من المعروف طبياً أن حبة أسبرين في اليوم يمكن أن تحدّ من خطرالإصابة بسرطان القولون، إلا أن دراسة حديثة أثبت وجود استثناءات، إذ إن تأثير الأسبرين يفيد البعض ويضر آخرين. فما السبب؟
إعلان
أشارت نتائج دراسة إلى أنه على الرغم من أن بحوثاً عديدة أوضحت أن تعاطي الأسبرين أو عقاقير مشابهة بانتظام يمكن أن يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة قد تصل إلى 30 في المائة، إلا أن العلماء وجدوا استثناءً مهماً، وهو أن هذه العقاقير يمكن أن تضاعف من هذا الخطر لدى أناس يحملون متغيرات وراثية معينة.
وتمثل هذه النتيجة، التي نشرت أمس الثلاثاء (17 مارس/ آذار 2015) خطوة جديدة على طريق توجه حديث يسعى إلى توافق العلاج مع التركيب الوراثي للمرضى. وفي مقال نشر إلى جانب البحث في دورية الجمعية الطبية الأمريكية، وصف ريتشارد وندر من الجمعية الأمريكية لعلاج الأورام وجامعة توماس جيفرسون هذه النتائج بأنها "عظيمة الأهمية من الناحية الطبية".
طرق مبتكرة لمحاربة السرطان
علماء الطب في ألمانيا وسويسرا يعملون على مدار الساعة على تطوير طرق مبتكرة لمحاربة مرض السرطان، وذلك من خلال تقوية مناعة الجسم ضد هذا المرض الخبيث. لكن هذه الطرق لا تخلو من بعض المخاطر.
صورة من: Fotolia/S. Bähren
سحب الأكسجين من خلايا السرطان هي إحدى الطرق التقليدية المتبعة لإيقاف انتشار المرض. لكن علماء من جامعة زيوريخ حاولوا العكس وأشبعوا الخلايا السرطانية بالأكسجين، أملاً في القضاء عليها.
استنشاق عطر الليمون لمحاربة سرطان الكبد طريقة مبتكرة من جامعة بوخوم الألمانية. وتقوم جزيئات العطر بفك "شفرة" خلايا السرطان وتزيد نسبة الكالسيوم في الجسم، والذي يساعد على وقف انتشاره.
صورة من: picture alliance/David Ebener
ينطوي "العلاج المناعي" على "تعليم" جهاز المناعة كيفية التعرف على بروتينات خلايا السرطان دون القيام برد فعل أوتوماتيكي ضد البروتينات الأخرى. هذه الطريقة ما زالت مثيرة للجدل.
صورة من: bzga
تستخدم طريقة "العلاج المناعي" كعلاج أخير لمرضى السرطان ولذوي الحالات المستعصية، بعد استنفاد جميع الطرق التقليدية في علاج هذا المرض الخبيث.
صورة من: picture-alliance/dpa
إحدى طرق "العلاج المناعي" هي تنشيط جهاز المناعة للتعرف على البروتينات الناتجة عن طفرات جينية. علماء جامعة هايدلبيرغ الألمانية جربوا الطريقة بنجاح على الفئران، ويجربونها هذا العام على البشر.
صورة من: Forschungszentrum Jülich
في طريقة أخرى، يشرف عليها البروفيسور هيلموت صالح من جامعة توبينغن، تتم تجربة "الأجسام المضادة" على جهاز المناعة لدى تسعة مرضى، ولذلك لمنع انتشار السرطان إلى الخلايا السليمة.
صورة من: Universität Tübingen
نتائج اختبار "الأجسام المضادة" أثبتت اختفاء خلايا السرطان ولكن لفترة قصيرة فقط، في حين شفي أحد المرضى تماماً. علماء جامعة توبينغن بانتظار الموافقة الرسمية الآن لطرح العلاج في الأسواق.
المريض جيورجيس (27) تماثل للشفاء من سرطان الرئة بعد علاجه بطريقة من طرق "العلاج المناعي" لم يكشف عنها بعد. وأشار جيورجيس إلى أن علاجه كان مريحاً نوعاً ما مقارنة بالعلاج الكيماوي. الكاتب: كونور ديلون/ زمن البدري
صورة من: NCT Heidelberg
8 صورة1 | 8
ويصف الأطباء الأسبرين وعقاقير أخرى مضادة للالتهابات للمرضى الذين يعانون تاريخاً من الزوائد اللحمية في القولون، إلا أنه بالنسبة إلى معظم الأشخاص، فإنهم لا يوصون بذلك، لأن استخدام مثل هذه العقاقير بصفة منتظمة قد يتسبب في نزيف في المعدة والأمعاء.
وتضمن البحث الجديد، الذي مولته المعاهد القومية الأمريكية للصحة بدرجة كبيرة، نتائج عشر دراسات شارك فيها أكثر من 17 ألف شخص في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وألمانيا. واقترن الاستخدام المنتظم للأسبرين والعقاقير الشبيهة له، مثل الإيبوبروفين، بظهور 17 حالة سرطان في القولون والمستقيم بين كل 100 ألف شخص.
لكن النتائج كانت مختلفة تماماً بالنسبة لأشخاص لديهم تغيرات وراثية في الحمض النووي (دي إن إيه)، إذ ظهرت نحو 35 حالة إصابة بأورام القولون والمستقيم بين كل 100 ألف شخص لديهم متغير جيني. وتوجد مثل هذه المتغيرات بنسبة تتراوح بين أربعة إلى تسعة في المائة من الأشخاص الذين ينحدرون من أصول أوروبية.