دراسة تكشف عن نتيجة غير متوقعة.. القهوة لا تجعلك مستيقظاَ!
١١ ديسمبر ٢٠٢٣
القهوة تجعلك مستيقظاً وسعيداً ومبتهجاً، هذا ما يتم تداوله عادة. غير أن الدراسات الحديثة التي أجراها أطباء متخصصون في طب النوم تهز هذا الافتراض الآن. فما الذي اكتشفه العلماء؟ وما تأثير كوب القهوة بالفعل علينا؟
إعلان
ماذا لو لم تجعلنا القهوةمستيقظين في الصباح كما كنا نعتقد دوماً؟ هذا في الواقع نتيجة للعديد من الدراسات الحديثة التي قدمتها مؤخرا الجمعية الألمانية لأبحاث النوم وطب النوم (DGSM). لا شك أن القهوة تعزز الشعور باليقظة لدى الإنسان الذي لم ينم سوى ساعات قليلة أو ظل مستيقظاً لفترة طويلة. ووفق ما جاء في تقرير للجمعية الألمانية لأبحاث النوم وطب النوم (DGSM)، نقلاً عن صحيفة "راينيش بوست" الألمانية فإن:"المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة أو الشاي، تدعم الشعور باليقظة. لكن عندما نكون مستيقظين ومرتاحين، فإن الكافيين لا يجعلنا نشعر باليقظة أكثر مما نكون عليه بالفعل".
عقار منبه في الصباح؟
الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام يستهلكونها أشبه بعقار في الصباح، وفق النظرية العلمية. لكن ذلك لا يجعلهم بالضرورة أكثر حيوية، بل إن شرب القهوة يدغدغ نظام المكافأة في الدماغويغمر الجسم، بمادة الدوبامين وهرمون النورإبينفرين. ولقد تعامل الأطباء المتخصصون في طب النوم من سويسرا مع هذه المسألة بدقة.
وفي هذا الصدد قام فريق من الباحثين بفطام شاربي القهوة وطلبوا منهم "الامتناع عن تناول الكافيين لمدة أسبوع إلى أسبوعين بهدف اختبار مدى حساسيتهم تجاه هذه المادة ذات التأثير النفسي".
وتمكن الباحثون بقيادة هانس بيتر لاندولت، من المعهد الدوائي بجامعة زيوريخ من التوصل إلى أن المشاركين في الدراسة "حتى أربعة أيام بعد امتناعهم عن شرب القهوة، كانت كافية للتسبب في انخفاض النومالعميق في الليلة التالية لديهم"، كما توضح كارولين رايشرت، نائب رئيس مركز علم الأحياء في عيادات الطب النفسي بجامعة بازل.
والنتيجة الآن واضحة: "إذا أردنا أن يكون للقهوة وما شابهها التأثير المنبه، فيجب علينا ألا نستهلكها بشكل مفرط"، كما تقول كارولين رايشرت. "القهوة هي مجرد منبه إذا كانت مستقبلاتنا تتفاعل معها بحساسية، وهذا يتطلب مراحل من الامتناع عن شربها." لكن إلى جانب الاستيقاظ، تولي أهمية للافتراض المثبت علميا بأن شرب القهوة "يمكن أن يحمي من أمراض التنكس العصبي". وحتى في مجال الطب النفسي، على سبيل المثال، في حالة الاضطرابات العاطفية، فإن "الاستهلاك المنتظم يبقى مفيدا".
إ.م
القهوة: رحلة "الذهب الأسود" من أثيوبيا للعالم
القهوة التركية أو الكابتشينو..تختلف أشكال وطرق إعداد القهوة في العالم، لكن أصل جميع هذه المشروبات واحد وهو أمر يجهله الكثيرون. في هذه الجولة المصورة نتابع رحلة حبوب القهوة التي تبدأ من جنوب أثيوبيا.
صورة من: DW/J. Jeffrey
لا يستطيع ملايين الناس في مختلف دول العالم التخلي عن فنجان القهوة الصباحي. لكن الكثيرين لا يعرفون مصدر فنجان القهوة الذي تبدأ رحلته من أثيوبيا. وتأتي القهوة في المركز الثاني على قائمة صادرات الدولة الواقعة في شرق أفريقيا. وتتم تعبئة الحبوب الطازجة في أكياس يتسع كل واحد منها لـ 60 كيلوغراماً ليتم توزيعها لمختلف الدول.
صورة من: DW/J. Jeffrey
بونغا هي منطقة منسية في جنوب غرب أثيوبيا رغم أهميتها لصناعة القهوة في العالم. تقع بونغا في قلب الغابات وتنتشر شجيرات القهوة في كل بقعة من بقاعها. كما أنها من أهم مناطق إنتاج العسل أيضاً.
صورة من: DW/J. Jeffrey
يرجع اكتشاف القهوة في بونغا للقرن السادس. وتقول الأساطير إن أحد رعاة الغنم لاحظ حالة النشاط المفرط التي سيطرت على أغنامه بعد تناولهم لحبوب غريبة عليه، وهي حبوب القهوة. وبدافع الفضول، تناول هذا الراعي نفس الحبوب ليعيش نفس حالة النشاط.
صورة من: DW/J. Jeffrey
تعتبر أثيوبيا اليوم أكبر منتج للقهوة في أفريقيا. وينتج صغار المزارعين الجزء الأكبر من إجمالي إنتاج البلاد للقهوة، المعروفة بـ"الذهب الأسود". ويعيش نحو 15 مليون شخص في أثيوبيا على زراعة حبوب البن. صدرت أثيوبيا الموسم الماضي ما قيمته نحو 900 مليون دولار من حبوب القهوة.
صورة من: DW/J. Jeffrey
يختلف مذاق القهوة بحسب مكان زراعة حبوبها. هنا توفر المزارع المحيطة ببونغا أفضل ظروف لزراعة حبوب القهوة، على ارتفاع يتراوح بين 900 و1800 متر فوق سطح البحر. وتساهم أوراق الأشجار المحيطة بحبوب البن في نمو الحبوب ببطء، ما يزيد من تركيز طعمها.
صورة من: DW/J. Jeffrey
تجتذب هذه الغابات النحل، ما يزيد من إنتاج العسل بكافة ألوانه في تلك المنطقة. ويستخدم هذا العسل في إنتاج "نبيذ العسل" الذي تشتهر به أثيوبيا.
صورة من: DW/J. Jeffrey
يقول أحد مربي النحل: "لا أفكر أبداً في الانتقال من هنا والعيش في المدينة والتخلي عن كل هذا"، مشيراً إلى الغابات المحيطة بقريته، ومضيفاً أن هذه المنطقة تجمع كل ما يحتاجه الإنسان.
صورة من: DW/J. Jeffrey
يتميز أهل بونغا بالطبع بطريقتهم ومراسمهم الخاصة في إعداد القهوة، إذ يتم تحميص حبوب البن على الفحم الساخن ثم طحنها في أوعية خشبية، وأخيراً يتم طهيها في أوان خاصة. وتعرف هذه القهوة في أثيوبيا باسم "بونا".