كشفت دراسة حديثة أن تلوث الهواء يضر بالصحة أكثر من استهلاك الكحول بأضعاف. ما هي الدول الأكثر تلوثاً؟ وما انعكاسات انخفاض جودة الهواء على صحتنا.
إعلان
للعيش في المدن ميزات كبيرة كتوافر خدمات أفضل وفرص أعمل أكبر مقارنة بالريف والمناطق النائية، بيد أن للأمر تبعات غير صحية على المدى البعيد: الصخب وتلوث الهواء، على سبيل المثال لا الحصر.
ينشأ تلوث الهواء بالجسيمات العالقة الدقيقة بشكل رئيسي من عمليات احتراق الوقود الأحفوري والأنشطة الصناعية كما في محطات توليد الطاقة والمصانع ومصافي التكرير. كما تعد المركبات، وخاصة سيارات الديزل والشاحنات والحافلات مصدراً ملوثاً للهواء؛ إذ تطلق عمليات حرق الوقود غازات العادم التي تحتوي جسيمات عالقة دقيقة. ويمكن أن تؤدي أنظمة التدفئة القديمة، على وجه الخصوص، التي لا تحتوي على مرشحات أو تقنيات احتراق مناسبة، إلى زيادة مستويات الجسيمات.
كشف التقرير السنوي المعنون: "مؤشر جودة الهواء" (AQLI) أن سوء نوعية الهواء يقصر العمر. ويركز التقرير السنوي على عواقب تلوث الهواء. ويوضح التقرير أن متوسط العمر المتوقع للبشر في جميع أنحاء العالم سوف يمتد بمقدار 2.3 سنة إذا تم استيفاء الحد الموصى به من منظمة الصحة العالمية فيما يخص الجسيمات العالقة الدقيقة، حسب ما أورد موقع Vital الصحي الألماني.
وحسب التقرير تعاني الدول التالية من مستويات عالية من تدهور جودة الهواء: الهند وباكستان وبنغلادش والصين ونيجيريا وإندونيسيا.
ومستوى جودة الهواء في تلك الدول أدنى من الحد الذي حددته منظمة الصحة العالمية عدة مرات، ما ينتج عنه تقصير عمر البشر هناك بمعدل ست سنوات. ويقدر التقرير أن خطر تلوث الهواء تزيد ثلاثة أضعاف عن الإفراط في استهلاك الكحول.
صحتك بين يديك - تأثير جودة الهواء الداخلي على الصحة
26:01
تأثيرات تلوث الهواء
تلوث الهواء يمكن أن يضر بصحتنا بطرق مختلفة. يمكن لجزيئات الغبار الدقيقة (الجسيمات العالقة) والملوثات الموجودة في الهواء أن تدخل إلى الرئتين وتسبب مشاكل في الجهاز التنفسي. وهذا يمكن أن يؤدي إلى السعال وصعوبة التنفس ونوبات الربو والتهاب الشعب الهوائية المزمن وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يزيد تلوث الهواء، وخاصة بالجسيمات الدقيقة، من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. كما يمكن للملوثات الموجودة في الهواء أن تلحق الضرر بالأوعية الدموية وتعزز الالتهابات وتزيد من خطر تكون جلطات الدم. وتسبب بعض ملوثات الهواء عدة أنواع من السرطان كسرطان الرئة وسرطان المثانة وغيرهما.
ومع ذلك، فإن آثار تلوث الهواء على صحتنا تعتمد على عوامل مختلفة، مثل نوع وتركيز الملوثات، ومدة التعرض، والحساسية الفردية.
خ.س
دلهي تغرق بالدخان بعد العيد الهندوسي "ديوالي"
بلغ تلوث الهواء في العاصمة الهندية مستويات خطيرة بعد ليلة صاخبة من الاحتفالات بمهرجان "ديوالي" الهندوسي. وعلى الرغم من وجود قرار صادر عن المحكمة للحد من استخدام الألعاب النارية، إلا أن معظم الاحتفالات مضت قدماً كالمعتاد.
صورة من: Reuters/A. Fadnavis
تدهورت جودة الهواء بشكل شديد قبل الاحتفال الرئيسي. في الصورة مجموعة من المعابد في العاصمة الهندية. مع اقتراب فصل الشتاء، ترتفع مستويات تلوث الهواء لأسباب مختلفة، من ضمنها حرق مخلفات المحاصيل خارج المدينة، وزيادة انبعاثات السيارات التي تعمل بالديزل.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/N. Kachroo
يُحتفل بـ"ديوالي"، عيد الأضواء أو الأنوار، تقليدياً بإضاءة المصابيح، والشموع، إلا أن الألعاب النارية، التي تستخدم في حفلات الزفاف أيضاً، باتت جزءاً لا يتجزأ من هذا التقليد. تحدث الإنفجارات غالباً في الورشات غير القانونية في الفناء الخلفي أو تحت الأرض، التي تصنع الألعاب النارية. كما أسفر انفجار في مصنع مرخص في ولاية "أوتار براديش" الشهر الماضي عن مقتل سبعة أشخاص.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/N. Kachroo
يظهر هنا أحد المعالم الأكثر شعبية في دلهي، القلعة الحمراء، في اليوم التالي لاحتفالات ديوالي الرئيسية، بالكاد يمكن رؤيتها وسط الضباب الدخاني. وقد قضت المحكمة العليا الشهري الماضي في الهند بأن استخدام الألعاب النارية خلال الاحتفال محدد بأوقات زمنية ضيقة، وسمحت باستخدام الألعاب النارية "الخضراء" أو الصديقة للبيئة فقط، التي تنبعث منها كميات أقل من الدخان. ومع ذلك، بدت السلطات مترددة في تطبيق القواعد.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/N. Kachroo
يُنظر إلى مهرجان الأضواء، الذي يستمر لمدة 5 أيام على أنه احتفال هندوسي، يرمز إلى "انتصار النور على الظلمة، الخير على الشر، والمعرفة على الجهل". في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، يقع في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر، ويتزامن مع القمر الجديد، حيث يكون اليوم الثالث هو اليوم الرئيسي للاحتفال. بالإضافة إلى ذلك، ديوالي احتفال ديني عند السيخ، والجاينية، وبعض البوذيين أيضاً.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/N. Kachroo
تختار بعض العائلات كهذه العائلة ارتداء الكمامات لحماية أنفسهم من مخاطر الدخان. غير أن هذه الممارسة غير شائعة في كل المناطق المتضررة من الضباب الدخاني. قالت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي إن التعرض للهواء السام داخل المنازل وخارجها يقتل نحو 600 ألف طفل دون سن الخامسة عشرة كل عام. ريتشارد كونور / ريم ضوا.