أجرى باحثون من فنلندا دراسة حول نسبة الأمونيا الموجودة في فضلات البطريق والتي تنتقل إلى الغلاف الجوي فوق القارة القطبية الجنوبية. والنتيجة هي أنه يمكن للأمونيا إلى جانب مواد أخرى تعزيز تشكل السحب والعمل على تحسن المناخ.
فضلات البطريق تساهم في تشكل السحب.صورة من: Natacha Pisarenko/AP/picture alliance
إعلان
ما يحدث في الغلاف الجوي معقد للغاية. ويمكن لمس هذا من خلال النظر إلى مدى صعوبة التنبؤ بالطقس. قد يتحسن الجو أكثر فأكثر، ولكن من وقت لآخر قد تجد نفسك فجأة واقفاً تحت المطر من دون مظلة. ويقول أوتمار مولر، الباحث فيزياء الهباء الجوي والسحب في معهد كارلسروه للتكنولوجيا، نقلاً عن موقع شبكة الألمانية SWR في تحديد توقيت وكيفية تشكل السحب هو أمر معقد أيضاً. لتتشكل سحابة، يجب أن يحتوي الهواء على بخار ماء، ويجب أن يبرد لترتفع نسبة الرطوبة إلى أعلى من 100 بالمئة، حينها فقط يمكن للماء أن يتكثف. ولكن لكي يحدث هذا، هناك حاجة إلى ما يسمى بنواة التكثيف، وهي عبارة عن جسيم يمكن للماء أن يتكثف عليه. وهو ما يمكن تشبهيه بسطح كوب من الكوكا كولا الباردة في يوم صيفي حار.
كيف تتشكل السحب؟
يحتوي الغلاف الجوي على ملوثات من صنع الإنسان تنتقل عالياً إلى الغلاف الجوي على شكل غبار ناعم، كما يحتوي أيضاً على مواد طبيعية مثل المعادن. في القارة القطبية الجنوبية، حيث الهواء نظيف للغاية، غالباً ما يلعب الهباء الجوي دور نوى التكثيف. ويوضح الباحث في مجال الهباء الجوي أن هذا يتطلب مركباً محدداً للغاية: مادة حمضية ومادة قاعدية. عندما يتلامس الحمض والقاعدة مع بعضهما البعض، يمكن أن يشكلا جسيماً من الهباء الجوي يعمل كنواة تكثيف للماء وقطرات السحب وفي النهاية يمكن أن تتشكل السحب. ويمكن أن تكون إحدى هذه المواد الأساسية هي الأمونيا.
فضلات البطريق مصدر للأمونيا
وللتحقق مما إذا كان من الممكن أن تكون فضلات البطريق مصدراً للأمونيا في الغلاف الجوي، قام باحثون فنلنديون بفحص تركيزها في الهواء فوق محطة مارامبيو الأرجنتينية في الطرف الشمالي الغربي من القارة القطبية الجنوبية. والنتيجة: عندما هبت الرياح من اتجاه محمية للبطريق تضم حوالي 60 ألف حيوان على بعد ثماني كيلومترات،كان هناك حوالي ألف مرة من الأمونيا في الهواء أكثر مما كان عليه عندما هبت الرياح من مكان آخر.وبعد أن واصل البطريق هجرته الموسمية من المحمية، انخفض تركيز الأمونيا مرة أخرى في الغلاف الجوي، لكن النسبة ظلت أعلى بنحو مائة مرة من المعدل الطبيعي بعد شهر واحد فقط. ويفترض الباحثون أن الجسيمات الناتجة يمكن أن تعمل كنواة تكثيف لتكوين السحب في هذه المنطقة وبالتالي تؤثر أيضاً بشكل إيجابي على المناخ في القارة القطبية الجنوبية.
تحرير: عبده المخلافي
رغم جهود الحماية.. البطاريق الإفريقية مهددة بالانقراض
التغير المناخي والصيد المكثف وندرة الغذاء يهددان موطن البطريق الأفريقي، فحسب الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN)، فإن هذه الطيور مهددة الآن بالانقراض. يريد نشطاء حقوق الحيوان في جنوب أفريقيا إنقاذ هذه الطيور.
