"قد يخطئ العالم وقد يصيب أيضا"، هذه المقولة تنطبق أيضا على المئات من البحوث الطبية حول السكتة الدماغية والسرطان، تبين بعد مراجعتها أنها مليئة بالعيوب العلمية، الامر الذي يشكك في صحة نتائجها.
إعلان
أظهرت دراسة ألمانية وأخرى أمريكية أن الكثير من الأبحاث الطبية تحوي العديد من النقائص العلمية، ولا يمكن التأكد من مدى صحة نتائجها. هذا ما نشرته مجلة "بلوس بايولوجي" المتخصصة. وحسب الدراسة الألمانية، فإن باحثون من مستشفى شاريتيه الجامعي في برلين، قاموا بمراجعة مئات الدراسات عن السكتة الدماغية والسرطان وتبين لهم من خلال المراجعة أن الحيوانات التي استخدمت في كثير من التجارب خلال هذه الدراسات "اختفت"، ولم يتم تضمينها في التحليلات النهائية للدراسات مما يحرف النتيجة الإجمالية.
دور التغذية في الوقاية من السرطان
"عليك بالإكثار من تناول الفواكه والخضروات"جملة يكررها جميع الأطباء تقريبا، لكن دراسات حديثة أثبتت أن الفواكه والخضروات تقي من السرطان بنسبة بسيطة، إذ تعتمد الوقاية الأكبر على نظام الحياة الصحي وتجنب مسببات السرطان.
صورة من: Elke Dubois/TZS
خلص باحثون في مجال دراسات السرطان، إلى وجود مبالغة في تقييم دور الفواكه والخضروات في مكافحة السرطان، إذ أثبتت دراسة قام بها باحثون بالمركز الألماني لأبحاث السرطان خطأ التوصية التي انتشرت في الماضي والتي تقول إن تناول الفواكه والخضروات خمس مرات في اليوم، يقي من السرطان.
صورة من: Fotolia/Heike Rau
لكن هذا لا يمنع أن بعض الخضروات والفواكه تحتوي على مواد لها قدرة على عرقلة حدوث السرطان بالجسم، فالبروكلي على سبيل المثال غني بمواد تحد من نمو السرطان.
يحتل التدخين المركز الأول على قائمة مسببات السرطان. ورصد الخبراء تراجعا في احتمالية الإصابة بالسرطان بالنسبة للمدخن الذي يتناول الخضروات والفواكه بشكل منتظم.
صورة من: Photographee.eu/Fotolia.com
تلعب كمية الطعام أيضا دورا كبيرا في مخاطر الإصابة بالأمراض بشكل عام وبالسرطان بشكل خاص، ووفقا للدراسات فإن الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطانات، كما أن الإصابة تأتيهم مبكرة مقارنة بغيرهم نتيجة ارتفاع نسبة الإنسولين الذي يحفز نمو الأورام.
صورة من: Fotolia/olly
تزيد تبعات مشكلة السمنة بشكل خاص لدى النساء في سن اليأس، إذ تزيد السمنة من نسبة الهرمونات الأنثوية التي يتم إفرازها في هذه المرحلة والتي قد تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بسرطان الرحم وسرطان الثدي.
صورة من: Fotolia/runzelkorn
تظهر الإحصائيات تراجعا في معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء في الدول التي لا تشتهر بتناول اللحوم الحمراء كالهند، في حين تزيد النسبة بشكل واضح بين الذين يكثرون من تناول هذه اللحوم ولاسيما لحم العجل. ووفقا للباحث في مجال السرطان والحاصل على جائزة نوبل، هارالد تسور هاوزن، فإن استهلاك اللحوم الحمراء لفترات طويلة من العمر يزيد خطورة الإصابة بالسرطان بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 بالمئة.
صورة من: anweber - Fotolia
وتأكيدا على هذه البيانات فإن اليابان لم تسجل حتى عام 1975 حالات تذكر لسرطان الأمعاء، لكن معدل الإصابة تضاعف خلال 20 عاما بعد أن بدأت البلاد باستيراد اللحوم الحمراء.
صورة من: KAZUHIRO NOGI/AFP/Getty Images
يحذر البعض من خطورة الشواء بشكل خاص، إذ أن الخشب المستخدم في عمليات الشي يحتوي على مواد كيميائية تزيد من تحفيز ظهور السرطان، لكن ثمة خلافات بين العلماء حول هذه النقطة إذ يرى آخرون أنه لا فرق في طريقة تحضير اللحم على الصحة. (DW/ا.ف)
صورة من: Elke Dubois/TZS
8 صورة1 | 8
وحسب أولريش ديرناجل أخصائي الأمراض العصبية، وأحد كبار المشاركين في الدراسة، فإن دافع الغش والاحتيال ليس متوفرا في معظم هذه الحالات، ولكن "التفكير الآمل" للمشاركين في هذه الدراسات هو السبب في ذلك، كما يقول: "كما أن الوسط العلمي الذي يكافئ الجديد الأكثر إثارة أكثر من مكافأة الأكثر دقة" هو أحد أسباب هذا القصور. ويطالب ديرناجل وزملاؤه بتوخي المزيد من الشفافية المنهجية في إعداد الدراسات ومراجعتها، وبتحسين المستوى التعليمي وبتطبيق معايير علمية أكثر صرامة عند اختيار المجلة العلمية المتخصصة الأنسب لنشر هذه الدراسات وبتغيير طريقة التفكير في وسط الدراسات الطبية العليا بشكل عام.