذكري. فالمواليد الصغار كان لديهم نفس المواد الجينية الموجودة لدى الأم.
صورة من: Imago/blickwinkel/McPhoto/I. Schulz
حتى لدى أسماك القرش ظهرت حالات من التكاثر اللاجنسي. في عام 2007 أنجبت سمكة قرش في الولايات المتحدة مولودة بدون تخصيب ذكري. ويذكر أن هناك حالات استنساخ ذاتي ظهرت لدى فصيلة أسماك قرش الخيزران وقرش الحمار الوحشي.
صورة من: picture alliance/dpa/Photoshot
حتى الآن لم يلاحظ العلماء ولادة حيوانات من فصيلة الثدييات عبر الاستنساخ الذاتي. ويعتقد العلماء أن ذلك يعود إلى تعقيد الآليات الكامنة وراء تشكل الأجنة لدى الثديات؛ وهو ما يعد ميزة. فبالتكاثر الجنسي يقل خطر حدوث طفرات ضارة.