صورة من: RODGER BOSCH/AFP
الأخيرة من نوعها
تستريح البطاريق الأفريقية على الشاطئ في مستعمرة البطريق في بولدرز بيتش بالقرب من كيب تاون. في أكتوبر صنف الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) البطريق الأفريقي على أنه مهدد بالانقراض بشكل خطير - وكانت الطيور التي لا تطير تعتبر في السابق مهددة بالانقراض ”فقط“. ويتعرض هذا النوع من الطيور للتهديد بسبب التلوث والتوسع العمراني الذي يحد من موطنها. كما أن إنفلونزا الطيور تسبب لها مشاكل أيضاً.
صورة من: RODGER BOSCH/AFP
مخاطر المجاعة
التهديد الأكبر هو نقص الغذاء، كما قالت عالمة الأحياء البحرية أليسون كوك لوكالة الأنباء الفرنسية: "العديد من طيور البطريق معرضة لخطر المجاعة". ويسلب الصيد التجاري على وجه الخصوص إمدادات الغذاء من هذه الحيوانات، لكن التغير المناخي يلعب دورًا أيضًا. فهو يغير تيارات المحيط وبالتالي يعيد توجيه أسراب الأسماك.
صورة من: RODGER BOSCH/AFP
مشكلة تراجع التكاثر
واحد من القليل: فرخ بطريق يغادر عشه الاصطناعي. تشير التقديرات إلى أن عدد أزواج البطاريق التي تتكاثر في جميع أنحاء العالم يقل عن 10,000 زوج، بعد أن كان عددها 42,500 زوج في عام 1991، وغالباً ما تتخلى البطاريق عن التكاثر إذا لم تجد ما يكفي من الغذاء، ويفضل أن يكون السردين أو الأنشوجة. لذلك يخشى الباحثون أنه بحلول عام 2035، قد تنقرض طيور البطريق.
صورة من: RODGER BOSCH/AFP
مستشفى الطيور
يحاول نشطاء حقوق الحيوان في جنوب أفريقيا مساعدة البطاريق الأفريقية، فهم يصطادون هذه الحيوانات لفحصها بحثاً عن الإصابات والأمراض، ومساعدتها إذا لزم الأمر قبل إطلاقها مرة أخرى في البرية، حتى أنه يمكن إجراء الأشعة السينية للمرضى الصغار في مستشفى خاص بالطيور البحرية في تيبلفيو بالقرب من كيب تاون.
صورة من: RODGER BOSCH/AFP
مصدر دخل سياحي
وحتى حكومة جنوب أفريقيا لها مصلحة في ضمان بقاء طيور البطريق على قيد الحياة. يأتي الآلاف من الناس لمشاهدة الطيور كل عام، كما هو الحال هنا في سيمونز تاون. وتكسب جنوب أفريقيا عدة ملايين من الدولارات الأمريكية سنوياً من هذا الأمر - فالسياحة قطاع اقتصادي مهم. ومنذ إدراجها في القائمة الحمراء، أصبحت طيور البطريق ذات النظارة أكثر تسليطاً للأضواء.
صورة من: RODGER BOSCH/AFP
حظر الصيد
الاهتمام سلاح ذو حدين، لأن طيور البطريق حساسة للغاية: "أصبح الإزعاج يشكل تحديًا متزايدًا"، كما قال آرني بورفيس، مسؤول حماية السواحل في كيب تاون، لوكالة الأنباء الفرنسية. من الناحية السياسية، كان هناك نجاح واحد: اعتبارًا من يناير 2025، سيتم حظر الصيد في محيط ست مستعمرات للبطاريق في جنوب أفريقيا، مبدئيًا لمدة عشر سنوات.
صورة من: RODGER BOSCH/AFP
ضرورة توفير بيئة صحية لطيور البطريق
ينتقد نشطاء حقوق الحيوان حقيقة أن مناطق الاستبعاد المخطط لها صغيرة للغاية - وأن هناك حاجة إلى تغيير شيء ما على المدى الطويل. لأنه: "بغض النظر عن مقدار ما نقوم به، إذا لم تكن هناك بيئة صحية لطيور البطريق، فإن عملنا سيذهب سدى"، كما يؤكد الطبيب البيطري ديفيد روبرتس في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية.